اقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الكوفة المعظم اليوم 3 ربيع الثاني 1429هـ بإمامة الشيخ حسن العذاري...
على حب الاسلام وطاعة الاسلام الصلاة على محمد وال محمد..
لحب المذهب وطاعة المذهب الصلاة على محمد وال محمد...
لحب الحوزة وطاعة الحوزة الصلاة على محمد وال محمد..
قبل البدأ بالخطبة الشرعية المباركة أود أن أؤكد على بعض النقاط التي وردت في البيان الاخير لسماحة السيد مقتدى الصدر(أعزه الله) :
1. الى المقاومة الشريفة يارجال الله وجنده ياأحباء الله وحزبه ياأتباع الامام وأنصاره ياجيش الامام وأتباعه والله لقد ملئتم قلب الاعداء قيحاً وأوطئتم موطئاً يغيض الكفار فهنيئاً لكم نصر الله والفتح القريب .. فستمروا في جهادكم ومقاومتكم ضد المحتل فقط الذي دنس أرضنا وأعتدى على مقدساتنا قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزيهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوماً مسلمين .
2. الى ابناء جيشنا العراقي الباسل والشرطة العراقية الباسلة ، نقول قد فتحنا لكم قلوبنا ومددنا لكم ايدينا بإغصان الزيتون تارة وبكتاب الله تارة أخرى ، فهل انتم ممن يحب الاسلام والسلام فأن كنتم كذلك فأنا أدعوكم لمناصرة أخوتكم المحاصرين ومناصرة ابناءكم المعتقلين ومناصرة جميع ابناء الشعب العراقي المظلوم فكونوا يداً واحدة مع أخوانكم المجاهدين لتحرير العراق واستقلاله ووحدة ارضه وشعبه جزاكم الله خير جزاء المحسنين .
3. الى حكونة المالكي ان هذا الانتشار الامني ان دل على شيء ، ان الحكومة لا تزال تقع تحت الضغط الامريكي المقيت وسياسته الخداعة وتحت سلطته الظالمة ، فوالله ان الهدام لم يمنع السير الى الامام الحسين(ع) علناً انما بتكثيف السيطرات ونقاط التفتيش وزرع العيون والجواسيس فما أشبه اليوم بالامس ، وها نحن نراها بأم أعيننا .
4. ولتعلم الحكومة العراقية ان وجدت ان جيش الامام المهدي(عج) سيكون يداً بيد مع الشعب العراقي من اجل توفير كل ما يحتاجه الشعب من أمن واستقرار وتحريره ووحدة أرضه .
((فلذا ان اقتضت المصلحة لرفع التجميد من اجل تطبيق أهدافنا وديننا وثوابتنا ووطنيتنا سوف نفعل لاحقاً ببيان مستقل)) انتهى كلام السيد القائد .
واخيراً نقول للذين يريدون نزع سلاح المقاومة الشريفة في ظل احتلال العراق ، كما قالت زينب (ع) ليزيد عصرها نرد عليهم ونقول( كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ، فكد كيدك وأسعى سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا يرفع عنك عارها وهل رأيك إلا فند وايامك إلا عدد وجمعك إلا بدد ، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين ، وحسبك بالله حكماً وبمحمد(ص) خصيما وبجبرائيل ظهيرا وسيعلم من سوّل لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس الظالمين بدرا وأيكم شر مكانا واضعف جندا ).
فنصرة للحق وأهل الحق الصلاة على محمد وال محمد ..
الخطبة الاولى/
الخطبة المركزية للولي المقدس الصدر(قده)...
بعد ان انتهى النصف من شعبان المعظم وتأجلت مسألة المشي الى كربلاء المقدسة يحسن بنا الان ان نأخذ العبرة عما حصل فان لكل شيء عبرة وهذا من اهم الامور التي يجب ان نأخذ منها العبرة توخياً للهداية والتعمق في الايمان وفي بعضها سنسمع بعض المناقشات بالحكمة والموعظة الحسنة بطبيعة الحال بعونه سبحانه وتعالى وذلك بالالتفات الى عدة نقاط:
النقطة الاولى : اننا عهدنا الاستعمار والمستعمرين منذ وجدوا يكرهون الاسلام الحنيف والمذهب الجليل ويكيدون ضده مختلف المكائد والدسائس ويريدون اضعافه بكل وسيلة ويكرهون القيام بشعائره وطقوسه ويحاولون تقليلها الى اقل مقدار ممكن بل الغاؤها بالمرة بما في ذلك مواسم الزيارات واصدار الكتب النشرات والقاء الخطب والصلوات ومن هنا كانت صلاة الجمعة شوكة في عين المستعمرين عامة واسرائيل خاصة لما كان ومازال فيها من عز المذهب والدين وهداية الناس والتسبيب الى لمِّ الشعث وجمع الكلمة على الحق وكذلك بطبيعة الخال فان السير الى زيارة الحسين (ع) ايضاً شوكة في عين المستعمرين عامة واسرائيل خاصة ومن الواضح انه يكون مشمولاً لقوله تعالى :
(وَلاَ يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) .
