عدنان الناصري ll ::. [ مـؤسس الـمنتـــدى ].:: ll
الأقــــامــــــة : العراق المشـاركـات : 969 تاريخ التسجيل : 13/04/2007 نقاط : 778 السٌّمعَة : 5
| موضوع: أيهما أخطر على المجتمع ، القنوات الإباحية ؟ أم القنوات الدينية الفاسدة والمتطرفة ؟ الأحد سبتمبر 12, 2010 10:12 am | |
|
كتابات - راسم المرواني
[size=16]ملاحظة / إن وجود عبارة (مستقلة) على واجهات وسائل الإعلام ، يثير سخريتنا منها ، في الوقت التي ترى فيه أنها تسخر منا . رغم أن العولمة تسعى لجعل الأرض كلها قرية صغيرة ، ورغم أن المشروع (المهدوي) الإسلامي يسعى لتوحيد الأرض تحت خيمة (إنسانية) واحدة ، ولكن هذا لا يعني (ذوبان) تراث ومتبنيات ومأثورات كل الشعوب والقوميات في بودقة التوحد بشكل يـُخضعها لمبدأ (التلاشي) ، وإذا كانت الأرض ستتحول الى قرية صغيرة ، فليس معناه أن تتخلى كل أزقة وبيوتات هذه القرية عن بعض أو كل خصوصياتها تخت ذريعة الإندماج والتماهي ، فالأديان الفاسدة قد خلقت آلهة وأصناماً عديدة لا يمكن تجاوزها ، كما أن الأديان الحقيقية قد خلقت لدى الناس أسساً ومفاهيمَ وقيماً رائعة لا يمكن التغاضي عنها أو نسيانها ، ولذا سيبقى الإرهاب قائماً حتى مع وجود الإمام المهدي (ع) بدليل أن مصيره (ع) سيؤول الى القتل على أيدي مجرمة . علينا أن نعي أو نعرف أو نعترف بأن الأديان الفاسدة القائمة على أسس الفهوم والتطبيقات الفاسدة للمتدينين الفاسدين هي من أكبر ومميز وأعم مصادر الإرهاب في الأرض ، وما كانت (أغلب) حروب الأرض لتقوم لولا وجود أصابع (دينية) فاسدة أو نقية لتدفع بعجلة الحرب نحو الأمام ، ولسنا بصدد المكابرة ونكران تأثيرات عصابات (البالماخ ، الآركون ، الشتيرن ، الهاغاناه ، الكاخ) وغيرها من العصابات اليهودية الصهيونية على تحريك عجلة القتل والإبادة بين صفوف الفلسطينيين ، أو الضغط على اليهود لتقديم المساعدة ، وليس من المنطقي أن ننسى علاقة عصابات (الكوكلوكس كلان) المسيحية في إذكاء روح التطرف المؤدي إبادة المذاهب الأخرى ، وليس من المقبول أن نتجاوز أو نتغاضى عن الدماء والأرواح التي أزهقتها الفتن الطائفية داخل المجتمع الإسلامي على مر القرون . وحتى الغزوات الإسلامية – بغثها وسمينها - للشرق والغرب ، فإنها لم تكن بدافع (قومي) عربي بقدر ما كانت بدافع (ديني) ، بدليل وقوع العرب تحت طائلة السطوة الفارسية والبيزنطية والرومية لأجيال متعددة دون وجود محرك داخلي يسعى للخلاص ، وكذلك ، فالحروب الصليبية ، والصليب (الألماني) المعقوف ، وعودة بني إسرائيل الى أرض الميعاد ، وانتهاءً بـ (غزو العراق) المعاصر ، بمباركة ودعم وتشجيع (الكنيسة التدبيرية) وأساطينها ، كلها ناتجة عن توجه ديني يرى بأنه الأكثر أحقية والأكثر التزاماً دون مراعاة أحقية هذه الأحقية أو تماسها مع أصل الدين والتدين الحقيقيين . وهذا ليس معناه عدم نشوب بوادر الإرهاب عن متبنيات أخرى كالمتبنى العرقي أو الفئوي أو المتبنى الإقتصادي ، ولكن الدافع الأقوى لكل أنواع الإرهاب في الأرض هو الدافع (الديني الفاسد) الناتج عن سوء الفهم والتطبيق لأسس الأديان الحقيقية . ولذا ، فقد سبق وأن قلنا في أحد مؤتمرات الإعلام مقولة كانت موضع استهجان أساطين الدين الفاسدين ، وكانت موضع انتقاد من قبل المتطرفين ، حيث قلنا بالحرف الواحد :- ((إن القنوات الفضائية الدينية الفاسدة والمتطرفة ، هي أشد خطورة وضراوة على المجتمع الإنساني من القنوات الفضائية الإباحية) ، وذلك لأننا نعي بأن القنوات الفضائية الإباحية لا تمتلك سوى التأثير (الفردي أو الشخصي) ، أما القنوات الدينية (المتطرفة والفاسدة) فهي تمتلك تأثيراً مجتمعياً واسعاً ، مع ملاحظة أن القنوات الإباحية تأخذ شكل (السرية) في حياة الفرد والعائلة ، بينما تأخذ القنوات الدينية الفاسدة والمتطرفة شكل العموم والشهرة ، ولئن كانت القنوات الإباحية تقوم بقتل الفضيلة عن (الفرد) ، فإن القنوات الدينية الفاسدة والمتطرفة تقوم بنشر الرذيلة عند (المجتمع) بكامله . وهذا لا يعني أننا نغمض أو نتغاضى عن القنوات الإباحية وتأثيراتها على الفرد ، ولكننا نقول بأن القنوات الدينية الفاسدة والمتطرفة أشد خطورة وأكثر دفعاً بالمجتمع نحو الهاوية ، كما قلنا بأن الإرهاب المتأتي عن الدين الفاسد هو أكثر من الإرهاب المتأتي أو النشئ عن الأسس العرقية والقومية وغيرها ، مع علمنا بأن الدوائر والمؤسسات التي تروج وتدعم القنوات الدينية الفاسدة والمتطرفة هي نفس الدوائر والمؤسسات التي تروج للقنوات الإباحية ، وإن آلة الدعم للإرهاب (الديني) هي نفس آلة الدعم للإرهاب الناشئ عن المتبنيات (العرقية والقومية) . إن التفاتة موجزة الى ما تبثه وسائل الإعلام الدينية الفاسدة المتطرفة (السمعية والمرئية) من سموم (طائفية) وأحقاد ، وما تزرعه من كره وضغينة واحتقار وتوجس لدى أبناء طائفة أو مذهب معين ضد أبناء الطوائف أو المذاهب الأخرى ، وما تستخدمه من تفسيرأو تأويل لنصوص العهد القديم (التوراة) أو نصوص العهد الجديد (الإنجيل) أو نصوص القرآن الكريم أو نصوص ما ورد من أحاديث الرسول الأعظم (ص) للتنكيل بأبناء دين أو مذهب أو طائفة مخالفة ، كلها تجعلنا نشعر بخطورة هذه الوسائل الإعلامية ، لشعورنا بأنها تستخدم أخطر متبنيات الإنسان ، وهي الدين . وليس من المستبعد أن تقوم جهة أو دولة أو مخابرات معينة بدعم وسيلة إعلامية مضادة لها لأسباب (براغماتية) وعلى وفق المنظور التالي :- 1/ كأن تقوم (دولة سنية) ، بدعم قناة فضائية (شيعية) متطرفة لغرض إذكاء روح العداء لدى أهل السنة ودفعهم – نفسياً – لمتابعة وقبول وتبني ما يتم طرحه في القنوات (السنية) المتطرفة كبديل دفاعي ، وكمتنفس من متنفسات رد الإعتبار أو زيادة وتعميق ثقافة الرد ، والعكس صحيح أيضاً . وهذا ممكن الحدوث من القنوات (الآرثوذوكسية) في تبنيها ودعمها للقنوات (الكاثوليكية) ، 2/ أن تقوم (دولة سنية) بتبني ودعم قناة (شيعية) متطرفة ، من أجل محاصر أبناء االسنة ، واتهامميز بالإنتماء والعمالة لهذه الدولة السنية ، لخلق حالة من النكوص لدي السنة ودفعهم الى اللجوء الى هذه (الدولة السنية) كوسيلة من وسائل الرد النفسي ، كاتهام القنوات (السنية) للشيعة العراقيين العرب الأقحاح بانتمائهم الى جذور (صفوية) فارسية ، أو اتهام السنة السنة العراقيين بالإنتماء والعمالة (للسعودية) ، والعكس صحيح . وهذا يصح عندما تقوم (دولة برتستانتية) بدعم وسيلة إعلام متطرفة لدى دولة (كاثوليكية) ، تقوم باتهام المواطنين (البروتستانت) المنتمين للدولة الكاثوليكية بأنهم ليسوا مواطنين بل عملاء للدولة البروتستانتية ، مما يدفعهم – أعني البروتستانت في دولة الكاثوليك – الى الشعور بأنهم منبوذون ، وأن لا سبيل أمامميز سوى اللجوء والعمالة والإنتماء الى الدولة (الابروتستانتية) لحمايتهم وأنقاذهم ورعاية مصالحهم . 3/ أن تقوم دولة (معينة) بدعم القنوات المتطرفة (المختلفة) داخل الوطن الواحد ، لتمرير مشروعها ، ولإذكاء سياسة (فرق تسد) ، والتي ينتج عنها انشغال أبناء الوطن الواحد عن الخطر الحقيقي المحدق بهم . 4/ أن تقوم دولة أو جهة معينة من طائفة (واحدة) معينة (بدعم) القنوات المتناحرة داخل (طائفتها) ، كدعم دولة سنية للقنوات (السلفية) و (الوهابية) بنفس الوقت ، لخلق روح الموازنة ، وترسيخ الشعور لدى هاتين (الفرقتين) بضرورة الإتكاء على الدولة داعمة ، والتسابق لتقديم المزيد من التنازلات والولاءات لها للحصول على الحضوة واستمرار القوة في مرحلة الصراع . وعلى كل حال ، نجد من الضروري أن نعود الى الملاحظة التي أدرجناها في مقدمة مقالنا هذا ، والتي نقول فيها :- ((إن وجود عبارة (مستقلة) على واجهات وسائل الإعلام ، يثير سخريتنا بها . في الوقت التي ترى فيه أنها تسخر منا)) ، حيث نجد أن الكثير من وسائل الإعلام تضع عبارة (مستقلة) على واجهتها ، أو تضع عبارة (ليس كل ما ينشر هنا هو من متبنياتنا) ، متصورين بأننا يمكن أن نصدق بيوم من الأيام أن هناك وسيلة إعلام واحدة يمكن أن تكون مستقلة فعلاً ، والحقيقة أننا نعرف بأن كل وسائل الإعلام في الأرض إنما جائت لتخدم أو تنشر أو تروج لمشروع (فكري ، او سياسي ، أو قومي ، أو اقتصادي) ، لأننا نعرف تمام المعرفة بأن مؤسسة (جزاك الله خير الجزاء) أو مؤسسة (أجرك على أبو عبد الله) لم تعد موجودة على الأرض . * المستشار الثقافي للتيار الصدريالعراق / عاصمة العالم المحتلةmarwanyauthor@yahoo.com[/size] | |
|