إمام جمعة الكوفة:إن تصدي السيد الشهيد الصدر (قدس يعتبر من أعظم فتوحات الشيعة في عصر

شبكة الناصرية الفيحاء

أقيمت
صلاة الجمعة المباركة في مسجد الكوفة المعظم بإمامة سماحة السيد ضياء
الشوكي .والذي قال قبل البدء بخطبتي صلاة الجمعة المباركتين:
هذه الجمعة مخصصة للتحدث عن الذكرى السنوية الاليمة لاستشهاد
حبيب
قلوبنا ومرجعنا السيد الشهيد محمد الصدر ( قدس سره) ولضرورة إبقاء
المؤمنين ضمن نصرة الرسول الأعظم محمد ( صلى الله عليه واله) والرفض القاطع
للاعتداءات المستمرة وغير المتوقفة ضد خير خلق الله وخوفا من تسويف القضية
أو ونسيانها ، أكد مكتب السيد الشهيد الصدر (قدس ) في النجف الاشرف أن
تستمر الدعوات للوقوف بوجه كل المؤامرات التي تنال من مقدساتنا وذلك من
خلال نقاط :-

نتقدم بخالص العزاء والمواساة لإمامنا وارث الأنبياء والمرسلين الحجة بن الحسن ( عجل الله فرجه الشريف ) من قبل أعداء الانسانية .

·
أن عقيدتنا راسخة برسول الله الاعظم (صلى الله عليه واله) لا تزلزلها
رسوم مسيئة أو فلم تافه أو مقالة أو كتاب ، فهو نور الله الاعظم وسراجه
المنير ورحمته التامة .

· أن أمريكا والغرب والمنظومة الفكرية التي تتحكم فيهم هناك كشفت عن ضحالتها الأخلاقية وسقوطها المريع .

·
ان استمرار الغضب الاسلامي من قبل المسلمين أمر شرعي وأخلاقي وعرفي
واجب فهو يصب في مصلحة التخطيط الألهي لتكامل البشرية عموما وللمسلمين
خصوصاً .

·
اننا بحجم رفضنا واستنكارنا لهذه الاساءات فإن علاقتنا بأبناء الشرائع
السماوية الأخرى تحكمها الضوابط الشرعية القاضية باشاعة أجواء المحبة
والحوار والتلاحم الإنساني

·
اتوجه بالشكر العميم والاحترام لكل من شارك باحياء ذكرى الكرام السيد
الشهيد الصدر ونجليه ( قدس سره) خصوصا لمن تجشم عناء السير على الأقدام .

أما الخطبة الأولى فقد خصصها سماحة السيد ضياء الشوكي للتحدث عن ذكر استشهاد السيد الشهيد الصدر ( قدس ) ونجليه الطاهرين قائلاً:-

في
مثل هذا اليوم من عام 1419 "هـ" استشهد السيد الهمام ،الميمون الساعي
،المحرر المؤمن، العالم المكرّم ، قتله الشقي الدعي نسل العواهر أخبث الناس
وسودهم قلبا امتثالاً لأمر اسياده المستكبرين والصهاينة . ولهذا الأمر
أشار سيدنا الشهيد مرتين ، مرة تلميحاً حيث قال في الجمعة الرابعة إن سرجون
عميل الدولة البيزنطية هو الذي قتل الحسين (عليه السلام) ومرة تصريحا
بقوله :- سأموت وأنا مرتاح ويكفي في موتي شفوة وفرح لأمريكا وإسرائيل وهذا
غاية الفخر في الدنيا والآخرة ، وبشهادته ختمت صفحات عز وفخار ، لتبدأ حياة
أخرى ليست من سنخ هذه الحياة التي نحياها ، بل هي حياة النور البهي
والبهاء العلي والنفوذ الاعظم ، إنها حياة الشهداء الذين وصفها الله سبحانه
وتعالى أدق وصف وأعظمه بقوله في سورة آل عمران ( ولا تحسبن الذين قتلوا في
سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من
فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم
يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين *
الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم
واتقوا أجر عظيم * * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا
رضوان الله والله ذو فضل عظيم ( * فما أعظما من منزلة وأشرفها ، شهادة
وحياة ورزق وفرح واستبشار ونعمة من الله وفضل ، سبقتها استجابة لله والرسول
وإحسان وتقوى وتسليم مطلق لله .

اذن
على العموم هما منزلان ، منزل في الحياة الدنيا اساسه الاستجابة لله
ورسوله والتسليم المطلق لله والتوكل عليه في الصغيرة والكبيرة . ومنزلة في
الآخرة هي الشهادة العظمى والحياة الأدوم وذلك ببذل النفس طائعة راضية
مرضية مختارة فرحة مستبشرة في سبيل الله تعالى وابتغاء رضوانه ، وضمن هذين
المنزلين المباركتين كانت حياة السيد الشهيد الصدر ( قدس) الأولى والثانية ،
ولقد أدى دوره خير أداء فوفى الله له .

وها
هم الأوفياء سيدي أبا مصطفى ، أيها الأنور الأبلج . أتوك سائرين لم تلههم
الدنيا عنك ، ولا حر الهجير ولا سهام الجاهلين الذين ل يتشرفوا بعد بمعرفة
قدرك .

أتوك سيدي يحملون مع حبهم همومميز شوقا إليك سيدي وحنينا لأيامك الغر التي لم يجدوا في كل أيام الناس نظيرا لها .

