بوتين اول رئيس اجنبي يستقبله بوش في منتجع العائلة
التوترات بين واشنطن وموسكو وصلت الى اعلى مستوياتها بسبب الخطط الاميركية لنشر درع صاروخية في اوروبا.
كينيبونكبورت (الولايات المتحدة) - من لوران لوزانو
يسعى الرئيسان الاميركي جورج بوش والروسي فلاديمير بوتين لاطلاق محاولة جديدة لاصلاح العلاقات المتوترة بين بلديهما في لقائها في منتجع عائلة بوش الساحلي في المدينة الواقعة في ولاية ماين الاحد. وصرح مسؤول بارز في الادارة الاميركية ان "الرئيس الاميركي رغب في عقد الاجتماع بهذا الشكل المختلف بحيث يأخذ شكل المشاورات غير الرسمية (...) في غياب الكثير من الموظفين، وفي جو اكثر استرخاء". ووصلت التوترات بين البلدين اعلى مستوياتها في الاسابيع الاخيرة بسبب الخطط الاميركية لنشر درع صاروخية في اوروبا. وقال المسؤول انه تم اختيار منتجع العائلة في كينيبيكبورت في ولاية ماين الشمالية الشرقية "بحيث يمكن للرئيسين ان يناقشا العلاقات بينهما وفرص التعاون المسائل المثيرة للتوتر". الا ان ايا من الطرفين لم يظهر اية رغبة في تقديم تنازل كبير قبل الاجتماع غير الرسمي الذي يعد الثاني خلال هذا الشهر بين الرئيسين اللذين من المقرر ان تنتهي فترة ولايتهما العام المقبل. ولا توجد اجندة للاجتماع، الا انه من المرجح ان تهيمن عليه مسالة الدرع الصاروخية. وترغب الولايات المتحدة في نشر الدرع الصاروخية في جمهوريتين سوفياتيين سابقتين حيث ستنشر نظام رادار في جمهورية تشيكيا واجهزة اعتراض صواريخ في بولندا -- لحماية حلفائها الاوروبيين من دول لا تدور في فلك واشنطن مثل ايران. الا ان روسيا تعتبر الدرع الصاروخية تهديدا لها. وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف قبل الاجتماع ان "على روسيا ان تؤمن مصالحها (...) وهناك مرونة في اسلوبنا، ولكن هذه المرونة ليست بلا نهاية". واضاف "نحن لا نرى اي تهديد من ايران على الولايات المتحدة واوروبا في المستقبل المنظور". وفاجأ بوتين بلير في اجتماعهما في وقت سابق من الشهر الجاري باقتراح بديل لنشر الدرع الصاروخية في وسط اوروبا وهو استخدام محطة الرادار في اذربيجان. الا ان البيت الابيض التف على هذه الفكرة. وصرح مسؤول بارز "السؤال هو: ماذا يفعل نظام الرادار في اذربيجان، وما هي قدراته، وما هو الدور الذي يمكن ان يلعبه؟" واضاف "ان بناء مثل هذه الانظمة يستغرق وقتا طويلا، ولذلك فهناك وقت طويل للتحدث بهذا الشان". ويقول الخبراء ان ايا من الطرفين يبدو على استعداد للتسوية حول قضايا معينة مثل اقليم كوسوفو جنوب صربيا. وتدعم واشنطن سعي الاقليم الذي تسكنه غالبية من اصل الباني الى الحصول على الاستقلال. ومما يزيد من تعقيد الوضع ان روسيا والولايات المتحدة تستعدان لانتخابات رئاسية عام 2008. وقال مسؤول اميركي "ان الامر يتعلق برجلين يجريان حديثا هادئا وغير رسمي حول هذه المسائل كما سيتحدثان حول مسار العلاقة بينهما خلال الاشهر المتبقية على رئاستهما". واضاف ان اللقاء "سيغطي كذلك "كيفية التعامل مع مسالة العلاقات الاميركية الروسية في هذه الفترة الفريدة من الاجندة السياسية لديهم ولدينا". ويتعين على بوتين دستوريا التنحي بعد الانتخابات التي ستجري في اذار/مارس. الا انه يتوقع ان يحتفظ بدور سياسي قوي في روسيا. وصرح توني سنو المتحدث باسم البيت الابيض انه لا يتوقع ان تثمر محادثات الاحد عن "مبادرة كبيرة" او "اعلان جريء"، الا انه سيتناول عددا من المسائل الدبلوماسية المهمة ومن بينها كوريا الشمالية وايران والنزاع في الشرق الاوسط. ويعتبر بوتين اول رئيس اجنبي يستقبله بوش في منتجع العائلة الواقعة على تلة تطل على المحيط في منطقة تعرف باسم لوبستر التي يرتادها الرئيس لصيد السمك سيرا على خطى والده جورج بوش الاب. ومن المقرر ان يخصص الرئيسان وقتا للتسلية بين يومي الاحد والاثنين حيث سينضم اليهما جورج بوش الاب.