فاطمة عمار
التسوق شغف نسائي ونادرا ما نسمع أن الرجل مولع بالتجول في المحلات وتقليب البضائع أو شراء ما يلزم أو حتى ما لا يلزم في مواسم تخفيضات الأسعار .وقد أثبتت الدراسات أن الرجال لا يحبون التسوق أصلا وإذا اضطروا إليه فإنهم لا يقضون فيه
وقتا طويلا كالنساء لكن رغم هذا هل المرأة أكثر مهارة من الرجل في شراء البضاعة أو المنتج الأفضل جودة وسعرا، ام أن الرجل أكثر حكمة وتدقيقا فيما يشتريه من المرأة؟
خبرة
أبو محمد: بائع في أحد محلات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية ومن خلال ملاحظته لطريقة زبائنه من الرجال والنساء في انتقاء بضاعة ما ،قال:فيما يخص الأجهزة الكهربائية والإلكترونيات الرجل أكثر خبرة واطلاعا بالتأكيد ويعرف بما تتميز به بضاعة عن الأخرى ولديه معرفة بالعلامات التجارية ومواصفاتها بينما لو جاءت المرأة لتشتري "لاب توب" مثلا فهي تنظر إلى شكله ولونه وحجمه بينما يستفسر الرجل عن أمور ومواصفات كثيرة ويقارن بين الأسعار قبل أن يقرر الشراء.لذلك أغلب زبائن محلنا من الرجال الذين يعرفون كيف يختارون السلع المعمرة والالكترونيات. مهارة
تيسير محمد قال أيضا ان الرجال أكثر مهارة في شراء الأدوات الكهربائية والسيارات والكمبيوترات، وأضاف:فيما يخص الأشياء الأخرى كأثاث المنزل والسجاد والستائر فالمرأة لديها خبرة أفضل في اختيارها بشكل يلائم أثاث المنزل ككل، لكن عندما يدخل الرجل إلى محل مفروشات ما تلفت نظره المتانة قبل الموديل والتصميم.
سعر
ويرى علاء مكي : أن الرجل يهتم بسعر السلعة لذلك يجري بحثا قبل شرائها ليتأكد أنه لن يدفع أكثر من سعرها الحقيقي:المرأة قد تشتري شيئا أعجبها وبسعر أكثر مما يستحق، لمجرد أن البائع أقنعها بأنها ستحصل على صفقة شراء جيدة وهي تنخدع بالشكل كثيرا، فقد تقرر شراء قطعة أثاث لمجرد أن شكلها جميل حتى لو كانت غير متينة ولا تستحق ثمنها وفي رأيي أن المرأة أكثر تبذيرا في الشراء من الرجل لانها تستعجل في الشراء ولا تجري مقارنة بين الأسعار.
إعلانات
ويضيف منذر : بإن أفضل ما تستطيع شراءه المرأة هو ملابسها وقد يخدعها البائعون أيضا وتشتري شيئا بأعلى من ثمنه الحقيقي:الإعلانات الوحيدة الموجهة إلى المرأة هي إعلانات الكريمات والشامبو ومستحضرات تنظيف المنزل وكل ما تبقى هو من اختصاص الرجل فهو الذي يشتري السيارة والأدوات المنزلية والأثاث المتين لكن بشرط أن يلائم ذوق زوجته طبعا.وبصراحة أغلب النساء لو تركت لهن حرية شراء كل ما يخص البيت لأنفقن النقود على الكماليات وعلى شراء أشياء يعتقدن أنها "لقطة".
ظروف
ويؤكد طارق مصطفى: ان اعتماد المرأة الكامل على الرجل في شراء الكثير من الأشياء أكسبه خبرة في الاختيار والانتقاء:عندما تجبر الظروف المرأة على تحمل مسؤولية شراء كل ما يلزم في البيت فإنها تصبح خبيرة ودقيقة أكثر من الرجل فزوجتي مثلا أصبحت تهتم بشراء كل شيء بحكم سفري الكثير واضطرارها الى أن تقوم بدوري فقد كانت تتصل بي وأنا مسافر وتسألني عن أنواع أحواض الحمام والبانيوهات والحنفيات الجيدة لتركيبها في شقتنا التي انتقلنا إليها حديثا وهي التي أثثت بيتنا بالكامل.
