قوة ضاربة للرموز الدينية في العراق
الحكومة العراقية تتخلى عن حماية المتظاهرين وتُفشل مسيرة دعا اليها الزعيم الشيعي لزيارة المرقدين. ميدل ايست اونلاين
بغداد - قال إمام مسجد الكوفة الجمعة إن الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر اصدر رسالة وجهها الى اتباعه تقضي بالغاء دعوتهم لزيارة سامراء.
وقال الشيخ اسعد الناصري في خطبة الجمعة من مسجد الكوفة والذي يقع على بعد خمسة كيلومترات من النجف ان الزعيم الشيعي "اصدر تنبيها بإلغاء ذهابنا الى سامراء وذلك بسبب تخلي الحكومة عن حماية الزوار". وأضاف الناصري في خطبته التي حضرها الاف من اتباع الصدر "على الحكومة اذا كانت غير قادرة على حماية المواطنين فان عليها التنحي". ويعتبر مسجد الكوفة المكان الذي اعتاد فيه الصدر القاء خطبة الجمعة او من ينوب عنه. وكان الصدر المعروف بمواقفه المعادية للوجود الاجنبي في العراق قد دعا قبل اسبوعين اتباعه الى "الزحف" الى مدينة سامراء السنية وخاصة بعد تعرض ضريحي الإمامين العسكريين في سامراء الى هجوم مسلح في منتصف الشهر الجاري اسفر عن تهدم منارتي المسجدين. وتقع سامراء على مسافة 100 كيلومتر الى الشمال من بغداد وتعيش فيها اغلبية سنية. وجدد الصدر الخميس الدعوة لانصاره بالتوجه لزيارة المرقدين في سامراء في حركة تهدف الى الضغط على الحكومة من اجل الاسراع باعادة اعمار المرقدين اللذان تعرضا الى هجومين احدهما في فبراير\شباط من العام الماضي والاخر في منتصف الشهر الجاري. وقال بيان الصدر إن الزيارة "تهدف الى تقريب العراقيين بعضهم ببعض كاسرين الحواجز التي وضعها الاحتلال والتكفير". وأضاف البيان "نعول على العراقيين من عشائر ووجهاء وجهات رسمية ابداء حسن النية والتعاون لانجاح هذه الزيارة كي تكون نقطة تحول في العلاقات المتصدعة وللتأكيد ان من قام بتفجير المرقدين (في سامراء) لا يرضيه تحقق الزيارة لذلك سيحاول جاهدا منعها". لكن اطرافا سياسية وحكومية ودينية بعضها سنية دعت الصدر الى التخلي عن دعوته بسبب استمرار تردي الوضع الامني واحتمال استغلال الحادثة وتسيسها لغايات بعيدة عن اهدافها. وقال بيان الصدر انه لا يهدف من هذه الزيارة "الا التقارب والمودة واظهار ان اصل السنة هم من محبي اهل البيت". وكانت الحكومة العراقية طالبت في اول رد فعل رسمي لها امس الخميس الصدر بالتخلي عن دعوته والغاء الزيارة والتريث الى حين اتمام عملية الانتهاء من عملية تأمين الطريق الرابط بين بغداد وسامراء. وقال البيان ان الحكومة تحرص "على أن يؤدي المواطنون من مختلف الاديان والمذاهب شعائرهم الدينية وزيارة العتبات المقدسة بصورة امنة". واضاف البيان "ان توفير الحماية الكافية للطريق بين بغداد وسامراء والمناطق المحيطة به وتطهيره من المنظمات الارهابية يحتاج الى فترة زمنية مناسبة". ومضى البيان يقول "وفي الوقت الذي نقدر فيه مشاعر المواطنين بالتوجه نحو مدينة سامراء بمسيرة سلمية نعلن ان عملية استكمال تأمين الطريق الى المدينة لم تتم بعد وفق التقارير الواردة من القادة الميدانيين في المنطقة." وكانت الحكومة العراقية قد وقعت الاسبوع الجاري في العاصمة الاردنية عمان عقدا مع منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة ( اليونسكو) واحدى الشركات التركية لاعادة بناء المرقدين.