كي لا يكون ثمن النجاح مريراً .. ضعوا أطفالكم في أولويات اهتم

size=9]الظروف الاقتصادية الصعبة تدفع كلا الزوجين إلى سوق العمل ، ومع الانشغال المستمر ورغبة الطرفين في تحقيق النجاح قد يسقط الأبناء من حسابات الأبوين .

تؤكد الدكتورة مي شهاب الأستاذ بمركز البحوث التربوية ، أن ثمن نجاح الأب أو الأم يدفعه الأبناء أو أحد الطرفين ، ويكون هناك قصور من أحدهما تجاه المنزل والأبناء ويكون هذا قصور في السلوكيات ولا يري أحدهما التزاماته ولا يعرف أي منهم معني الأسرة ويرمون بنتائج هذا الجهل علي ما يسمي "ثمن النجاح" وهذا نوع من الفشل.

مشيرة ، بحسب صحيفة "الجهمورية" ، إلى أسر يكون النجاح سمة أساسية في كل مجالات الحياة فالأب والأم يتمتعان بالنجاح في عملهما وبالتالي في التعامل مع أبنائهما فالنجاح طبع في الشخص وأسلوب حياة، فالأب الناجح في عمله يكون قدوة لكل أفراد الأسرة والأم كذلك التي تعرف حلاوة النجاح تسعي لإنجاح زوجها وأبنائها، وهؤلاء هم من عندهم الشعور بالمواءمة ويضعون أولويات في حياتهم ويرتبون حياتهم بنظام يتسم بالاتزان فعندما ينجح أحد الأفراد يقف الجميع بجواره.

ثمن النجاح
=======

أما الدكتور حامد زهران أستاذ الصحة النفسية بعين شمس ، فيرى أن من يرد النجاح يخطط له ويجعل الأهداف ممكنة التحقيق، فالثمن الذي يدفع وسيلة لتحقيق الهدف ولابد من ترشيده وبذل الجهد والعرق والتعب حتي يتحقق النجاح فالأم لكي ينجح الأبناء تسهر الليالي وتخسر من وقتها وصحتها، وتنصح كل فرد بالقيام بدوره الاجتماعي علي أكمل وجه.

التربية لا تعني الرفاهية
=============
غالباً ما يتعلل الآباء بانشغالهم عن أطفالهم من أجل تأمين مستقبلهم المادي متناسيين أن المال لا يقوم سلوكاً ولا يعوض الأطفال حنان الأبوين .

لقد أثبت الطب النفسي فشل هذا الأسلوب في تربية الأبناء ، مؤكداً أن الأسلوب الأصح للتربية هو الحوار لأنه يشبع حاجة الطفل من الاهتمام والرعاية ، حيث أشارت الدراسات التربوية إلى أن 75% من الأطفال لا يحصلون على الرعاية الكافية من الأبوين! وترجع الهيئات الاجتماعية الأمراض النفسية والميول العدوانية والفشل في الدراسة لدى الأطفال إلى عدم وجود من يستمع إليهم.

يؤكد "يعقوب الشاروني" الحائز على جائزة أفضل كاتب للأطفال، وصاحب سلسلة "كيف نربي أطفالاً؟" أهمية الحوار مع الأطفال وكيفية تنمية ذكائهم من خلال ذلك.

في دراسة من إعداده ، أشار الشاروني إلى أن "ثلث الأطفال فقط يحصلون على الرعاية الكافية من الأبوين، علماً أن نمو عقل الطفل يعتمد على ثلاثة عناصر أساسية تتمثل في: تزويده بالخبرات الحسية المتنوعة الغنية في كل لحظة من حياته، والتشجيع والمشاركة".

ومعلوم أن الحديث إلى الطفل ضروري لتنمية عقله وذكائه، إذ لا يكفي تعريض حواس الطفل إلى خبرات كثيرة متنوعة بل على الحاضن أو الحاضنة أن تتحدث مع الطفل بصفة مستمرة عما يراه أو يسمعه أو يلمسه أو يشمه أو يتذوقه. وإذا لم يتم هذا الحديث ويتنامى، فلن يحصل الطفل على حقه في الاستماع إليه من الراشدين، فسيصاب بالأمراض النفسية والفشل الدراسي والميول العدوانية.

في النهاية ينصح خبراء علم الاجتماع الأبوين بضرورة المشاركة والتعاون وتعليم الأولاد منذ الصغر الاعتماد علي النفس وتحمل المسئولية وتفهم طبيعة عمل الأب والأم ، وهذا مطلوب أكثر من الأم العاملة مع تطبيق نظرية التوفيق ما بين القدرات والمطالب والأنشطة بقدر ما تسمح به الظروف مع تنظيم الوقت ، ومراعاة الزوجين لظروف عمل الآخر دون الانشغال المستمر عن الأبناء.