منتديات الاصلاح الثقافية
اهلا وسهلا بكـ عزيزي الزائر في منتديات الاصلاح الثقافية اذا كانت زيارتك هذه هي الاولى الى منتديات الاصلاح الثقافية يمكنكــ الان الانضمام الى اسرة المنتدى ......
منتديات الاصلاح الثقافية
اهلا وسهلا بكـ عزيزي الزائر في منتديات الاصلاح الثقافية اذا كانت زيارتك هذه هي الاولى الى منتديات الاصلاح الثقافية يمكنكــ الان الانضمام الى اسرة المنتدى ......
منتديات الاصلاح الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 

 الحسين وكربلاء في شعر نزار نزار القباني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عدنان الناصري
ll ::. [ مـؤسس الـمنتـــدى ].:: ll
ll ::. [ مـؤسس الـمنتـــدى  ].:: ll



الأقــــامــــــة : العراق
المشـاركـات : 969
تاريخ التسجيل : 13/04/2007
نقاط : 778
السٌّمعَة : 5

الحسين وكربلاء في شعر نزار نزار القباني Empty
مُساهمةموضوع: الحسين وكربلاء في شعر نزار نزار القباني   الحسين وكربلاء في شعر نزار نزار القباني I_icon_minitimeالسبت يونيو 30, 2007 2:23 pm




ثقافة ومنوعات



الحسين وكربلاء في شعر نزار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


الظاهرة الحسينية في الشعر العربي

قباني نزار قباني شاعر عاطفي مجدد شغل الساحة الأدبية العربية طيلة نصف قرن، بما طرحه من موضوعات جريئة على صعيد الفن والسياسة والمجتمع، ثار حولها جدل كبير من قبل النقاد والمحللين. ولسنا هنا في صدد تقييم تجربته الشعرية بوجه عام لأننا معنيون في دراستنا هذه بتتبع أثر الظاهرة الحسينية في الشعر العربي، وكيف بدت في شعر نزار بوجه خاص.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قد يبدو أمراً مستغرباً أن شاعراً اشتهر بقصائد العشق والغزل، حتى قورن بعمر بن أبي ربيعة في هذا المضمار، يمكن أن يستوحي الرمز الحسيني بما يحمله من معاني الأسى والحزن وإرادة القتال في سبيل المثل العليا! ... لكننا قد نجد تفسيراً لذلك في الحساسية التي يتمتع بها الشعراء تجاه موضوعات الحياة المختلفة، ولأن الشعر تعبير عن الإنسان في أفراحه وأتراحه، وهذا الأمر لم يستثنَ منه حتى شعراء العقيدة الذين أخلصوا لقضية الحسين أمثال السيد الحميري ودعبل الخزاعي اللذين ذكر لهما شعر عاطفي.
وقد استوحى الشاعر نزار قباني الرمز الحسيني في مواطن عدة من شعره في شكل لافت. فهو ماثل في ذهنه كلما مر بتجربة محزنة أو مأسوية ذاتية أو عامة. مثلاً حينما يرثي شخصية سياسية أو أدبية معروفة، وحين يرثي ابنه أو زوجه، وحين يعرض أحزانه وأشجانه، وحين يستحضر مآسي الحروب العربية مع الصهاينة، والقهر والقمع الذي يرزح تحته المواطن العربي وغير ذلك.
يقول في رثاء توفيق ولده الشاب الذي توفي في ريعان شبابه وتركت وفاته جرحاً غائراً في قلب الشاعر:


لأي سماء نمد يدينا؟
ولا أحدٌ في شوارع لندنَ يبكي علينا
يهاجمنا الموت من كل صوب
ويقطعنا مثل صفصافتينْ
فأذكر، حين أراك، عليّا
وتذكر، حين تراني، الحسينْ(1)

ثم تهزه من الأعماق حادثة مصرع قرينته بلقيس في انفجار ضخم في بيروت ابان الحرب اللبنانية، وتزلزل كيانه، فيكتب لها قصيدة بديوان كامل، ولا يضمد جراحه إلا الدماء والدموع التي سالت في ثرى كربلاء، يقول (2):


فالخنجر العربي .. ليس يقيم فرْقاً
بين أعناق الرجالِ
وبين أعناق النساءْ
بلقيسُ:
إن هم فجروكِ .. فعندنا
كل الجنائز تبتدي في كربلاءَ
وتنتهي في كربلاءْ
لن أقرأ التاريخ بعد اليوم
إن أصابعي اشتعلتْ
وأثوابي تغطيها الدماء
ها نحن ندخل عصرنا الحجريَّ
نرجعُ كل يومٍ، ألف عامٍٍ للوراءْ ...

