لماذا التيار الصدري

منذ زمن ليس ببعيد آليت على نفسي يوم كنت اكتب المقالة السياسية وانا التي تعشق الشعر دون غيره من فنون الادب ان يكون حب العراق غايتي ولا شىء غيره وان احب العراق يعني ان احب ناسه الى حد ان اراهم في طموحاتي والمي ولكن وهنا الطامة الكبرى .. فانا لم اجد العراق في عيون وقلوب من كنا نخاطبهم في تلك المقالات ونحصي حسناتهم وأخطاءهم ممن تحملوا وزر تركته الثقيله وارتضوا ان يحكموه بغير عدل .. فهل عجز العراق ان ينجب ابناءا بررة يعشقون العيش بكرامة وبرفعة وماذا ينقصه حتى ينجب مثل هؤلاء ؟ أليس هو بلد التاريخ حد الشموخ ؟ والثراء حد الرفعة ؟ ماذا ينقصه وقد تحولت أيامه إلى محض سواد وأرضه محض دماء ولا اريد ان اعدد فضائله .. فلقد مللنا ولا ثراءه فقد شبعنا ولكن ما اريد ان قوله وبشجاعة ولن اخاف ولن اهاب غير الله سبحانه وتعالى .ان العراق لم يكن يوما بغير فقر او بالأحرى بغير شيعة فقيرة ومعدمة .. شيعة تشعر انها خلقت لتلطم فقط لا لتحكم كما روج لذاك .. شيعة خلقت لتعبد الطريق حتى يمر عليه من تختاره بريطانيا العظمى او أمريكا ليحكمه من أبناء السنة فقط وكأنهم خلقوا ملوكا ونحن خلقنا عبيد حتى صارت سمة الشعور بالنقص ملازمة للكثير منا للأسف فثمن عقود من التخلف كان باهظا ومكلفا في أرواح الفقراء من شيعة العراق فلقد زجوا كوقود حرب في جميع حروب المجرم صدام وكانوا حطبا وأيما حطب كما لم تمنح لهم الا الدرجات الدنيا من التعليم والوظائف مما انعكس سلبا على مجمل حياتهم المعاشية .

ولا اعتقد ان مدن الجنوب التي تنام على الثراء بأحسن حال من مدينة الصدر او الشعلة او الحسينية او كذا من مدن بغداد التي ترقعت بالسواد واتشحت بالتراب وبالذل ناهيك عن الحزن الذي قد ظل ملازما لها على مر عقود وحقب فالشيعة لم يحظوا بأبسط مقومات العيش الكريم او الرغيد لا في العهد الملكي يوم كان الإقطاع سيدا ولا في عهد ام الثورات والعورات ( ثورة البعث ) ولا في عهد ( التحرير ) يوم سرق العراق في وضح النهار بمباركة العرب جميعا وأولهم المملكة العربية السعودية التي أعطت الضوء الأخضر لأمريكا من اجل إذلاله واحتلاله او بالأصح من اجل إذلال الشيعة فيه لأنهم الأغلبية حيث من الطبيعي ان يتولوا الحكم بعد هذا الاحتلال وأقولها وللأسف أقولها وأنا أعض على أصابعي حسرة ان الكرة التي دخلت ساحتنا نحن الأغلبية لم يتلقفها صبياننا كما قالها ( سيء الذكر ) ابو سفيان بل تلقفها من عجزوا عن حمل أرجلهم لا عجزت أرجلهم عن حملهم حتى عجزوا طوال خمس سنوات عن ان يمشوا في شوارع المدن العراقية التي تهدمت والبيوت التي درست .

