الإمام الثاني عشر : المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام
اسمه الشريف : اسم جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
كنيته : أبو القاسم ـ كنية جده رسول الله الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ . لقبه : المهدي والقائم وصاحب الزمان والمنتظر .
والده : الإمام الحسن العسكري عليه الصلاة والسلام .
والدته : مليكة ، ويقال لها نرجس بنت يشوعا بن القيصر ملك الروم ، وجدها من جهة الأم شمعون وصي المسيح عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام وكانت وحيدة زمانها في الكمال والمزايا .
ولادته عليه الصلاة والسلام
في النصف من شعبان المعظم ، يوم الجمعة سنة 255 هـ . في سر من رأى ( سامراء ) . وقد أمر الإمام العسكري عليه الصلاة والسلام .
صفاته عليه الصلاة والسلام
ناصع اللون ، أبيض مشرب بحمرة ، واضح الجبين ، طويل الخد ، مستوي الأنف ، بخده الأيمن خال ، بظهره شامتان شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي صفته ، له سمت ، ما رأت العيون أقصد منه ، ولا أعرف حسناً وحياءً
رايته : مكتوب عليها ( البيعة لله ) . محلّ ظهوره : مكة المكرمة .
محلّ بيعته : بين الركن والمقام .
أنصاره : ثلاثمئة وثلاثة عشر ـ عدد أهل بدر ـ وهم خواص أصحابه وأصحاب الألوية . دولته : تشمل العالم بأسره .
روى أبو الصلت الهروي ، قال : قلت للإمام الرضا عليه الصلاة والسلام : ما علامة القائم منكم إذا خرج ؟ ، فقال : ( علامته أن يكون شيخ السن ، شاب المنظر ، حتى أنّ الناظر إليه يحسبه ابن أربعين سنة أو دونها ، وإنّ من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي عليه حتى يجيء أجله ) .
من خصائص الإمام القائم عجل الله فرجه
1ـ أنه المؤمل لإنقاذ البشرية من الظلم والعدوان ، والمزيل للجهل والبهتان، الذي يجمع شتات الأمة ، وهو الذي بشر به الأنبياء والرسل السابقون وجاء ذكره في الكتب السماوية . وورد في الأحاديث الشريفة من مصادر المسلمين على اختلاف مذاهبهم : أنّ الأمة الإسلامية تأوي إلى الإمام المهدي كما تأوي النحل إلى يعسوبها .
2ـ أنه الذي يهدي الناس ، وقد قال الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام : ( إنما سميّ القائم مهدياً لأنه يهدي الناس إلى أمر مضلول عنه ، وسميّ القائم لقيامه بالحق ) .
3 ـ أنه بقية الله في أرضه الذي جعله حجة على خلقه وهادياً لهم ، كما أنّ إبليس عليه اللعنة مفسداً للخلق ومضلاً لهم وقد أمهل إلى يوم الوقت المعلوم . وقد أبقى الله تعالى الخضر ونبي الله عيسى ابن مريم أحياء وسيجعلهما من وزرائه ، وينزل عيسى عليه الصلاة والسلام فيصلّي خلف الإمام ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويهلك الدّجال ويقبض أموال القائم عليه الصلاة والسلام ويمشي خلفه أهل الكهف فيسلم بذلك خلق كثير من النصارى وغيرهم ، وهو الوزير الأيمن للقائم عليه الصلاة والسلام .
وقد أطال الله عمره كما أطال عمر أنبيائه ، كآدم أبو البشر الذي عاش 930 سنة ، ونوح الذي عاش 2500 سنة ، وكإدريس الذي عاش 965 سنة ، وكما أطال الله أعمار العباد الصالحين كأصحاب الكهف الذّين ناموا ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً ، وعزير الذي أماته الله مئة عام ثمّ أحياه وطعامه لم يتغير ، وكسلمان المحمدي الذي عاش قرابة أربعمائة عام .
4 ـ أنه جامع مواريث الأنبياء والمرسلين والأوصياء .
5 ـ أنّ جيشه أعظم جيش ، يعطى الرجل منه قوة أربعين رجلاً ، ويكون قلبه أشد من زبر الحديد ، ولو مرّ أصحابه على الجبال لقطعوها ، لا يكفون سيوفهم حتى يرضوا الله عزّ وجلّ .