ورغم أن الشاعر قباني يكره الغموض الذي درج عليه كثير من شعراء الحداثة، فهو يعبر بالصور الفنية الواضحة المفهومة لأوسع شريحة من القراء، فإن صوره تلك تكتنز معاني عميقة وتحليلاً فنياً يربط الأحداث الواقعة والمعاصرة بجذورها التاريخية التي بدأت بنهر الدم المسفوح على صعيد كربلاء، والذي لم تأخذ الأمة منه العبر فتكرر المآسي نفسها، ويحكمها الطغاة نفسهم، وتثار فيها الفتن المذهبية ذاتها، وهذا دليل تراجع حضاري واضح. والغريب أن الشاعر ذكر موضوع الذبح من الأعناق كصورة فنية بحتة، ولو كان حياً اليوم لرأى كيف أن بعض الجماعات يطبق ذلك عملياً وتبثه تفاصيله للعالم بالصوت والصورة مع "التكبير" و"التهليل"!

أحزان كربلاء والقهر السياسي

حينما تتصفح شعر نزار تجد أن فيه مساحة كبيرة للقهر الذي يعاني منه المواطن العربي سياسياً وفكرياً واجتماعياً، لكن قصيدة (لماذا يسقط متعب بن تعبان في امتحان حقوق الإنسان) جسدت معاني القمع وانتهاك حقوق الإنسان العربي بشكل جرئ وبارع، يثير مآسي وأحزان عاشوراء، يقول (3):


مواطنون.. دونما وطنْ
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمنْ
مسافرون دون أوراقٍ
وموتى دونما كفنْ
نحن بغـايا العصر، كل حاكمٍ
يبيعنا، ويقبض الثمنْ!!
****
مواطنون نحنُ في مدائن البكاءْ
قهوتنا مصنوعة من دم كربلاءْ
حنطتنا معجونة بلحم كربلاءْ
طعامنا، شرابنا
عاداتنا، راياتنا
صيامنا، صلاتُنا
زهورنا، قبورُنا
جلودنا مختومة بختم كربلاءْ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إنه وطن سُلبت منه الفرحة، فمدنه تعيش حزناً مقيماً ونواحاً دائماً بسبب ما يعانيه المواطن من ذل وهزائم وقهر وهوان، حتى صار الحزن الكربلائي يلقي بظلاله على كل شيء، ويستشعره العربي في طعامه وشرابه، في صيامه وصلاته وشؤونه الأخرى. فكربلاء لم تعد تخص طائفة دون أخرى بل شعور عام يجسد الحزن النبيل والتوق للخلاص والحرية. إن الشاعر يعيد قراءة مأساة الحسين بشكل يبعد بها أن تكون مجرد واقعة تاريخية أو قضية تخص مذهباً بعينه، إنها قضية العربي بل الإنسان حين يحيط به المستبدون ويخيرونه بين التنازل عن كرامته وإرادته الحرة أو الموت قتلاً أو سجناً أو جوعاً وتشرداً، فإذا تنازل مات ميتة الجبان حتى وإن بقي حياً، وإذا رفض مات ميتة الشجعان، وبين هذا وذاك تعيش الملايين هائمة على وجوهها لا تعرف من أمرها شيئاً، وأكثرها لا يدري ما يفعل. ومن رجع إلى درس كربلاء وتأمل فيه كما تأمل الشاعر يفهم حقيقة الوضع وأسرار المحنة التي نعيشها. يقول نزار في تلك القصيدة:


لساننا مقطوعْ
ورأسنا مقطوعْ
وخبزنا مبللٌ بالخوف والدموعْ
إذا تظلمنا إلى حامي الحمى
قيل لنا: ممنوعْ
وإن تضرعنا إلى ربّ السَما
قيل لنا: ممنوعْ
وإن هتفنا:
يا رسول الله، كن في عوننا
يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوعْ
وإن طلبنا قلمَاً
لنكتب القصيدة الأخيرهْ
أو نكتب الوصية الأخيرهْ
قبيل أن نموت شنقاً
غيروا الموضوع(4)

إنها صورة قاتمة ومرعبة تجسد المشهد العربي الراهن، حيث لا يمكن التفاعل مع ما تحدثه من فجيعة وأسى إلا بحزن كربلائي عميق لا يفتأ الشاعر قباني أن يعود إليه كلما انفعل بقضية مأساوية من قضايا الوطن.

