دمعة عمر
ll °o.O عضـو منـطلـق O.o° ll
المشـاركـات : 170
تاريخ التسجيل : 02/07/2007
نقاط : 122
السٌّمعَة : 0
 |  موضوع: التقليد... من عبادة الله الى عبادة أيات اللهّ  السبت أبريل 26, 2008 12:19 pm | |
| التقليد... من عبادة الله الى عبادة أيات اللهّ كتابات - عقيل الازرق ربما لانجافي الحقيقة عندما نقول أن أغلب رجال الدين وبالذات (ايات الله) من خلال ممارستها النظرية والعملية اظهرت الدين الاسلامي لاكما ينغي له من انه رسالة سماوية غايتها الحفاظ على الحرية في فكر الانسان وعمله , هذه الممارسات التي صنعوها واستطاعوا بواسطتها الحفاظ على ظواهر المفاهيم الدينية وقلب حقائقها وتفريغها من مضامينها, ومن بين تلك المفاهيم بل اهمها هو مفهوم التقليد,فالتقليد هو وسيلة الى عبادة الله لاغاية الى عبادة ايات الله , ولما هذا المفهوم من خطورة بالغة على الدين الاسلامي لاتقل شأنا عن الخطر الذي يتهدد الاسلام من اعداءه, فهو يحجم الدين ويختزله بشخص واحد ومما يزيد من خطورة هذا الامر اذا لم يكن المتصدي لهذا المنصب والعنوان ليس له ادنى اهلية لاسيما اننا نرى غياب الضوابط والاسلوب في المؤسسة الدينية لمن يتصدى لهذا المنصب وكما عبر احد رجالاتها بان نظام الحوزة يكمن في حالة اللا نظام تلك الضوابط التي نجدها حاضرة في المجتمع حتى على ادنى المستويات الوظيفية لمن يريد ان يتقلد منصب عامل نظافة بينما نجدها غائبة على مستوى اخطر واهم موقع ديني والذي اصبح ليس اكثر من ادعاء ضخم ولقب عظيم فارغ من المحتوى ,مجرد منصب ديني رسمي للمجتهد اسبه ما يكون بالبطرياك او الاسقف او الكردينال. ويعرف التقليد بصورة عامة بأنه علاقة طبيعية بين العالم والجاهل أو بين المتخصص وغير المتخصص في كافة مجالات الحياة اما التقليد في الدين فهو رجوع غير المتخصص الى المتخصص في مجال الاحكام العملية الشرعية ذات التخصص الفقهي,بعبارة فنية ادق هو تفويض المقلد اعماله الى المجتهد فيجعل اعماله قلادة وشح بها عنق المجتهد,والغاية منه خروج المكلف عن عهدة التكاليف الواقعية الشرعية المعلومة بالاجمال ولدفع الضرر المحتمل الناتج من اهمال الاحكام الشرعية والتي يترتب عليها العقاب الاخروي الالهي والمكلف ليس امامه الا التقليد للوصول الى مايؤمنه من العقاب الالهي المترتب على عدم اطاعة العبد لمولاه. و كما أن لكل ظاهرة اجتماعية مدلولان سلبي لو سئ فهمها وايجابي لو فهمت بصورة صحيحة كذلك التقليد فمدلوله الايجابي الذي مر انفا وهو لايخل بمنطق العقل والاستدلال لانه ليس تقليدا عقليا بل تقليد اختصاصي من قبيل التقليد الذي يلجا اليه الانسان المريض في مجال الطب والانسان الفلاح في مجال الزراعة والانسان العامل في مجال الصناعة وهكذا,فهو ظاهرة حضارية تدل على التمدن ويطرد هذا العمل بازدياد رقي وتمدن الامم والشعوب,فالتقليد بحد ذاته ليس امرا مرفوضا بل هو على العكس اذا توفر على الشروط الصحيحة,فالتقليد اذا كان عن وعي ومنسجما مع الاسس والمبادئ العقائدية والمتطلبات الاجتماعية فهو بلا شك مظهر رقي حضاري, وهو بالتالي مظهر من مظاهر التعلم والتعليم يساهم في رفع مستوى الفهم والثقافة عن طريق اقتباس التجارب الغربية الناجحة والتقنيات الجديدة و العمل بها في مجال الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية. اما الجانب السلبي للتقليد اي التقليد العقلي والفكري فهو عبارة عن طاعة عمياء لرجال الدين وفقهاءه وتبعية مطلقة لهم في القناعات والتصرفات والفتاوى التي تصدر منهم كانها دساتير مقتضبة وقاطعة في كل مايتعلق بافكارالناس ومشاعرهم واحاسيسهم وطبيعة سلوكهم الفردي والاجتماعي والسياسي والاخلاقي ,والتقليد بهذا النحو السئ يلغي اهم خصلتين في الانسان والتي ميزته عما سواه من المخلوقات وهما الارادة (الاختيار )والعقل ويحوله الى ببغاء وهذا الذي يشير اليه التعبير القراني بعبادة الاحبار والرهبان {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهَِ }التوبة31. فالتقليد بهذا المعنى يدل على ان يسجن المرء في اطر محددة على مستوى التفكير والفعل بدون ارادة منه,وقد تكون هذه الاطر لها منشأ واقعي كما في القواعد والاحكام الدينية التي لاتتعدى اما الفعل ا والترك او القبول او الرفض من المكلف تبعا لما تمليه عليه الشريعة,وقد تكون ناشئة من احساس كاذب يسيطر على الفرد اوالمجتمع ,هذا الاحساس الكاذب الذي سيطر على المجتمع وجعله اسيرا لوهم بانه تخلص من النظام القديم وبطشه وانه يسير نحو الرفاهية والاستقرار التي جلبتها الة المحتل الامريكية من خلال جاذبية التقليد لبعض صيغ الحكم المسيطرة على العصر ونسخ تجربتها على ارض العراق في عملية سياسية نقلت الشعب العراقي من سجن النظام السابق الى سجن نظامه الجديد الذي لم يكن بافضل من النظام الذي سبقه ان لم يكن اسوأ منه,هذا الوهم الذي سيطر على المجتمع وأسره لم تكن رجالات الدين(ايات الله) غائبه عنه بل صبغته بالصبغة المقدسة للدين عن طريق الفتاوى التي كانت تعبر عن رضا الله سبحانه وتعالى والتي يمتن بها المجتهد على من يشاء حتى ولو كان من اعداء الاسلام وجاء غازيا في عملية اشبه ماتكون لما كانت تفعله الكنيسة الكاثوليكية عن طريق توزيع صكوك الغفران, . ان هذا المفهوم السلبي للتقليد ماهو الا احد افرازات الانحراف والنفاق والذي حاربها الاسلام دوما بلا هوادة و حذرت منه الشريعة اشد تحذير ففي حديث للامام الصادق( ع)((فقهاء السوء اشد خطرا على شيعتنا من يزيد بن معاوية)). akeelradi2006@yahoo.com | |
|
