الدين وأثره فى المهن
إن الدين فى مصر كمثال سواء إسلام أو نصرانية أثر على بعض المهن التى يمتهنها أهل كل دين فمثلا مهنة القصاب أو الجزار تكاد تكون حكرا على المسلمين فنادرا ما نجد جزار نصرانى فى مصر ويرجع هذا إلى أن المسلمين لهم نظام خاص فى ذبح الأنعام وأنهم لا يتناولون لحم الخنزير وهذا النظام لا يقوم به النصرانى ومن ثم فلو ذبح فلن يجد مسلما سيشترى منه لأنه لا يقول اسم الله على الذبيحة أو لأنه حتى لو قال اسم الله فإنه يقصد به فى غالب الأحوال المسيح(ص)
ونتيجة أحكام الإسلام فى الطعام والشراب تكاد كل مهن الطعام والشراب تكاد تكون حكرا على المسلمين فلا تجد خبازا ولا فرانا ولا بائع فول أو طعمية أو كشرى أو .......... نصرانيا إلا نادرا
ونتيجة لأحكام الإسلام فى القضاء لم يكن هناك قضاة غير مسلمين ولكن نتيجة إدخال القوانين الوضعية فى الوطن أصبح ضمن قضاة الوطن قلة نصرانية ونتيجة لأحكام الإسلام كانت مهنة الجهاد حكرا على المسلمين ولكن لما أدخلت القوانين الوضعية أبيح للنصارى الاتحاق بالجيش الذى تغيرت مميزته من الجهاد فى سبيل الله للدفاع عن الوطن .
ومن المهن التى ارتبطت بالإسلام مهنة المسحراتى فهذه المهنة حكر على المسلمين لا يقوم بها غيرهم ومن المهن التى أثر فيها الدين مهنة المعلم فمثلا فى مصر معلم اللغة العربية يندر أن نجد معلما نصرانيا للغة العربية ولذا كان توجه النصارى فى الكليات والمعاهد والمدارس التى تخرج معلمين هو إلى مواد العلوم والدراسات الاجتماعية واللغة الأجنبية
وقد كان للكنيسة المصرية دورا هاما فى اختيار نوعية المهن التى يعمل بها النصارى فى القرون الماضية فمثلا كان أثرياء النصارى يعلمون أولادهم مهنة الطب على وجه الخصوص ومن يراجع أسماء أطباء مصر فى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين سيجد أن معظم الأطباء كانوا نصارى وأما فقراء النصارى خاصة فى القرى فكانت مهن النجارة والبناء وإصلاح الأحذية أو صنعها تكاد تكون حكرا على النصارى فى القرى التى بها نصارى .
كما أن مهنة تربية الخنازير قاصرة على النصارى فى مصر فقط دون غيرهم
كما كان للكنيسة دور هام فى المهن عند انتشار التعليم فقد وجهت الكنيسة رعاياها إلى كليات الطب ومعاهد التمريض وكليات ومدارس الهندسة والزراعة وأيضا إلى التعليم التجارى بكلياته ومعاهدة ومدارسه .
وبالطبع لم يمنع هذا التوجه العام من وجود بعض النصارى فى تخصصات مهنية أخرى ولكن عددهم فيها قليل .