[size=24]اليكم هذا الخبر للتعليق وابداء الرأي
يعتقد محللون سياسيون محايدون في واشنطن أنّ الحكومة العراقية نجحت في اقناع إدارة بوش بفكرة إجراء المزيد من الحوار مع طهران، ويبدو للمراقبين "أنّ أهل مكة أدرى بشعابها" فالحكومة العراقية أعرف بحجم التدخلات الإيرانية في العراق ومدى تأثيرها في الوضع الأمني سواء بامتداداتها في أوساط الميليشيات الشيعية المختلفة، او –كما تقول تقارير عديدة- بعلاقاتها القوية مع المتمردين السنة لاسيما في منطقة ديالى. ومصادر الجيش الأميركي المختلفة تؤكد منذ أشهر مثل هذه الحقيقة من دون أنْ تقدم الدليل الملموس لإثباتها، لكنّها متأكدة من المساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها للميلشيات الشيعية، بما فيها الأسلحة التكتيكية الخطيرة التي تستخدم على نطاق واسع في قتل الجنود الأميركان.
ويرى المحللون السياسيون أن (إعلان إيران قبول الطلب الرسمي لاجراء محادثات في بغداد على مستوى السفراء بشأن القضية الأمنية في العراق، ورفض الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض تحديد من الذي بدأ بطلب اللقاء) يؤكد أنّ الولايات المتحدة تعاني من مأزق خطير في العراق، أكدته الأحداث العسكرية الأخيرة التي أربكت القوات الأميركية العاملة على محاولة إنجاح خطة بوش الأمنية. فقد أعلن الجيش الأميركي في العراق كما تقول صحيفة النيويورك تايمز أن 4 آلاف جندي مشغولون الآن بالبحث عن ثلاثة جنود مفقودين أعلنت القاعدة انها اختطفتهم بعد قتل خسمة جنود آخرين بينهم مترجم عراقي.
وفي الوقت نفسه يواجه الأميركيون مأزقاً صعباً في محافظة ديالى، التي يخوض المتمردون فيها باسم "الدولة الإسلامية في العراق" معارك قاسية ضد القوات الأميركية التي طالب قادتها بنجدات سريعة لجنود إضافيين، ولم تستطع قيادة الجيش الأميركي في العراق إمدادهم بأكثر من 2000 الى 3000 آلاف جندي، وهو عدد حسب مصادر عسكرية امريكية تحدثت لصحيفة لوس أنجلوس تايمز غير كاف لمواجهة التحدي الكبير في ديالى.
وبينما تتزايد أعداد القتلى في بغداد، وتستمر عمليات التفجير التي آخرها (التفجير الثالث) في سوق الصدرية الذي أدى الى مقتل وجرح العشرات، تقوم مجموعة إرهابية بتفجير ثان في منطقة مخمور ضد مقر للحزب الديمقراطي الكردستاني (التابع لمسعود البارزاني) أسفر عن مقتل قرابة خمسين شخصاً وجرح أكثر من مائة آخرين. وكان تفجير سابق قد جرى في أربيل قبل أيام. يشار الى أنّ الدكتور محمود عثمان السياسي الكردي وعضو البرلمان العراقي كان قد اشار الى أن (الحلفاء لا يثقون ببعضهم البعض) مؤكدا أنّ قوات الأمن الكردي ألقت القبض على عناصر ساهمت في التفجير السابق، واعترفوا أنهم يتلقون مساعدة من إيران. وفي هذه الأثناء يشير المراقبون في الإقليم الكردي بشمال العراق الى التهديدات المتبادلة بين تركيا ومسعود البارزاني، التي أعقبها مباشرة تهديد شديد اللهجة من أنقرة، وهم لا يعرفون تماماً كيف يحددون هذا التواقت بين التهديدات التركية وبين الإنفجارات التي مزقت الهدوء والاستقرار في منطقة كردستان العراق. وكل هذه التداعيات تلقى بظلالها على (الحوار الجديد) المرتقب بين سفيري إيران والولايات المتحدة في بغداد.
وأكد البيت الأبيض أمس (الأحد 13 مايس) أنّ مسؤولين من الولايات المتحدة وإيران سيلتقون في غضون الأسابيع القليلة المقبلة في بغداد لمناقشة قضية الأمن في العراق وحث إيران على لعب "دوربناء في العراق". وقال (غوردن جوندرو) الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض: إن ذلك من اجل الولايات المتحدة ومن أجل إيران ومن أجل العراق. وسيكون الاجتماع مخصصاً للكيفية التي تلعب بها إيران دوراً بناء داخل العراق.
