إمام جمعة مدينة الصدر: ندعو الشباب إلى المحافظة على مبادئ الإسلام الحنيف وقيمه الإنسانية ا

متابعة: يحيى الموسوي

تصوير:يوسف الساعدي

أقيمت
صلاة الجمعة المباركة بإمامة سماحة السيد عبد الهادي الدنيناوي، في مدينة
الصدر المجاهدة، قبل البدء بالخطبة الشرعية قرأ إمام الجمعة بيان المكتب
الخاص لسماحة السيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله) حول تظاهرات يوم المظلوم
في التاسع عشر من آذار وجاء فيه: (تنفيذا لتوجيهات سماحة حجة الإسلام
والمسلمين السيد القائد مقتدى الصدر (أعزه الله) سوف تقام تظاهرة شعبية
عامة بعنوان (نصرة المظلوم) يوم الاثنين الموافق 19 آذار. على أن يبقى هذا
اليوم مناسبة سنوية وسوف تكون هذه التظاهرة لهذه السنة في محافظة البصرة،
وندعوا جميع المواطنين إلى المشاركة في تلك التظاهرة والتي ستشمل المطالبة
بحقوق الشعب العراقي ورفض الظلم والاضطهاد وتوفير الخدمات ومقومات الحياة
الكريمة وتحقيق العدالة الاجتماعية. على ان تكون تظاهرة سلمية شعبية ليس
فيها إلا طاعة الله. وسيشترك فيها العراقييون بكل طوائفهم وانتماءاتهم).

ثم أشار سماحته إلى نقطيتين:

النقطة
الأولى: الكل يعلم بالهلع الذي أصاب الشباب من ممن يقلدون ما يسمى بظاهرة (
الإيمو) بسبب ما يتناقل من الحوادث الاخيرة. فنقول نحن كمسلمين نرفض تقليد
الغرب بكل إشكاله اللااخلاقية واللا إنسانية وندعو الشباب إلى المحافظة
على مبادئ الإسلام الحنيف وقيمه الإنسانية العالية

كما نرفض تخنث الشباب وتشبههم بالنساء وكذلك العكس.

ومن
جهة أخرى نشجب ونستنكر بشدة عمليات القتل إن صح ذلك فقد قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : مَنْ أَعَانَ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ عَلَى
قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لَقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ : مِنَ الآيِسِينَ مِنْ رَحْمَةِ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .

النقطة
الثانية : بخصوص العفو العام سمعنا ان القرار لا يشمل من اعتقل او حكم
بناء عى معلومات المخبر السري ونحن نسأل الحكومة من الذي سيخرج بهذا العفو؟
لارهابييون والذباحون؟فنطالب الحكومة باطلاق سراح المعتقلين الابرياء
والذين اعتقلوا على اساس وشاية المخبر السري.

ثم
شرع فضيلة السيد عبد الهادي الدنيناوي بالخطبة الشرعية الاولى استهلها
بقوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى
يغيروا ما بأنفسهم)).

انطلاقا
من هذه الاية المباركة شرع إمام الجمعة بالخطبة الشرعية الثانية التي تحدث
فيها عن ضرورة تغيير الانسان لواقعه السيء وقلبه الى واقع ايجابي ملؤه
العطاء والسعادة والرضا والقناعة ومساعدة الاخرين...

واشار
فضيلته : صحيح ان التغيير لا يكون إلا بتدخل الهي إلا ان هذه الارادة
اساسا تستند الى سبب وهو ان يسعى الانسان الى تغيير واقعه والانتقال من
مستوى إلى آخر أكثر رقياً وكمالاً من الاول.

وذكر ايضا ان التغيير يكون على مستويين :

المستوى
الاول: التغيير نحو الصعود في سلم التكمال والكمال الإلهي، فالفرد الواعي
يسعى بنفسه نحو العلا ونحو كل ما هو خير وصلاح، ويتحفظ على النعم الالهي
التي مَنّ بها سبحانه عليه قال عزّ من قائل في محكم كتابه الكريم: ﴿‏ذلك
بأن الله لم يك مغيرًا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‏﴾.

المستوى الثاني: النزول عن سلم الكمال والالتحاق بركب التخلف والتسافل ونبذ الهدى والصلاح.