أين انتم من مدن الجنوب ؟ أين مشاريعكم ؟ ولماذا لا يكون الإنسان العراقي اول مشاريعكم ؟ لماذا يعيث الخراب فيها ويصول ويجول ؟ مرة باسم القاعدة ومرة باسم اليماني ومرة باسم جند السماء وتارة للفضيلة وأخرى للحزب الإسلامي ..؟ لماذا تهدر الدماء في هذه المدن ولا يحصد سكانها سوى الخوف .. أين إباءكم ؟ أين شموخكم وعلويتكم ؟ فمن مات في عهد الطاغية الذي ولى مات وهو محب لكم ومن اجل دعوتكم ..

ماذا فعلتم .. للنساء العراقيات ؟ غير أن أصبحن رمزا لقلة العفة والتعفف وارتضيتم ان تستجدي نساءنا الزاد دون الكرامة في دول الجوار ..؟ تملكون الحكم والمال وميزانية العراق الضخمة تحت تصرفكم ولكن اين من ضخامتها ضخامة الفقر الذي يعيشه الجنوب في العراق ..؟ أخاطبكم وقلبي يتفطر ألما وحسرة ودهشة .. لماذا يتقاتل الإخوة فيما بينهم ؟ونكون أضحوكة لكل فم مليء برغوة الحقد ضد آل البيت وشيعته ..

الذي لا تعرفونه .. ان التيار الصدري هو فقط من أزاح بعضا من وحل الذل الذي لطخ رؤوسنا جميعا .. فثلاث سنوات بعد الاحتلال أمعن فيها الصداميون ومعهم شلة البعث الساقطة وبعض السنة المتطرفون واعملوا لهم حواضن كبيرة في مدنهم المنعمة بالثراء والراحة كيما تبيض لنا وتفقس عن صيصان الغدر بغية سفك الدماء التي قتلت البسطاء من الشيعة في الجنوب أبشع قتلة وبالجملة .. فمن ينسى تفجيرات الحلة ؟ او قتلى المدائن ؟ او قتلى مدينة الصدر ؟ او مدينة الكاظمية او كربلاء ؟ وليحاججني البعض ويقول أن هذه التفجيرات قد طالت المدن التي سمت نفسها بالمثلثات والمربعات السنية خلال هذه السنوات الثلاث التي أعقبت الاحتلال وسبقت تفجيرات المرقدين الشريفين الذي أريد بتفجيرهما توجيه رسالة قوية ومؤثرة إلى شيعة العراق جميعا ان لا تسلم منا رموزكم فكيف بكم انتم ؟

فبعد هذه الأحداث برز لنا التيار الصدري بروزا أعاد التوازن الى لحمة العراق وشيعته .. فلم تعد القاعدة ولا أمريكا الراعية والداعمة لها هما قطبا القوة الوحيدة فيه وإنما أصبح لنا جيشا .. نعم جيشا دون غيره فأين قوات بدر ورجال حزب الدعوة مما أصابنا ؟ ملكتم وما عدلتم ولا حميتم .. بل على العكس أصبحت مدن الجنوب في عهدكم عبارة عن خراب وخصوصا المعدمة منها كما أنها أصبحت سوقا كبيرا لجميع السلع الإيرانية بدءا من الأجبان وانتهاء بالأكفان ومرورا وليس انتهاءا بالإعلام السود والملونة والزناجيل الحديدية ( باختصار ) جعلتم من العراق ساحة كبيرة او سردقا كبيرا للعزاء والبكاء فقط .. وتناسيتم الثأر الحقيقي للأمام الحسين عليه السلام وذلك بإنصاف شيعته ومنحهم الأمان والعيش الكريم .. والعراق عبارة عن مساحات جرداء كبيرة وانتم استكثرتم ان يكون للفقراء شبر فيها فأسكنتموهم الصحراء في خيام ممزقة تصدقت بها بعض المنظمات الإنسانية وسقيتموهم مياه السواقي العفنة مناصفة مع الحيوانات ونحن الذين نملك الرافدين ونتغنى يهما ...حسرتي وحسرة العراقيين على بلد كان اسمه بلد الرافدين فقد جفا وتقاتل الأعراب خفية والأشقاء خلسة من اجل سرقة مياههما وتحضرني قصة واقعية إلا أنها ذات مغزى وليفهمها اللبيب رغم غرابتها :

