السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انقل لكم هذه المقالة الجميلة حول موضوع المرأة وما لاتعرفه !!
بقلم :وفاء عبد الكاظم صبري
للقراءة والموعظة
الاسلام كدين إنساني ، مبتلى بالتقوّلات والتخرصات التي يثيرها أعداءه من جهة ، ومبتلى أيضاً بسوء الفهم وسوء الإفتاء من جهة أُخرى ، فغالباً ما يطلع علينا أعداء الاسلام بكتاب أو مقالة أو دراسة تتناول مفهوماً من المفاهيم الإسلامية بالنقد الذي يصل حد التجريح والتقريع والاتهام ، وخصوصاً فيما يخص حقوق الانسان ، وبالذات حقوق المرأة في الاسلام ، فالمجتمع الغربي ينظر الى الاسلام على أنه القيد الأكثر قسوة من بين القيود الاجتماعية التي فُرضت على المرأة في المجتمع ، ويرى بأن الاسلام يشكل بمفاهيمه نوعاً من أنواع الاعتقال والمصادرة لقابليات المرأة الفكرية ووسيلة من وسائل إذابة طاقاتها الكامنة .
وأعتقد أن السبب لا يكمن في توجهات هؤلاء الكتّاب فقط ، بل إن جزءً كبيراً من المسؤولية يقع على عاتق الكتاب والمفكرين الإسلاميين والذين لم يخاطبوا العقل الغربي بما يحمله الدين الإسلامي من احترام للمرأة يفوق كثيراً ما يحمله المجتمع الغربي للمرأة من إحترام وتقدير ، فالاسلام يؤمن بفاعلية المرأة في المجتمع ، وهو إذ يحبذ لها البقاء في البيت – ولا أقول فرض عليها البقاء في البيت - فإنما يريد لها أن تضطلع بأكبر مسؤولية من مسؤوليات بناء المجتمع وهو بذلك يمنحها الثقة الكبيرة في هذا الجانب من الجوانب الوظيفية ، ومن جانب آخر فان الاسلام تعامل مع المرأة على أنها كيان مهم في بناء المجتمع ولم يسخرها كأداة استقطاب ودعاية لضمان زيادة المبيعات من المنتجات ، وتركيز دورها على مقدار ما تملكه من صفات تتعلق بالجمال الجسدي متجاوزاً القيم الجمالية الروحية والفكرية ، ومن الغريب أن المرأة المسلمة لا تعرف بالضبط مدى حقوقها وواجباتها وهذا ليس بسبب إغماض الاسلام عن حقوق المرأة ، بل المسألة تتعلق بقدرة المرأة نفسهاعلى استيعاب دورها وفعاليتها الطبيعية التي أرادها لها الإسلام .
ولسنا نقصد من هذا المقال أن نتعرض الى ما يدّعيه أعداء الاسلام بخصوص المرأة ، ولكننا نطمح الى إفهام المرأة بضرورة إستلهام روح الوعي والثقافة التي تفتح أمامها سبل الالتحاق بالركب الاجتماعي ، وبما يؤهلها لممارسة دورها الخطير في المجتمع ، فالثقافة والعلم واجبان عينيّان لا يمكن التنصل عنهما بموجب قول رسول الانسانية (ص) عندما يقول بعبارة واضحة غير قابلة للتأويل والتغيير والاجتهاد : طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ، ولا أعتقد أن هناك رجل وامرأة يصعب عليهما فهم معنى الفريضة ، فكما أن الصلاة والصيام وغيرهما فريضة من فرائض الاسلام ، فكذلك طلب العلم لا يقل أهميّة عن بقية الفرائض والمسؤوليات والواجبات الملقاة على عاتق المسلمين لاستكمال إنتمائهم للدين الاسلامي .
فلو أجرينا استفتاءً عن عدد النساء اللواتي يعرفن حقوقهن الزوجية لخلصنا الى نتيجة محبطة ولعرفنا أن أغلبية النساء المسلمات لا يعرفن من حقوقهن الزوجية غير ( الحاضر ) وغرفة النوم المصنوعة من ( الصاج ) ومجموعة ملابس من سوق الكاظمية وما إلى ذلك من الأمور التي لا تشكل ثقلاً في ميزان الحقوق والواجبات ، ولو سألنا أية امرأة عن بقية حقوقها لقدمت لنا قائمة من المفاهيم العامة دون الخوض بتفاصيلها ، والآن سنبدأ بطرح سؤال ربما يصعب على الكثير من النساء الإجابة عليه وهو : هل يحق للزوجة أن تمنع زوجها من الزواج بامرأة ثانية ؟؟ ومهما يكن جواب المرأة ، ولكننا سنجيب نيابة عنها بكلمة ( نعم ) فالإسلام رغم إباحته لتعدد الزوجات ولكنه أعطى الحق للزوجة أن تشترط على زوجها – أثناء العقد-أن لا يتزوج بأُخرى دون موافقتها ، ليس هذا فقط ، بل لتعرف المرأة المسلمة أن الإسلام نظر اليها بتوقير واحترام والتقدير بالشكل الذي لم تنظر به بقية الأديان والشرائع والقوانين اليها ، فالإسلام لا يوجب على المرأة العمل في بيت زوجها ، ويمنحها حق المطالبة بالخادمة ، ذلك لأن الاسلام يفرق بين وجود المرأة كسيدة للمنزل وبين وظيفة الخادمة ، واكتفى بتصديها لمسؤولية التربية والعناية بالأولاد وعدم الإنشغال عنهم ، كما لم يلزمها رضاعة الطفل ، ومنحها حق أخذ الأجرة على الرضاعة ، ومما يُسغرب أن المرأة المسلمة نفسها لا تعرف أن مؤخر الصداق هو من حقها الثابت الذي يمكنها المطالبة به متى تشاء ، ومنحها حرية التصرف بأموالها أسوة بالرجل ،ولم يمنح الرجل حق التصرف بأموالها دون موافقتها ، ثم جعل سهمها من الإرث نصف سهم الرجل ، وأعطاها حق الإحتفاظ بسهمها ، بينما أمر الرجل بإنفاق سهمه عليها ،هذا الى الكثير مما يجب على المرأة المسلمة أن تطلع عليه من حقوقها التي فرضها لها الشارع المقدس ، فهي مأمورة بطلب العلم والتفقه كأخيها الرجل ، وإلاّ فإن جهلها بدينها وعدم فهمها لحقوقها قد يفسح المجال أما المتخرصين وأعداء الاسلام لاحراجها عند النقاشات والحوارات التي يراد منها الطعن بالاسلام ، وهي بعجزها عن مواصلة الحوار تقوم بتشجيع هؤلاء ونظرائهم في التعرض للمفاهيم الاسلامية الانسانية ، فنحن لا نريد للمرأة المسلمة أن تصاب بحالة من الـ ( بُكم ) الناتج عن قلة الثقافة عندما تُسأل عن حقوقها التي ضمنها لها الاسلام ، وبذلك فهي تفسح المجال واسعاً وتفتح الباب على مصراعيه أمام المتقوّلين على الدين وخصوصاً من النساء اللائي يشعرن بعقدة النقص أمام المحجبات لشعورهن بأن المرأة المحجبة تستقطب احترام المحترمين من الناس ، بينما المرأة المسفرة لا تستقطب إلاّ ذوي النفوس المريضة الذين يريدون استخدام المرأة وسيلة لإشباع رغباتهم الحيوانية .
موضوع: ما لا تعرفه المرأة المسلمة عن نفسها 
السبت مايو 19, 2007 8:07 am
