أكدت مصادر أمريكية بداية العد التنازلي، لدى الإدارة الأمريكية للتخلص من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بشكل يضمن خروجه وكأنه بإرادة العراقيين لا الأمريكيين.
في وقت تؤكد مصادر أن دفاع الرئيس جورج بوش عنه يعد بمثابة “قبلة الوداع” وأن البحث جار عن ديكتاتور ديمقراطي.
وتزامن ذلك مع إعلان أجزاء من التقييم الاستخباراتي القومي غير السرية، وتسريب بعض القناعات التي جاءت في هذا التقييم، ومنها تشكيك المجتمع الاستخباراتي الأمريكي في قدرة نوري المالكي وحكومته على قيادة العراق، وعدم قدرته على تمرير أو دفع الإصلاحات القانونية والمصالحة الوطنية المطلوبة أمريكياً. وجاء في ما تسرب من التقرير أن فرص المالكي ضئيلة في تنفيذ خطة “علامات على الطريقة” الأمريكية، على الرغم من استمراره في التمتع بتأييد وسط الجماعات الشيعية، مع الإشارة الى ملاحظات عسكرية أمريكية بأن أي انتصارات أو مكاسب عسكرية تتحقق في العراق ستكون “لحظية”، إذا لم يكن الساسة في بغداد قادرين على رأب الشروخ الطائفية.
ومن المعروف أن آخر تقييم استخباراتي قومي أمريكي كان قد صدر في فبراير/شباط الماضي، وهو تقرير دوري عبارة عن خلاصة ما تراه وفق الواقع على الأرض ست عشرة جهة ووكالة استخباراتية أمريكية تعكف على دراسة الوضع ومراجعته في ما بينها للإجابة عن أسئلة محددة الى أن يتم التوصل الى تقييم شامل متفق عليه ضمنياً وبشكل عام من الجميع.
وقد تم اطلاع الرئيس الأمريكي على مضمونه الاثنين الماضي، أي قبل يومين من إعلان الأجزاء غير السرية منه لمختلف وسائل الإعلام، وهو التقييم الذي جاء بشكل عام متشائما بالنسبة للوضع في العراق، عدا السطور التي تحدثت عن تحذير من انسحاب أمريكي مبكر من العراق يؤدي الى فوضى وعنف طائفي.
وجاء إعلان التقييم الاستخباراتي بعد يوم من دفاع بوش عن المالكي ووصفه بأنه رجل ممتاز لديه وظيفة صعبة، وكانت كلمات أخرى للرئيس الأمريكي قبلها بيوم قد حملت ما وصف بتشكيك في قدرات المالكي، وخيبة الأمل فيه.
حول هذه النقطة أكدت المصادر الأمريكية نفسها والمحسوبة على الحزب الديمقراطي ل “الخليج” أن دفاع الرئيس الأمريكي عن المالكي لم يكن سوى “قبلة وداع” وانه من غير المستبعد ان تكون إدارة بوش عاكفة الآن على دراسة قائمة بأسماء قيادات عراقية أخرى لخلافته.
اضافت المصادر أن لديها معلومات بأن إدارة بوش تميل نحو اختيار قيادة عراقية قادرة على قيادة “تحالفات”، طائفية داخل العراق “انهم باختصار يبحثون عن ديكتاتور مهذب وديمقراطي.. انهم يبحثون عن العنقاء”.
وكان بعض مما تسرب من التقييم الاستخباراتي الذي لن تعلن كل تفاصيله تحذيرا وخشية من قيام المقاومة في العراق بالتخطيط لهجوم واسع على شاكلة هجوم “التيت” في فيتنام، وهو الذي اعتبر وقتها (1968) بداية هزيمة الولايات المتحدة في فيتنام، حيث شن “الفيتكونج” فجأة هجوماً واسعاً في كل انحاء فيتنام الجنوبية بما فيها الهجوم على السفارة الأمريكية في سايجون، ووقتها كانت رسالة المقاومة الفيتنامية “نحن قادرون على ضربكم في كل مكان، وإنه لا مكان لكم على كافة اراضينا في كل الشوارع والمدن، وهي الرسالة التي لم تفهم أمريكياً ربما للآن، حيث حسبتها واشنطن ماديا كالعادة بحصر الرد على هجوم “التيت” وما أسفر عنه من قتلى على الجانب الآخر.
على أي حال، فإن الرئيس الأمريكي الذي جاء على ذكر فيتنام في كلمته امس الأول (الاربعاء) في مقارنة بالوضع في العراق، جاء بعد اطلاعه على التقييم الاستخباراتي القومي الأمريكي، وهو التقييم الذي اعتبره مراقبون في واشنطن بمثابة أحد فصول مسرحية يتم الإعداد لها تمهيداً لعرض تقرير قائد القوات الأمريكية في العراقي ديفيد بترايوس وسفير واشنطن في بغداد رايان كروكر على البيت الابيض وعلى الكونجرس في منتصف سبتمبر/ايلول المقبل.
والمتوقع أن يأتي ذكر حدوث تقدم وانتصارات على الأرض في العراق، لا سيما ما يتعلق بتخفيض مستوى العنف الطائفي بالعراق، ومتوقع أيضا ان يعطي التقرير المزمع صورة غير مختلفة عما جاء في التقييم الاستخباراتي القومي الذي أعطى بدوره صورة عامة لما يتوقع حدوثه خلال ال 6 - 18 شهرا المقبلة بالعراق، وفيه تأكيد على ان القوات العراقية لن تكون قادرة على العمل إلا بالاشتراك مع القوات الأمريكية على الأقل حتى نهاية العام المقبل.
وكان رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي كارل ليفين قد دعا البرلمان العراقي لطرد حكومة المالكي، وانضمت اليه السيناتور هيلاري كلينتون التي أكدت نفس ما قاله ليفين بأن حكومة المالكي غير قادرة على عمل وفاق وطني ممكن أن ينهي العنف الطائفي والتمرد في العراق.
جدير بالذكر ان السيناتور الجمهوري جون وارنر وهو الرئيس الاسبق للجنة القوات المسلحة عقد مؤتمرا صحافيا بعد ظهر امس للتحدث عن زيارته الأخيرة للعراق.
موضوع: بدء العد التنازلي امريكيا للتخلص من المالكي 
الأحد أغسطس 26, 2007 10:01 am
