أعرب المرجع الديني علي السيستاني، الأربعاء، عن قلقه من خروج التظاهرات المرتقبة يوم الجمعة،عن السيطرة وتسلل من سماءهم بـ" ذوي المآرب والأجندات الخاصة إليها، فيما أكد تأيده للمطالب المشروعة للمتظاهرين.
وقال مصدر مقرب من المرجع الديني علي السيستاني في حديث لـ "السومرية نيوز"، إن "المرجعية الدينية تخشى من استغلال التظاهرات من قبل عناصر لها مآرب أخرى لا تحسن التصرف وتتعدى على الممتلكات العامة والمؤسسات الحكومية وإثارة أعمال الشغب كما حصل في بعض المناطق التي خرجت فيها التظاهرات عن السيطرة".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "السيستاني أبدى تعاطفها مع مطالب المتظاهرين وضرورة السعي لتحقيقها"، ناقلا عن السيستاني "تأكيده على حق المواطنين بالتعبير عن أرائهم والمطالبة بحقوقهم الشرعية".
وكان عدد من المثقفين والشباب العراقيين دعا عبر موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك إلى تظاهرة سلمية مليونية، يوم الجمعة المقبل، في العاصمة بغداد للمطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل والقضاء على البطالة والفساد الإداري المستشري في البلاد، وقد أطلقوا على أنفسهم اسم الثورة العراقية الكبرى ضد الفساد و حركة 25 فبراير وتظاهرة كفى.
فيما أعلن متحدث رسمي باسم تظاهرة كفى والمعتصمون في ساحة التحرير وسط بغداد في حديث لـ"السومرية نيوز"، اليوم، عن إنهاء اعتصامميز مؤقتاً بعد أخذ الوعود من بعض أعضاء مجلس النواب بتلبية مطالبهم، فيما أشار إلى أن بعض وسائل الإعلام يحاول تشويه مطالبهم المشروعة.
وكان النائب عن التحالف الوطني خضير الخزاعي قد اكد في حديث سابق لـ"السومرية نيوز، أن الواقع الخدمي لا يمكن أن يتغير بـ"عصا سحرية" حتى لو تظاهر جميع العراقيين، مشيرا إلى أن السبب يكمن بمحدودية إمكانيات العراق في الإنتاج النفطي.
وتشهد البلاد منذ نحو ثلاثة أسابيع تظاهرات شعبية استلهمت من التظاهرات التي تجوب الدول العربية والتي أدت لحد الآن إلى سقوط نظامين سياسيين في تونس ومصر، وتتركز مطالب المتظاهرين في العراق بتوفير الخدمات وفرص العمل وصون الحريات وضمان حرية التعبير إضافة إلى معاقبة المفسدين في الدولة، تخلل بعضها صدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين، أدت إلى وقوع عدد كبير من الضحايا بين قتيل أو جريج، في حين قام متظاهرون بإشعال النار بمبان حكومية، لاسيما في مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، حيث أطلقت القوات الأمنية النار على المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل أحدهم وإصابة 49 آخرين.
وامتدت التظاهرات لتشمل إقليم كردستان حيث تشهد مدينة السليمانية، نحو 364 كم شمال العاصمة العراقية بغداد، منذ الخميس 17 شباط الجاري، تظاهرات شارك فيها المئات من الشباب وطلبة الجامعة، للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية ومحاربة الفساد والمفسدين، تحولت منذ يومها الأول، إلى مصادمات مع القوات الأمنية، أسفرت عن وقوع 132 قتيلاً وجريحاً حسب مصدر مسؤول في مديرية صحة السليمانية، حيث شهد اليوم الأول وقوع 60 جريحاً واليوم الثاني 21 جريحاً واليوم الثالث 48 جريحاً، فيما سقط ثلاثة قتلى خلال الأيام الثلاثة.
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حذر، أمس الثلاثاء، من استغلال التظاهرات لإسقاط العملية السياسية في البلاد، مؤكدا أن عودة من سماهم بدعاة التسييس ستفتح الباب لعودة المسلحين والتدخلات الخارجية بشكل لا يمكن إصلاحه، فيما انتقد المواقع الالكترونية التي تروج للنظام السابق.
المصدر:السومرية نيوز