هاهم
الأوفياء أصحاب القلوب الطيبة الذين طالما تطلعوا إليك في أيامك الخالدات
وفي صلوات الجمعات ، فأحبوك واتبعوك وصالوا معك أعتى طاغية عرفه تاريخ
البشر فكانوا لك كما كان الاشتر الرضي لوليه المرتضى علي ( عليه السلام) .

سيدي
أبا المصطفى لقد عضتنا الدنيا بأنيابها بعدك ، وتنكر لنا الأقربون
والأبعدون ، عندما لبسنا أكفاننا وتدرعنا باسم الله لرد العدوان الأمريكي
على بلدنا ، وأرادوا نفينا وتآمروا علينا مع عدو الله وعدونا ، فملئوا
بشبابنا المقاومين السجون والمنافي لكنهم سيدي خابوا خسروا فها هم أبناؤك
الذي ربيتهم على التضحية وزرقت فيهم أنوار الوعي لا زالوا كما أملت منهم
أشداء على الكفار رحماء بينهم .

اما في الخطبة الثانية فقد أكمل السيد الشوكي حديثه عن السيد الشهيد الصدر (قدس سره ) قائلاً :-

يجدر بنا ان نستذكر قبسا من سيرة السيد الشهيد الصدر (قدس) المشرفة
مستوحين منها الثبات والاستقامة والصبر والعزم على السير بمشروعه التغييري
الذي استطاع بفضل الله ورحمته ان ينقذ به امة اراد لها اعدائها ان تخمد
عزيمتها وتضيع هويتها .

ومن
اجل ان نستفيد من هذا المشروع الالهي لابد لنا ان نلتمس ملامحه المنظورة
وذلك عبر ركيزتين أساسيتين اعتمد عليها السيد الشهيد الصدر ( قدس سره) في
مشروعه الذي احيا به امة جده المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .

الركيزة
الاولى : تزكية النفس وتطهيرها من كل شوائب وعلائق الدنيا والهوى والشيطان
ولقد كان السيد الشهيد الصدر ( قدس سره ) بهذا المستوى العالي من اصلاح
النفس والتعلق بالله وطلب رضوانه ، حتى ان والده الحجة السيد محمد صادق
الصدر ( قدس سره ) خاف على ولده السيد الشهيد الصدر من كثرة العبادة
والبكاء ، فعرض أمره على سماحة السيد مهدي الصدر ( رضي الله عنه ) وهو من
ابناء عمومته في الكاظمية وعلى السيد الشهيد السعيد آية الله العظمى محمد
باقر الصدر (قدس ) فطلب منه السيد محمد باقر الصدر التخفيف رحمة ورفقا
بأبيه .

وظل
هذا المسلك التطهيري ملازما له طيلة حياته ، فكان مع الله في كل حركاته
وأفعاله وسكناته مما أهله لأن يكون محلا مباركا لفيوضات الله ورحماته
الخاصة .

ولقد
أحسن الجواب حينما سأله أحد محبيه عن منهجه السلوكي فقال (( ان الله تعالى
انذر وحذر وجعل الحجج ، ولكل انسان استجابة خاصة تتناسب وقابليته
واستعداده ، وكلما استجاب الانسان لتلك النذر والحجج استحق المزيد من ذلك
الفيض الإلهي ))

ولقد
كان السيد الشهيد صادقا تمام الصدق ، فإن الله سبحانه كان بجانبه دوماً
وذلك لأنه أفرغ قلبه من كل شيء سواه وهذا هو المميز في حياته كلها ، وكان (
رض ) مجاهدا تمام الجهاد رائداً في تطهير نفسه من أدران الدنيا عابداً
زاهداً ورعا تقيا نقياً بسيطاً متواضعاً حبيبا لقلب كل من عاشره .ومن هنا
كانت محطة التطهير التي اختطها لنفسه اساسية في مشروعه الاحيائي النهضوي
التغيري الذي تم بموجبه ومقتضاه اطلاع عموم المجتمع على الخطة الصدرية
لانقاذ .

الركيزة
الثانية :- التصدي الشجاع الواعي لموجة التغريب والتجهيل والتسطيح
والاهمال والتضييع والابعاد القسري لخلق الله عن طاعة الله .

وكان
( قدس) يعلم أن مميزة جليلة بهذا الحجم العظيم تستوجب منه التضحية بأعلى
صورها فكان منه التسليم المطلق لله ولما يريده منه من دون أدنى تردد أو شك
أو خوف . وكان هذا التصدي أعظم فتوحات الشيعة في عصر الغيبة الكبرى على
الاطلاق وفي زمن عصيب يحكم فيه العراق اشرس طاغية عرفته البشرية عتل زنيم
حاقد أشد الحقد على شيعة أهل البيت وعلمائهم وتراثهم .

» المجموعة الكاملة لخطب السيد الشهيد الصدر (في )في جامع الكوفة
» من كتب ومؤلفات السيد الشهيد الصدر
» إمام جمعة مدينة الصدر: ندعو الشباب إلى المحافظة على مبادئ الإسلام الحنيف وقيمه الإنسانية ا
» مكتب السيد الشهيد الصدر (قدس) في ذي قار يقيم مهرجانه السنوي تحت عنوان (الصدر للجميع) بذكرى
» كلمة سماحة السيد مقتدى الصدر (دام عزه ) بذكرى اسشهاده والده المولى المقدس الشهيد الصدر

صفحة 1 من اصل 1