النقطة الثانية : انه كان من المتوقع والطبيي ان تبذل اقصى القوة في سبيل منعه والحيلولة دون استمراره الامر الذي ينتج منه بكل وضوح التقليل من الشعائر الدينية والكفكفة من تصرف المجتمع بما فيه الهداية والاخلاص لله ورسوله والمعصومين ولعله من باب الحمل على الصحة ان الجماعة لا يعلمون ان في ذلك نفعاً للمجتمع ومضادة للاستعمار وارغاماً لاسرائيل اذن فليعلموا من الآن ذلك وهو واضح وجداني لكل احد غير قابل للمناقشة بل نقول لاي فرد لم يلتفت الى ذلك كما قال الشاعر:
ان كنت لا تدري فتلك مصيبة أو كنت تدري فالمصيبة اعظم
النقطة الثالثة : لا شك ان افضل ما تفعله اية دولة الى مجتمعها وشعبها هو اعطاء الحرية للتصرف والقيام بشعائرها الدينية والتنفيس عن قناعاتها النفسية العقلية بالشكل الذي لا يضر الدولة اصلاً ولايمت الى سياستها بأية صلة بل ان ذلك سيكون اكيداً في نفع الدولة اية دولة وسيكون سبباً لمحبة الشعب للدولة ووثاقتهم بها والتفافهم حولها لما يرون من انها متفضلة عليهم بالحرية والفرص المتكافئة بالشعائر الدينية مضافاً الى الامور الدنيوية والاقتصادية واذا قامت الدولة بذلك كانت بلا شك اقرب الى محبة الناس واطمئنانهم لما يشعرون من فضلها عليهم والتفاتها اليهم بخلاف العكس بطبيعة الحال.
النقطة الرابعة : اننا الآن في نظرهم في ظروف الحصار الاستعماري الاقتصادي الغاشم اذن يكون من الراجح ان نواجه الاستعمار وان نشجع ضده وان نقوم بكل عمل لا يرتاح اليه ولا يحبه بما في ذلك الشعائر الدينية عموماً والسير الى كربلاء المقدسة خصوصاً اذن فهذه الشعيرة المقدسة ستكون الى جنب السائرين ضد الاستعمار والمستنكرين للحصار وخطوة جيدة تدريجية يمكن ان تكون تدريجاً مفتاحاً لفك الحصار والضغط الشعبي على الاستعمار فما قيل هنا من ان ظرف الحصارلا يناسب قبول السير الى كربلاء لا يكون امراً مقبولاً بطبيعة الحال بل الامر بالعكس بطبيعة الحال ولا يحتاج ذلك الا الى التفاته بسيطة الى واقع الحال الاجتماعي الذي نعيشه....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن اراد الاطلاع والاستفادة اكثر مراجعة كتاب (دستور الصدر) الجمعة الخامسة والثلاثون / الخطبة الاولى.
الخطبة الثانية/
أود التعرف في هذه الخطبة لبعض ماذكر في الموسوعة .. يقول سماحة الولي المقدس(قده) في تاريخ الغيبة الكبرى في موسوعة الامام المهدي(عج) (( واما العمل الدفاعي فهو بوجوده على غير الممحصين الواعين يعطيهم درساً قاسياً في تم الضرر من اجل الاسلام والتضحية في سبيل الله ويريهم عن طريق هذه التجربة تربية صالحة من حيث ان فكرة حفظ بيضة الاسلام واصل كيانه واضح في اذهانهم وكما انه يكون محك لأمتحان الاخرين الذين يتخاذلون عن الدفاع عن الاسلام ويعطون الدنيء من انفسهم للمستعمر الدخيل او يحاولون تحت شعارات لا أسلامية فيفشلون في التمحيص الالهي فشلاً ذريعاً ) .انتهى النص..
نستلهم من هذا الكلام عدة اشياء منها:
1. ان القانون العام يكون عبر اسلوب التمحيص والذي بدوره يهيئ افراد لتلك المرحلة لما فيه من أثر في بناء الجانب الفكري والايماني لما يظهره القلب .
2. اما على الصعيد الخاص هو تهيئة العدد الكافي من المخلصين ليتحملوا هذه المسؤولية فتكون الضغوط عليهم أشد من المعقول وتكون هذه المرحلة بعد مرحلة التمييز .
- النتائج المترتبة على العمل الدفاعي منها:
1. يكون في العمل الدفاعي شوكة لكسر النفس الامارة بالسوء .
2. يرسخ العمل الدفاعي المعتقدات الايمانية في النفس ، ويعرف الفرد عن طريق التمحيص قواه وضعف يقينه بما لديه من معتقدات وافكار .
3. ان مثل هذا العمل يرفع مستوى الفرد ويؤهله لفتح أفاق معنوية .
4. ان اي عمل وخاصة العمل الدفاعي وان كان خاص فيكون لله جل وعلا.
5. كسر كثير من الاوهام النفسية والعقلية التي توهم النفس .
6. تقليل الالتفات الى الدنيا والذي ينتج بدوره قتل الكثير من الشهوات الدنيوية ، كمثل قتل الافكار المسمومة التي يتم زرعها في عقل الفرد .
- ردود الافعال في المرحلة السابقة :
وهي التي تقرر نجاح الفرد أو فشله فكلما كانت ردود فعل الفرد صحيحة ارتقت به الى اعلى من ذلك ونستطيع ان نقسم ذلك الى قسمين :
1. ردود الفعل المادية وتمثل بما يبثه المستعمر من الافكار فتكون ردود الفعل الصحيحة هو تقويض مخططات المستعمر بالعمل الفكري والثقافي .
2. ردود الفعل المعنوية في اتجاه ذلك البلاء والذي يجب ان يكون ملازم لردود الفعل المادية ومتساوي معه ، ففي الجانب المعنوي يجب اخراج الطاقات الموجودة في الفرد وان الوسيلة لأستخراج هذه الطاقات الخامة من ايمان وقوة لا يكون إلا من خلال التمحيص الالهي .. فان الفرد اذا نظر الى البلاء وكان خالياً من الله يكون رد الفعل الجزع .. فعلى الانسان ان يرى المسبب الحقيقي وهو الارادة الالهية التي يمتلك الفرد داخله وهو ايمانه الحقيقي بالله سبحانه وتعالى .
القسم الاعلامي
مؤسسة اليوم الموعود الثقافية