احبتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المديرين من يظن انه محبوب لدى مرؤوسيه، ولكنهم في حقيقة الامر لا يكنون له ادنى حد من المحبة، وقد يتصنع هؤلاء المحبة والتقدير امام المدير، لاسباب وظيفية معروفة،
ولكن هناك اسبابا قائمة تحول بينهم وبين محبة هذا المسؤول. من اسباب عدم محبة الموظفين لمديرهم
انه لا يعبأ بهم، حيث ان شغله الشاغل نفسه ومستقبله الوظيفي، ولا يكلف نفسه عناء الجلوس اليهم والاصغاء الى شكواهم، ولا يهمه تطوير قدراتهم في العمل او اسداء النصح والمشورة اليهم. ومما يفاقم من نفور المرؤوسين من مديرهم تعاليه عليهم وتكبره، واعتداده بخبرته الطويلة، فيعتقد ان هؤلاء مجرد موظفين تبع لا يرتقون الى مستوى تفكيره وخبرته الوظيفية، فيعاملهم بفوقية. خبرات متراكمة: ويتكبر المدير لأنه يظن واهما انه الاعلم في ادارته او وزارته او شركته، ولا يدرك هذا المسكين، الذي يعتقد انه شخصية فذة او من سلالة مبدعين خالدة، انه محل تندر من المحيطين به! ولا يعلم هذا المتكبر ان خطأ واحدا منه كفيل بأن يضيع عليه مستقبله الوظيفي او ان حادثا بسيطا قد يفقده ذاكرته وينسيه كل خبراته المتراكمة التي يفاخر بها. ومن ذا الذي يحب مديرا لا يأبه بزملائه وينسى او يتناسى انهم يكلمونه، وانهم في نهاية المطاف مشاركون في صنع قرارات الادارة، لانهم ينظرون الى القرار من زوايا مختلفة، بينما ينظر هو من زاوية واحدة ضيقة. اما المديرون الذين لا يستسيغهم المرؤوسون فهم من يشتهرون بالتهرب من المسؤولية، ذلك انهم يدفعون مرؤوسيهم الى اعداد معظم الاعمال اليومية بمفردهم ولا يريدون تحمل شيء من المسؤولية معهم، فيتهرب احدهم، مثلا، من امضاء مذكرات داخلية او بعض الرسائل الخارجية بحجج واهية رغبة في التملص، والتعامل مع هذا الصنف المتعب من الناس هو مدعاة للقلق وعدم الطمأنينة. الخوف من المواجهة: وهناك صنف آخر لا يستطيع ان يدافع عن العاملين معه، وان كانوا على حق، كما انه ليس بمقدوره الذود عن نفسه، وذلك اما لضعف في شخصيته وإما لخوف من المواجهة، وفي العادة تشهد ادارة هذا المدير اكبر تسرب وظيفي لانه لا يستطيع ان يوصل الى الادارة العليا ان فلانا يستحق ترقية وآخر لابد من زيادة راتبه وغيرها من متطلبات وظيفية. ومن اسوأ صفات المدير المذمومة تجرؤه على تسجيل انجازات الاخرين باسمه، كأن يفاخر بما انجزه مرؤوسوه امام الادارة العليا، وكأنه هو صاحب الفكرة او اللاعب الاساسي فيها، ولا يذكر اسم اولئك الجنود المجهولين الذين اتموا عملهم على اكمل وجه، ومن حقهم ان يكافأوا بذكر اسمائهم