جراح الحسين وحرب حزيران - يونيو- 1967

مر شعر نزار بعد حرب الخامس من حزيران - يونيو- 1967 بمنعطف حاسم، اذ كان لتلك الحرب وقع الصاعقة على الشعراء العرب بعامة، وعلى شعر نزار بخاصة. لأن الحلم القومي بعودة الحق لأهل فلسطين وهزيمة الكيان الصهيوني الغاصب، والذي راودهم منذ نكبة 1948 وضياع فلسطين، تبدد في بضعة أيام، حين هُزمت الجيوش العربية لدول الطوق، واحتلت إسرائيل كل مساحة فلسطين بالإضافة إلى أراضي دول عربية أخرى!
ولذا أضحى نزار أكثر التزاماً بقضايا أمته القومية والسياسية، وأصبح الشأن السياسي جزءاً لا يتجزأ من شعره، بل يحتل فيه مساحة عريضة. وكانت قصيدة: هوامش على دفتر النكسة، التي كتبها بعد نكبة حزيران هي المؤشر على المرحلة الجديدة التي خطا إليها، وقد بدأها بقوله (5):


أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغة القديمة
والكتب القديمة
أنعي لكم
كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة
ومفردات العهر، والهجاء، والشتيمة
أنعي لكمْ
أنعي لكمْ
****
نهايةَ الفكر الذي
قاد إلى الهزيمة

وفي هذه القصيدة يؤشر نزار إلى المرحلة الجديدة التي ابتدأت في مسيرته الشعرية، والتي تحول فيها من كتابة شعر العاطفة والغزل وقصائد الحب المترفة إلى كتابة القصائد السياسية الحادة التي تستثير الهمم وتنبه الى الأخطاء، وتمارس النقد للحاكم والمحكوم، يقول:


يا وطني الحزينْ
حولتني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتب شعر الحب والحنينْ
لشاعرٍ يكتب بالسكينْ

إن هذا الشاعر الذي يكتب كلماته بالسكين يتوق إلى رمز يجسد آماله وآلامه وطموحه في الخلاص من الواقع المرير، فوجده في إمام ثائر كتب ملحمة البطولة والفداء بدمه يوم صرخ في وجه الجلادين: "هيهات منا الذلة"، فكانت ملحمة كربلاء التي تزداد تألقاً وتوهجاً عبر العصور.
ما زلت أذكر يوم حل الشاعر قباني في العراق مشاركاً في مهرجان الشعر التاسع في ربيع 1969، وكان الشعب العراقي والشعوب العربية بعامة تعيش آثار النكسة وانعكاساتها الرهيبة، ورغم كثرة الشعراء المشاركين في المؤتمر، فإننا توقعنا أن يقول نزار شيئاً مختلفاً كعادته، فقد ألقى قصيدة عمودية همزية في أكثر من مئة بيت عبّر فيها عن مشاعر الحزن والغضب والرفض والدعوة للرد على الهزيمة والثأر من المعتدين، وقد بدأها بالترحيب بالعراق وذكر جراحات الحسين فقال (6):


مرحباً يا عراق جئت أغنيك
وبعض من الغناء بـكاءُ
مرحباً مرحباً أتعرف وجهاً
حفرته الأيام والأنــواءُ
****
سكن الحزن كالعصافير قلبي
فالأسى خمرةٌ وقلبي الإناءُ
أنا جرحٌ يمشي على قدمـيهِ
وخيولي قد هدَّها الإعـياءُ
فجراح الحسين بعض جراحي
وبصدري من الأسى كربلاءُ
وأنا الحزن من زمان صديقي
وقليلٌ في عصرنا الأصدقاءُ

وقد لاقت قصيدة نزار ترحيباً كبيراً من الجماهير وكانت قصيدة المهرجان من دون منازع، رغم أن البعض استنكر على الشاعر ادعاءه أن جراح الحسين هي بعض جراحه، ولا أعتقد أن الشاعر يقصد ذلك في قرارة نفسه، ولكنها مبالغات الشعراء التي لا تُعد ولا تحصى، والتي يجب أن تدرس طبقاً لمعايير فنية ونفسية وليس طبقاً لقواعد اللغة والخطاب المباشر، ودونك قول المتنبي:


أي محــل أرتـقــي أي عظــيم أتقي
فكل ما قد خلق الله مـا لــم يخلـقِ
محتـقرٌ في همــتي كشعرة في مفرقي!

