- نعم هذا ما يقوله دولة رئيس الوزراء أو يستنتجه ضمنا. فإلى لحظة تخليه عن قناعته بأنه سيكون القائمة الأولى كان إصراره على أن الكتلة الأكبر هي القائمة الفائزة. ورد على احتجاج المعترضين على النتائج في مؤتمر علني نقلته جميع الوكالات مع مجموعة الاتحاد الأوروبي، مشيدا بنزاهة الانتخابات والمفوضية، معتبرا أن الاحتجاج هو ديدن الخاسرين. ثم انقلب الأمر تماما وتغير المنطق بعد أن وصلت المعلومات عن تغير مواقع القوائم. وبدأ الهجوم على المفوضية والأمم المتحدة، وعطلت البلاد والعملية في طعونات وأعمال عد وفرز لم تغير شيئا. لا شك أنه حصلت بعض أعمال التزوير، لكن هل كانت ستغير النتائج الأساسية أو تطعن في نزاهة الانتخابات بشكل عام؟.. إذ من المؤسف أن تحصل العملية على تزكية وحصانة المنظمة الدولية لنأتي نحن ونطعن في الآلية الأساسية لنظامنا السياسي. إن اتهام المفوضية والأمم المتحدة ومن هذا المقام الرفيع سيلقي ظلالا خطيرة على مجمل الانتخابات وشرعية الجميع بمن فيهم دولة رئيس الوزراء، وهو ما كان يجب الابتعاد عنه من قبل مسؤول كبير، فالمسؤول عند أدائه مسؤولياته الرسمية هو ليس في موضع جدل أو انفعال ليسمح لنفسه بان يقول إنني سأرد الصاع بأربعة، وأنا لا أجامل، ويتهجم على الآخرين حسب مزاجه. كلامه كلام الموقع والدولة والحكومة، ويجب أن ينطق باسمها وبطرقها ووسائلها، وذلك عندما يكون أمام الرأي العام. أما في بيته ومع أصدقائه، وفي داخل حزبه وائتلافه فليقل ما يشاء.
الدكتور عادل عبد النهدي...نقلا" عن جريدة الشرق الاوسط الدولية