اقيمت صلاة الجمعة المباركة في ناحية الاصلاح بامامة الشيخ ( علي عبد جبر العمري ) ولقد ابتدأ الصلاة المباركة في باستنكار :
- استنكر موقف بعض المعترضين من شباب ناحية الاصلاح واغلبهم من التجار وغيرهم ممن يدعون بالوعي الديني الذين يعترضوا على فتاوي المرجعية الشريفة بتحريم العمل الربوي مع بعض الشركات المجهولة والتي تعطي ارباحا طائلة للمشتركين ....وقال ان هذه حالة خطيرة وهي التي يسعى لها الاحتلال وهو ان الشعب والشباب لا يحترموا دينهم ومراجعهم عندما تفتح لهم ابواب فيها المزيد من الدينار والدولار ......وهؤلاء قاموا بالتشهير بالمراجع ورجال الدين الذين من واجبهم الشرعي تبليغ الامة بالحلال والحرام .
وكذلك استنكر على البعض من هؤلاء الذين يقولون : لماذا لا تحرموا الخمر ؟
فقال : يا سبحان الله هل تحريم الخمر يحتاج الى فتوى من مرجع وهناك اكثر من نص قرآني صريح !!!
بعد قرأ الخطبة المركزية لسماحة المولى المقدس الصدر ( قدس ) والتي تقرأ في عموم العراق
الخطبة الاولى :
بعد الدعاء :
نستمر في ذكر بعض الاهداف التي بدأنا بذكرها في الجمعة السابقة مما سعى اليه الامام الهادي (سلام الله عليه)، وهو موقفه من غيبة حفيده محمد بن الحسن بن علي الحجة المهدي المنتظر (عجل الله فرجه). وذلك ان ان هذه الغيبة باتت قريبة نسبيا (في زمانه طبعا) ولابد من تحضير الذهنية العامة لدى قواعده الشعبية ومواليه لذلك (اي لفكرة الغيبة). لاجل تقبل فكرة الغيبة عموما، لانها اذا جاءت بشكل فجائي فانه يسبب انكار المجتمع لها، واستبعاده اياها، ومن ثم قد يوجب ارتداد الكثير من الناس عن المذهب الحق. واما مع التمهيد والتبليغ والتعويد للناس، فان امثال هذه النتائج الوخيمة ستكون غير متحققة، وكان موقفه من ذلك بالمقدار الذي نستطيع ادراكه يتلخص بامرين:
الامر الاول: التبشير بوجوده ووروده وظهوره، غير ان هذا التبشير والتبليغ كان خاصا بموالي الامام المعتقدين به، ومقتصرا على اصحابه، ولم يكن يعم الاخرين، لانهم لم يكونوا يؤمنون بتسلسل خط الائمة الاثنى عشر (عليهم السلام). اذن فيكون تبليغهم بذلك تبليغا بلا موضوع.
ويلاحظ في تبليغ الامام الهادي (عليه السلام) ضمناً، التخطيط لحماية الحجة المهدي (سلام الله عليه) عند غيبته. فنرى ان كلام الامام حوله محاط بهالة من القدسية والغموض، ومشفوع في التاكيد المتزايد على انه لا يحل لاحد ذكر اسمه. وذلك توصلا الى عدم تسربه الى الجهاز الحاكم. كما ورد في الرواية: (اذا وقع الاسم وقع الطلب).
وقد وردت عن الامام الهادي (عليه السلام) بهذا الصدد عدة احاديث، نقتصر على بعضها، فمن ذلك قوله في كلام له: (ومن بعدي ابني الحسن فكيف للناس بالخلف من بعده). قال الراوي: فقلت: وكيف ذلك يا مولاي ؟ قال: (لانه لايرى شخصه ولا يحل ذكر اسمه حتى يخرج فيملء الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا). ومن غامض قوله (عليه السلام) في ذلك: (اذا رفع علمكم من بين اظهركم فتوقعوا الفرج من تحت اقدامكم) والمفهوم من رفع العلم حصول الغيبة ومن توقع الفرج حصول الظهور بطبيعة الحال. وكذلك قوله (عليه السلام): (فانى لكم بالخلف بعد الخلف) والخلف للامام الهادي هو الامام الذي بعده وهو الامام العسكري (عليه السلام) والخلف بعد الخلف هو الامام الذي بعد العسكري وهو الحجة المهدي (سلام الله عليه).
الامر الثاني: هو اتخاذ الامام الهادي (عليه السلام) مسلك التخفي والابتعاد عن المجتمع، تمهيدا للغيبة التي تحصل لحفيده المهدي (سلام الله عليه)، لما قلناه من ان حصولها المفاجئ مما يسبب ارباكا وتشكيكا في العقيدة. فلابد من التدرج النسبي في التخفي، بحيث يراه الناس ويعهده المجتمع (التخفي طبعا) ويرى في الامكان الاستفادة من الامام المعصوم بدون حصول رؤيته مباشرة. وهذا هو التخطيط الذي بدأه الامام الهادي (عليه السلام)، واتمه وركز عليه الامام العسكري (عليه السلام). ثم تم وجوده حقيقة وعلى الوجه الكامل بيد الامام المهدي (سلام الله عليه). ومن هنا نرى ان هذا التخطيط قد مرّ باربعة مراحل:
المرحلة الاولى: تلك التي بداها الامام الهادي (عليه السلام)، حيث انه بدا بالتخفي الجزئي او القليل والابتعاد عن المجتمع تدريجا.
المرحلة الثانية: ما حصل من الامام العسكري (عليه السلام) بعد ابيه من التخفي والابتعاد، ولكن بشكل اكثر من ابيه. حتى انه كان لايدخل عليه الا بعض خاصة اصحابه. ولا يتصل بشيعته مباشرة وانما يتصل بهم عن طريق المراسلة. وهذا ما تدل عليه روايات عديدة.
المرحلة الثالثة: الغيبة الصغرى التي بداها الامام المهدي (عليه السلام) بعد ابيه مباشرة وهي تتمثل بزيادة في التخفي في الامامين السابقين. فكان بحيث لايراه احد الا حسب المصلحة الاكيدة والضرورية. والغالب انها لمجرد اثبات وجوده (سلام الله عليه) ضد المشككين طبعا. وتتميز هذه المرحلة بنصب السفراء او الوكلاء الاربعة، عثمان بن سعيد عليه الرحمة، ومحمد بن عثمان عليه الرحمة، والحسين بن روح عليـه الرحمـة، وعـلي بن محمد السمري رحمة الله عليه. وهذا معناه انه لا يراه بالتزام وفي كل وقت او في اي وقت الا واحد هو السفير الموجود منهم في زمانه.
وفي الخطبة الثانية
بعد الدعاء
اكمل الحطبة المركزية
وللمزيد من الفائدة راجع كتاب دستور الصدر الخطبة التاسعة والعشرين .