اما
الخطبة الشرعية الثانية فقد سعى فيها سماحة السيد الدنيناوي الى الاجابة
عن شبهة تعمدت جهات معينة من قبيل مدعي المهدوية ومشاهدة الامام المهدي
(عليه السلام) الى بثها وتركيزها في المجتمع وملخص هذ الشبهة ان المجتمع لا
يحتاج الى مجتهدين وفقهاء باعتبار اننا نعيش فترة ظهور الامام المهدي
(عليه السلام) بحسب ما يدعون هم.

وأوضح سماحته أن صلاحية الفقهاء وإن كانت محدودة إلا انها واقعة تحت هيمنة المعصوم (عليه السلام). وجاءت الاجابة ضمن نقطتين:

الاجابة
الاولى : ان الاجتهاد والاستنابط والفقه والتفقه أمور نصّ عليها القران
الكريم وصرّح بها كما جاء في قوله تعالى (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة
ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومميز إذا رجعوا إليهم) وهذا الامر موجود
باعتبار ان اقواما بعيدون عن المعصوم وعن مصدر التشريع ولا ستطيعون أن
يوافوا الرسول (صلى الله عليه واله) في كل صغيرة وكبيرة لبعد المسافة
ولضرورة الإجابة على بعض المسائل في بعض الحالات العاجلة والانية والتي لا
تحتمل تأخيرا... وهذه الاية الكريمة تدل على ان باب الاجتهاد كان مفتوجا
حتى في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)... فكان مجموعة من الناس
يتتلمذون على يده (صلى الله عليه واله) ثم يعودون الى قومميز فيفتونهم وفقا
للاصول العامة التي أعطاها لهم الرسول (صلى الله عليه واله).

كذلك
الحال في زمن سائر المعصومين (عليهم السلام) فنجد بعض الشخصيات أمثال أعين
بن زرارة وبرير بن معاوية العجلي ومحمد بن مسلم كانوا يجلسون في مجالس
الفتوى ويفتون الناس وفقا لضوابط عامة وضعها المعصومون (عليهم السلام). وقد
ورد عن الامام الصادق (عليه السلام): (علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي
يلي إبليس وعفاريته ، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا، وعن أن يتسلط
عليهم إبليس وشيعته والنواصب. ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا، كان أفضل ممن
جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة ، لأنه يدفع عن أديان محبينا ، وذلك
يدفع عن أبدانهم)...

الإجابة
الثانية: ان اتّباع المجتهدين والفقهاء جاء طاعة لوصية المعصوم فقد جاء
عن الامام الصادق (عليه السلام) : (انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا
ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا فاجعلوه حاكماً فاني قد جعلته عليهم
حاكما) وقد
ورد عن الحسين بن روح (رضوان الله عليه) السفير الثالث انه ألف كتاباً
فعرضه على فقهاء قم ولم يعرضه على الامام المهدي (ليه السلام) وذلك تدليلا
على اعتماد الفقه والاستنباط مع إمكان الرجوع إلى الإمام (عليه السلام)
فضلا عن غيبته.

وورد
عن علي بن المسيب الهمداني ، قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : شقتي
بعيدة ، ولست أصل إليك في كل وقت ، فممن آخذ معالم ديني ؟ قال : من زكريا
ابن آدم القمّي ، المأمون على الدين والدنيا.

إذن
فباب الاجتهاد والتفقه في الدين أمر ضروري وواجب بنص الشريعة وإلا لضاع
الدين وتشت أمر الناس، واختلط الحلال بالحرام وتحكّم في الناس من لا خلاق
ولا ورع له.

إمام جمعة مدينة الصدر: ندعو الشباب إلى المحافظة على مبادئ الإسلام الحنيف وقيمه الإنسانية ا Files.php?file=22_167189969

إمام جمعة مدينة الصدر: ندعو الشباب إلى المحافظة على مبادئ الإسلام الحنيف وقيمه الإنسانية ا Files.php?file=22_167189969

إمام جمعة مدينة الصدر: ندعو الشباب إلى المحافظة على مبادئ الإسلام الحنيف وقيمه الإنسانية ا Files.php?file=33_903435264

إمام جمعة مدينة الصدر: ندعو الشباب إلى المحافظة على مبادئ الإسلام الحنيف وقيمه الإنسانية ا Files.php?file=44_698542440

صفحة 1 من اصل 1