قيل في شأن الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام
1ـ قال الله تعالى وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [1]. عن إمامينا الباقر والصادق عليهم الصلاة والسلام قالا : ( هم القائم وأصحابه ) .
2ـ قال تعالى الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ [2]. عن الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام قال : ( هذه الآية نزلت في المهدي وأصحابه ، يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ، ويظهر الله بهم الدين حتى لا يرى أثر من الظلم والبدع ) .
3ـ قال تعالى وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ [3]. عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام قال : ( هم آل محمد ، يبعث الله مهديهم بعد جهدهم فيعزهم ويذل عدوهم ) .
4ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( منا مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً ، وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغيراً، ولا صغير يوقر كبيراً ، فيبعث الله عند ذلك مهدينا ، التاسع من صلب الحسين عليه الصلاة والسلام ، يفتح حصون الضلالة ، وقلوباً غفلى ، يقوم في الدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ، يملأ الأرض عدلاً كما ملأت جوراً ) [4] .
5ـ قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : ( للقائم منا غيبة أمدها طويل ، كأني بالشيعـة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه ، ألا فمن ثبت منهم على دينه لم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامـه ، فهو معي في درجتي يوم القيامة ) .
أحداث قبل غيبة الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام
ـ استشهاد أبيه الإمام العسكري عليه الصلاة والسلام في سامراء وله من العمر خمس سنوات .
ـ قيامه بالأمر بعد أبيه وقد آتاه الله سبحانه الحكم صبياً ، وقد احتجب عن الناس إلاّ عن الخواص .
ـ المعتمد يرسل جيشاً للتفتيش عن الإمام عليه الصلاة والسلام في كلّ مكان . وكان بقاء الإمام المهدي يرعب العباسيين منذ بداية دولتهم .
ـ الغيبة الصغرى : وهي الغيبة الأولى ومدتها 69 سنة . جعل فيها سفراء بينه وبين شيعته ، يستلمون الحقوق الشرعية منهم ويقدمون مسائلهم وحوائجهم إلى الإمام الغائب ويوصلون الجواب إليهم ، وهم السفراء الأربعة :
الأول ـ عثمان بن سعيد الأسدي : وكان من قبل وكيلاً للإمامين الهادي والعسكري عليهم الصلاة والسلام وأمينهما ومحل ثقتهما وتوفي سنة 280 هـ .
الثاني ـ أبو جعفر محمد بن عثمان : حيث خرج التوقيع من الناحية المقدسة إلى عثمان بن سعيد في نيابة ولده من بعده ، وكان عالماً فقيهاً ، توفي سنة 305 هـ .
الثالث ـ أبو القاسم حسين بن روح النوبختي : وكان وجيهاً عند الخاصة والعامة ، وقام بوظائف النيابة حتى توفي سنة 326 هـ.
الرابع ـ أبو الحسن علي بن محمد السيمري : المتوفى سنة 329 هـ وفي سنة وفاته مات كثير من العلماء والمحدثين وسميت تلك السنة بعام ( تناثر النجوم ).
وكانت إقامتهم في بغداد وقبورهم في أماكن متقاربة .
ـ الغيبة الكبرى : وهي الثانية التي وقعت بعد علي بن محمد السيمري .
ومدة هذه الغيبة إلى وقت ظهوره صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ، ولا يعلم زمان ظهوره إلاّ الله تبارك وتعالى . والشيعة أمروا أن يرجعوا إلى الفقهاء ورواة الأحاديث في أمورهم الشرعية ، كما خرج التوقيع بذلك : ( أمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله ) .
الدور العلمي للإمام المهدي عليه الصلاة والسلام
للإمام المهدي عليه الصلاة والسلام مجموعة من الرسائل والتوقيعات التي كان يوجه بها الفقهاء والعلماء ويحلّ لهم معضلات المسائل وصعاب الأمور التي تواجه العالم والشيعة بالخصوص . وينتفع الناس منه كانتفاعهم بالشمس إذا جللها السحاب .
وقد ورد أنّ العلم يكون جزأين عند ظهوره فيضم إليه خمسة وعشرين جزءاً ويبثها في الناس سبعة وعشرين جزءاً ، ويمسح على رؤوس الناس فتكتمل بذلك عقولهم .