ومن المتوقع أن يقابل السفير الأميركي في العراق (رايان كروكر) مسؤولين إيرانيين في الأسابيع القليلة المقبلة، حسب (جوندرو) الذي تحدث للصحفيين قبيل مغادرته مع الرئيس الأميركي بوش الى (جيمس تاون). ورفض الناطق باسم البيت الأبيض تحديد مَن شرع في الدعوة الى عقد هذا الاجتماع، قائلاً أنه كان نتيجة "لعميلة مستمرة" بضمنها "اجتماعات على الهامش" عقدت مع الإيرانيين في المؤتمر الإقليمي ببغداد في آذار ثم الاجتماع مؤخراً في مصر بشرم الشيخ.
وفي وقت سابق من (الأحد) أعلنت ناطقة باسم نائب الرئيس ديك تشيني أن الولايات المتحدة راغبة في الكلام مع ايران طالما أن المحادثات محددة بشأن العراق. وكان تشيني في مصر يجتمع الى الرئيس محمد حسني مبارك كجزء من زيارته الى المنطقة لكسب التأييد للحكومة العراقية. وقالت الناطقة "لي آن مكبرايد" نحن نأمل أن تتركز المحادثات مع الإيرانيين على الشأن العراقي، وعلى مستوى سفراء" وأكدت أنّ مسؤولين أميركيين أعربوا مؤخراً عن ارتياحهم لانعقاد مثل هذه المباحثات.
وقالت صحيفة الواشنطن بوست إنّ الناطقة باسم نائب الرئيس الأميركي تحدثت بعد أنْ أعلن ناطق باسم الخارجية الإيرانية أن طهران وافقت على طلب رسمي للولايات المتحدة بعقد مباحثات حول القضية الأمنية في العراق. وأشارت الصحيفة الى أن وكالة الأنباء الرسمية في إيران هي التي اعلنت النبأ. وذكر الناطق الإيراني أن إيران تلقت الطلب من خلال السفارة السويسرية في طهران، وهي التي تعمل في الغالب وسيطاً بين الولايات المتحدة وإيران.
وطبقاً للأسوشييتد برس فإن الناطق باسم الخارجية الإيرانية قد أشار الى أن الرئيس محمود على أحمد نجاد قد قال إن إيران وافقت على هذه المباحثات بعد مشاورات مع الحكومة العراقية، لكي تقلل من آلام الشعب العراقي، ومساعدة الحكومة العراقية، وتحقيق الأمن والسلام. وذكر تقرير وكالة الأنباء الإيرانية ان الاجتماع سيعقد في بغداد.
وكان تشيني (الذي يسعى الى مواجهة التأثير الإيراني المتزايد في انحاء المنطقة العربية) قد تحدث الى الرئيس المصري (الحليف القوي للولايات المتحدة في المنطقة حسب الواشنطن بوست)، محاولاً اقناع الدول المعتدلة للعمل على دعم الحكومة العراقية التي يقودها نوري المالكي. وسيعود نائب الرئيس الأميركي الى العقبة في الأردن التي قدم منها لزيارة مصر، فيما سيصل (الإثنين) الى واشنطن.
وتتهم واشنطن إيران بمتابعة برامج الأسلحة النووية، لكنّ طهران تصر أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية كتوليد الكهرباء. يشار الى تشيني حذر إيران –من على حاملة الطائرات الراسية على مسافة 250 ميلاً من السواحل الإيرانية في الخليج- بأن الولايات المتحدة وحلفاءها تمنع إيران من تطوير أسلحتها النووية ومن محاولتها الهيمنة على المنطقة. ورداً على هذه التعليقات اتهم ناطق رسمي ايراني واشنطن بنشر الخوف في الشرق الأوسط. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن تشيني والرئيس مبارك عقدا اجتماعاً سرياً (خلف الأبواب المغلقة بتعبير الوكالة) لمناقشة امور سمّتها بأنها هامة وأكثر جوهرية.
وأكدت الواشنطن بوست أنّ الولايات المتحدة أثنت على جهود الرئيس مبارك (الذي يقود مصر منذ سنة 79 وهو الآن في فترة حكمه الخامسة لست سنوات جديدة) بسبب استضافته مؤتمراً حول العراق في وقت مبكر من الشهر الحالي في شرم الشيخ. ذلك الاجتماع الذي جمع ممثلي الولايات المتحدة وإيران وسوريا. وكانت كل من واشنطن وطهران قد عبّرتا عن ارتياحهما للاجتماع على الرغم من أن الاتصالات المباشرة جاءت عبر دردشة بين مسؤولين صغيرين من الطريق.[/size]
موضوع: قريبا المالكي يعقد قران واشنطن وطهران في المنطقة الخضراء 
الخميس مايو 17, 2007 5:21 am