فهذا غلو في التعبير وليس حقيقة صرفة، وعلى هذا الأساس يجب أن نفهم أبيات قباني السابقة.

أيلول الأسود ووفاة عبد الناصر: أيامنا كلها كربلاء

حينما شبت المعارك الضارية في الاردن في أيلول الأسود العام 1970، بذل الرئيس جمال عبد الناصر جهوداً مضنية لإيقافها وإطفاء نار الفتنة، الأمر الذي أثر على صحته فتوفي في أيلول -سبتمبر- 1970، بعدما جمع طرفي النزاع في مؤتمر القمة في القاهرة. وقد رثاه نزار معتبراً وفاته امتداداً لاغتيال الأئمة والأولياء في تاريخنا العربي الذي تلونه الدماء، فقال (7):


قتلناكَ ..
ليس جديداً علينا
اغتيال الصحابة والأولياءْ
فكم من رسولٍ قتلنا...
وكم من إمام ذبحناهُ
وهو يصلي صلاة العشاءْ
فتاريخنا كلهُ محنةٌ
وأيامنا كلها كربلاءْ

لقد كتب على هذه الأمة أن يفتك شِرارُها بأحرارها، حتى عاد تاريخها كله محَن وفتن، وأيامها كلها كربلاء!

في رثاء عميد الأدب العربي

لقد توفى عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بعد حرب تشرين -أكتوبر- 1973 فرثاه بقصيدته الشهيرة "حوار ثوري مع طه حسين"، لكنه لم ينسَ الإمام الحسين ومشهده في مصر، حيث يستظل بحماه الذي يعتبر القلب النابض للقاهرة التاريخية (قاهرة المُعِز) فيقول(8):


ضوء عينيك أم هما نجمتانِ
كلهم لا يرى وأنت تراني
يا أميرَ الحروف ها هي مصرٌ
وردةٌ تستحمُّ في شرياني
إنني في حِمى الحسين
وفي الليل بقايا من سورة الرحمنِ
تستبد الأحزان بي فأنادي
آه يا مصرُ من بني قحطانِ
****
شهيد كربلاء وفدائي فلسطين

أشرنا سابقاً إلى أن عدداً من الشعراء العرب انطلقوا من مأساة كربلاء لتصوير بعض ما جرى على الشعب الفلسطيني من مجازر وتهجير وسبي. فمشاهد ضحايا دير ياسين وكفر قاسم وقبْية وغيرها تذكّر بضحايا واقعة الطف، وقوافل اللاجئين الذين هُجِّروا من ديارهم والهائمين على وجوههم في البراري تذكّر بسبايا آل البيت النبوي وهنّ يتنقلن من بلد إلى آخر، ويتفرج عليهنّ القاصي والداني كما ذكر المؤرخون الثقاة وأرباب المقاتل.
وجاءت حرب حزيران 1967 لتعمق الجراح التي لم تندمل منذ نكبة 1948. ولذا حينما برزت ظاهرة العمل الفدائي الفلسطيني كرد على تلك الحرب تفاعل معها قباني، وكرّس لها الكثير من قصائده. ففي قصيدته "منشورات فدائية على جدران إسرائيل" يقول:


نأتي..
بكوفياتنا البيضاء والسوداءْ
نرسم فوق جلدكمْ
إشارة الفداءْ
من رحم الأيام نأتي كانبثاق الماءْ
من خيمة الذل التي يعلكها الهواءْ
من وجع (الحسين) نأتي ..
من أسى فاطمة الزهراءْ..
من أُحُدٍ، نأتي، ومن بدرٍ..
ومن أحزان كربلاءْ
نأتي.. لكي نصحح التاريخ والأشياءْ
ونطمس الحروف في الشوارع العبرية الأسماء (9)

لقد ولد هذا الفدائي من بين المعاناة وخيام اللاجئين التي تسف فيها الرمال والتي صممت لإذلال شعب كريم، إنه يختزن آلام الحسين وأحزان كربلاء وانتصارات واقعة بدر الكبرى وصمود المسلمين في أحد، ليحولها إلى صرخة حق وانتفاضة ثأر تعيد كتابة تاريخ فلسطين الذي حاولت الصهيونية طمسه، وكتابة تاريخ عبري مزوَّر.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحسين وكربلاء في شعر نزار نزار القباني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الاصلاح الثقافية  :: ::...ll[ الــأقـــســـام الادبيـــــــــة ]ll...:: :: منتدى الشعر العربي الفصيح-
انتقل الى: