فاطمة الزهراء (ع) أمنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انقل لكم ما كتبه ( احمد هاشم جواد ) عن معنى فاطمة الزهراء (ع ) امنا

الأم باللغة : ( أمٌ ) الشيء أصله. و مكة أم القرى و ( الأم ) الوالدة و اصل (الأم) امهّة و لذلك تجمع على (أمهات ) و رئيس القوم أمهم و أم النجوم المجرة و أم الطريق معظمه و أم الدماغ ( الجلدة) التي تجمع الدماغ و يقال أيضاً أمّ الرأس و قوله تعالى ( هن أمّ الكتاب) بعد ذلك نبدأ الحديث عن فاطمة (ع) من حيث انتهى العلماء و المفسرون و رواة الحديث فيما أكدوه من عصمة و طهارة و جهاد و نبل و مقاومة سيدة نساء العالمين , نبدأ كلامنا عن الطاهرة المطهرة فيما يخص منزلتها لدينا نحن المسلمون , بعد أن أشبع بحثاً موضوع منزلتها عند الله و الرسول (ص) و الأئمة الأطهار و نستقي الحجة في هذا الموضوع من أحاديث الرسول الكريم و الأئمة المعصومين , فمن حديث الرسول (ص) نبدأ إذ يقول لأمير المؤمنين (ع) ( يا علي أنا و أنت أبوا هذه الأمة ) و لا شك في ان المقصود ظاهراً بالأبوة هنا الأبوة المعنوية . لكن المؤمنين برسالة سيد المرسلين (ص) و الموالين لأهل البيت (ع) يشعرون بقوة هذا المعنى على وجه العموم و بقوة أكبر للذين فقدوا طعم الأبوة أو الذين حرموا منها أما لموت أو طلاق او بغضاء . .. الخ و ما يهمنا هو أن ما بين النبي (ص) و عليّ (ع) هو شيء عظيم الله وحده يعلم عظمته و الرسول و أمير المؤمنين ألا و هو بضعة النبي (ص) فاطمة الزهراء (ع) التي عقدت نطفتها من ثمار الجنة و اهديت من الله (عز وجل) زوجة لعلي (ع) فما النتيجة يا ترى ؟ شخصان بهذه العظمة لا بد ان يلدوا ذرية بنفس العظمة و المنزلة عند الله و عند الذين يسيرون في درب الله . أضف الى ذلك ان هذه الأسرة و هذا النسيج الاجتماعي الذي أصله واحد لا يكون فضله مقتصراً على هذا البيت بل النور الإلهي المنبعث من ألائمة الأطهار لا بد ان يعم البشرية جمعاء حسب ما هو مخطط ضمن التخطيط الإلهي الشامل فكيف بأصل هذه الأسرة أمهم . من هنا نستطيع أن نقول أن نفحات الزهراء و نورها و حنانها و أمومتها هي خيمة كبيرة يستظل المؤمنون بظلها في الدنيا و الآخرة و أكثر ما يشعرون بهذا الشعور من المسلمين حسب فهمي المتواضع و اعتقادي البسيط هو فاقد الأمة أما لموت او مرض او .. الخ كما أسلفنا لموضوع الأبوة . هذا الشعور يتعزز و يتقوى عند سماعنا لحديث الامام الصادق (ع) حينما يقول (شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا) فهنا يتطور المعنى و يتقوى بكلام المعصوم (ع) إذ ان اصل الطين المخلوق منها الأئمة الأطهار و السائرين على نهجهم هو واحد. الذين يشعرون بالنبي المختار (ص) و علي (ع) و أمومة الزهراء (ع) لكنه من فاضل الطينة كما يقول الحديث و لا تحقير في ذلك إلا من حيث ترتيب درجات السائرين في درب الله (عز وجل) . فالزهراء أمنا شئنا أم أبينا فكيف يكون الوفاء للام؟ لا يكون الوفاء بصورة عامة للأب او ألام بالتملق و التسلق هما في حياتهما فأن ماتا نسيناهما ! أنما يكون الوفاء بأن نترجم ما زرعوه فينا ,من أخلاق و ما أعطونا من أفكار و مبادىء و نصائح و وصايا بالإضافة الى العناية المادية ,الى عمل بوجودهم او بعدمه نترجم ذلك لله و لرسوله و أهل بيته (ع) و للناس و للتاريخ أيضا. فحري بنا أن نبحث عن وصايا الزهراء و سيرتها و رسالتها و جهادها و نستلهم منها الدروس التي تنفعنا في الدنيا و الآخرة لأنها أمنا . يجب علينا أن نتبنى أفكارها و نفرح كما هي تفرح و نحزن لمجرد سماعنا لمصيبة من مصائبها و ما أكثرها !! و مما ينبغي التنبيه له أن البشر كلما زاد فضله و علمه و جهاده و تقواه و ذوبانه في ذات الله كلما اشتدت مظلوميته و زاد عنائه في الدنيا و كثرت عليه المصاعب و زاد عليه المتصيدين بالماء العكر و المنافقين و النواصب و على أتباعه أيضا . لا يتجسد هذا المعنى في الزهراء (ع) فحسب بل أنظر الى أبيها المصطفى (ص) و أنظر الى زوجها المرتضى (ع) بل أنظر الى بنيها (ع) و ما حلت بهم من مصائب بل انظر الى السائرين في دربها من عامة الناس. و كأني بها و بهم هذا حالها و حالهم حتى يتم الله فرحته عليها و علينا بظهور قائمهم أهل البيت (ع) . ظهور قائد الحق المطلق على الارض و تحقيق دولته العادلة بأذن الله . فكما هي تفرح فلا بد ان نفرح بذلك اليوم و نستعد له و ندعو من الله إلاّ يطيله علينا فقد كثرت البلايا و ان يعجل بظهوره فقد عظمت الرزايا انه نعم المولى و نعم النصير. و سلام على أمنا فاطمة يوم ولدت و يوم جاهدت بالله و يوم استشهدت في سبيله و يوم تبعث حية .

منقول لأجل الفائدة

زائر

بارك الله فيك اختي يا بنت العراق

وجعله الله في ميزان اعمالك يوم القيامة هذا الموضوع الجميل

» في مقامات فاطمة الزهراء (ع ) ..........!!!
» مجموع سيرة فاطمة الزهراء / 42
» سرّ الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء
» أربعون حديثاً في فاطمة الزهراء (عليها السلام)
» معاني اسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام)