بغداد، العراق (CNN) -- أصدر رجل الدين الشيعي، المناهض للوجود الأمريكي في العراق، مقتدى الصدر أوامره الأربعاء بتعليق الأنشطة المسلحة لمليشيا جيش المهدي لمدة ستة شهور بهدف إعادة هيكلتها.
وجاءت أوامر الصدر هذه في تصريح قرأه أحد أبرز مساعديه، حازم الأعرجي عبر تلفزيون العراقية الحكومي.
وأوضح الأعرجي أن وقف الأنشطة المسلحة والعسكرية يشمل أيضاً عدم الهجوم على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق.
وقال: "لقد أعلنا تجميد جيش المهدي دون استثناء بهدف إعادة تأهليه بطريقة تحمي أيديولوجيته خلال فترة لا تزيد على ستة شهور، تبدأ منذ لحظة صدور هذا البيان"، وفقاً للأسوشيتد برس.
ويأتي هذا الأمر كذلك بعد اندلاع معارك في كل من كربلاء وبغداد بين مليشيا جيش المهدي وعناصر من فيلق بدر، وهو تنظيم عسكري منافس يدين بالولاء للزعيم السياسي والديني الشيعي عبدالعزيز الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وزعيم الائتلاف العراقي الموحد.
وقال الأعرجي إن الأوامر تنطبق على كافة عناصر التنظيم المسلح والقوات المقاتلة.
كذلك أعلن الأعرجي فترة حداد عام لمدة ثلاثة أيام وإغلاق كافة مكاتب التيار الصدري في خطوة تعبر عن إدانة الأحداث التي جرت في مدينة كربلاء الشيعية المقدسة، حيث يزورها حالياً قرابة مليون حاج شيعي، حاولت الحكومة العراقية إجلاءهم عقب الاشتباكات التي شهدتها المدينة يومي الاثنين والثلاثاء.
وكان الأربعاء قد شهد إطلاق متقطع للنيران وسط حالة من الهدوء الحذر في مدينة كربلاء بعد مواجهات عنيفة بين المليشيات الشيعية المتناحرة راح ضحيتها 51 شخصاً أجبرت السلطات العراقية على إلغاء مناسبة دينية شيعية.
وصرح مستشار الأمن القومي العراقي، موفق الربيعي، لـCNN أن قوات الجيش العراقي تسيطر على الوضع الذي قال إنه "مشحون ومتوتر."
وفي الغضون، وصل رئيس الوزراء نوري المالكي فجر الأربعاء للالتقاء بمسؤولي المدينة ولتأمين خروج الآلاف من الحجيج الشيعية الذين توافدوا على كربلاء لإحياء ذكرى مولد الإمام المهدي.
وقالت مصادر أمنية عراقية إن عناصر من مليشيات "جيش المهدي" الموالية لزعيم مقتدى الصدر بادرت بإطلاق النار على عناصر "المجلس الإسلامي الأعلى" التابع لعبدالعزيز الحكيم.