حكمة
ويعتقد حسن كريم: ان المرأة العاملة أكثر حكمة ودقة في الشراء من ست البيت التي تأخذ المصروف من زوجها:الموظفة تعرف قيمة النقود، لذلك هي أكثر حرصا وتمهلا عند الشراء أما ست البيت فتشتري كل ما يصادفها لأنها لم تتعب بالفلوس.و انه عندما يتسوق يتأكد من مصدرها وتاريخ إنتاجها وسعرها أما بالنسبة إلى المفروشات فتلك قصة أخرى لم أعد أغامر بشراء مفروشات للبيت حتى لا اضطر إلى إرجاعها مرة أخرى أو خسارة ثمنها.ففي إحدى المرات اشتريت خزانة للأحذية وعندما رأتها زوجتي رفضتها على الفور لأن تصميمها ليس التصميم المطلوب بالإضافة إلى أن لونها بني ومفروشات البيت "بيجي" فاضطررت الى إعطائها لأحد معارفنا.المشكلة أنني لا أتذكر المنظر العام للبيت من الداخل وأشكال المفروشات لاختار ما يناسبها من سجاد أو ستائر أو مفروشات أخرى.أما بالنسبة إلى الأجهزة الكهربائية، فانا الذي أشتريها، وابحث عن المتانة والكفالة لكن بصدق أنا لا أحب التسوق، ولا أقارن كثيرا بين السلع الكهربائية.
تردد
أبو علي: رأى أن النساء يتمتعن بمهارات أكثر من الرجال في الشراء والدليل أنهن يفاصلن كثيرا في بعض المحلات التي ليس سعر البضاعة فيها محدودا:ومشكلتي مع زوجتي أنها تفاصل كثيرا عندما اذهب معها أحيانا للتسوق والرجل بالطبع يكره هذه العادة ويفضل أن يدفع السعر الذي يحدده البائع بدلا من أن يدخل معه في جدل طويل.بالإضافة إلى أنني لا أحب اللف كثيرا على المحلات لشراء أي بضاعة أو سلعة وأتوجه فورا إلى المحل الذي يبيع الثلاجات مثلا لأشتري ثلاجة من ماركة معينة بينما زوجتي تريد أن تلف وتدور وتقارن بين الثلاجات، وفي النهاية نعود الى المحل الأول.
بديل
وتعتبرامل سالم : أن النساء يتخذن التسوق كبديل للتنزه والترفيه و الأسواق تستهدف بسلعها ومنتجاتها فئة النساء أكثر من الرجال ومميزا كان الدخل محدوداً فالكثير من الفتيات يرغبن في شراء أفضل وأجمل السلع بغض النظر عن الأسعار والكثير من الرجال لا يتفهمون هذه الحقيقة. وقد يكون الزوج أحد الأسباب التي تدفع السيدات لهوس الشراء بسبب وبدون سبب، حتى وإن كانت الزوجة غير مسرفة و أن إهمال الزوج للمرأة يدفعها للبحث عن حل لتثأر من خلاله لشخصها وكرامتها فتتعمد الرد على زوجها من خلال جيبه الخاص معتبرة أن ماله عزيز عليه فتقوم بصرفه بشراهة مبالغ فيها وأن المرأة تتعرض لإغراء الشراء والتسوق أكثر من الرجل لأنها تجد في ذلك فرصة للتنفيس عن الضغوط والمشاكل التي تتأتى من خلال علاقتها بشريكها فهو مشغول عنها دائما بعمله في النهار وأصدقائه والتلفزيون والكمبيوتر في الليل فتجد في السوق والتسوق رفيقاً تفرغ فيه ما يصيبها من قلق وتوتر وتعب نفسي. و أن نحو 80% من الإعلانات التليفزيونية موجهة للمرأة لأنها صاحبة قرار الشراء في الأسرة، ولأنها على عكس الرجل تنقاد بسرعة وتضعف أمام بريق الإعلان والفرق واضح بين الرجل والمرأة في ذلك.
أولوية
وترى الدكتورة امال كريم: أستاذة علم الاجتماع أن الرجل بعد الزواج يشعر بأنه ليس مضطراً إلى الإسراف بل إلى الإمساك على نفسه ليدخر للأسرة وللمستقبل بينما تشعر المرأة بأن من أولوياتها الاستمرار في الإنفاق على نفسها ومظهرها لتحافظ على صورتها الجميلة في عيني زوجها وهذه فكرة تتوارثها الفتاة وتتربى عليها، ومن هنا ترى أن التسوق وسيلتها الوحيدة للاحتفاظ بقلب رجلها.
شراكة
وتضيف الدكتورة امال كريم: بأن ظاهرة الإدمان ليست موجودة لدى النساء فقط فهناك رجال أيضاً يعانون من مرض الشراء والتسوق ويبدلون ثيابهم وساعاتهم وأحذيتهم أكثر من بعض النساء وهذا يدل على أن مغريات المدنية الحديثة تصيب الرجال والنساء على حد سواء، مما يعني انه قد يكون تعويضا عن حرية مفقودة أو ضعف ثقة بالنفس وليس فقط جوعاً أو انتقاماً من الطرف الآخر
موضوع: التسوق هواية للنساء ومصدر ازعاج للرجال.... جريدة الاصلاح الوطني 
الجمعة سبتمبر 25, 2009 2:50 am