(( يحكى ان امرأة عربية جميلة وواسعة الثراء قد تزوجت برجل وسيم وثري مثلها .. ولكن كانت تنقصه القوة وبه ضعف حيث تعرضت الى السبي وهي بمعيته ولم يحرك ساكنا سوى البكاء كالأطفال مما حدا بها الى طلب الطلاق ورشوة احد العبيد من اجل إطلاق سراحها مقابل الزواج به وتم لها ذلك .. أي انها فضلت الزواج من هذا الرجل العبد الأسود مقابل الشعور بالأمان والكرامة ... ))

ونحن كشيعة وفقراء في بلد الملايين نريد الحماية ممن هو أهل لها والحماية لن تكون عذرا الا من أناس او حتى صبيه قد عانوا مرارة الفقر وعاشوا الخوف والحرمان ومرارة الذل والشعور بالمهانة والدونية .. واقصد بذلك فتية التيار الصدري .. وانا والله أراهم رجالا وعمالقة ..فلمصلحة من يعمل على إنهاء وجود هذا التيار ؟ ونحن مازلنا نموت خفية وعلانية وبالجملة .. فهل انتهى أعداء العراق واختفوا ؟ وهل رحبت بكم الدول العربية وأرسلت سفراءها بغية مساندتكم وهل تراجع الذين وصفونا بالروافض وأبناء الزنا عن نعوتهم تلك ؟ وابدوا أسفهم ..؟ وهل قبلوا بمبدأ الشراكة في الحكم بيننا وبينهم ؟ ام أنهم مازالوا يروننا توابع وأقزام من فوق ( أنوفهم الشم ) وليسوا أهلا للحكم ؟

لماذا تريدون ان تضيعوا الفقراء والشيعة بالذات ؟ ولماذا تنحازون لأطماعكم وقد تغاضيتم عن جميع السرقات وهي بالملايين ..؟ ناهيك عن سرقة الإنسان العراقي ومصادرة حياته كأنها لاشيء .. ربما انضم للتيار الصدري بعض العناصر المسيئة ولكن أين اختفت حكمتكم ؟ في احتضان هؤلاء وهم صغار وعديمي التجربة .. ناهيك عن التخلف الذي يعاني منه البعض نتيجة تراكمات الحروب والقهر والقتل الذي مورس ضد أبناءنا ... فلماذا لا يزج بأبناء التيار الصدري في أجهزة الأمن او الحرس وغيرها من مؤسسات الدولة كما يفعل رجال الصحوة في المناطق السنية .. حيث زج بالكثير منهم في المؤسسات العسكرية وهذا عين الصواب ولا خلاف عليه وكما يقول المثل ( كلمن يحوش النار لكرصته ) فلماذا تحرقوننا انتم بهذه النار ولماذا لا يكون خطابكم أبويا باحتضان الجميع وليس التيار الصدري فقط .. فيا أخوان يا أعزاء اقبلوا نصيحة بلا ثمن ( اشبعوا الإنسان العراقي واجعلوه غايتكم سواء كان شيعيا او سنيا ) وصدقوني عندها سيكون ولاءه للعراق فقط .. فإذا نام شبعانا ستكون عينه على قاتله لا على بطنه ...

Razz

» مصائب التيار الصدري ..........مصائبنا !!!
» رد على من قال أو يقول : التيار الصدري شاطرهم خريج ابتدائية !!!!
» مستقبل التيار الصدري على ضوء نتائج معركة البصرة
» اتفاق بين التيار الصدري ومحافظ ذي قار لانهاء حالة التوتر في
» قوة أميركية تعتقل القيادي في التيار الصدري الشيخ ناصرالساعدي

صفحة 1 من اصل 1