الى / مجلس محافظة ذي قار الموقر والسيد محافظ ذي قار المحترم .. تره طكت ارواحنا !! كتابات - علي عبد النبي الزيدي
اولا : لا ادري ما الذي يجعلني مرة اخرى اقف لوحدي امام فخامة وعظمة مؤسسة السلطة الرسمية عندنا في الناصرية ، ولا ادري لماذا ادعي بانني املك عضلات ادبية من شأنها ان تصرخ بوجه المسؤول المحلي هنا ، ولا ادري لماذا ينظر اليّ البعض كاحد فرسان القرن الثامن عشر في حين صفعة واحدة من شرطي بائس تكفي لمسح كل كتاباتي دفع ة واحدة من رأسي الصغير ، ومرة اخرى اقف لوحدي ! ومرة اخرى يتركني ابناء الناصرية في الميدان وحدي ، ومرة اخرى اصرخ في هذا القعر لوحدي ، ومرة اخرى اكتب اسمي الصريح في مقالتي هذه موضحا للمسؤول ايا كانت انتماءاته وقوة الجيش والشرطة التي تقف وراءه : ان وضع الناصرية الخدمي لا يمكن السكوت عنه ابدا ، ابدا ، ابدا ...
ثانيا : عندما تستمع لجلسات مجلس محافظة ذي قار الصاخبة دائما وابدا ستجد ان الحياة هنا ( كمرة وربيع ) وانهم العيون والقلوب والارواح الساهرة حتى مطلع الفجر من اجل ان يوفروا كل ما من شأنه ان يكون سببا في رفاهنا وراحتنا وسعادتنا وتحقيق الامنيات والاحلام والرغبات والتطلعات . ننام ويسهرون ، يجوعون ونصاب بالتخمة ، يبكون من اجلنا ونضحك كثيرا ، يعطشون من اجل ان نشرب ماءا صافيا ونقيا يأتي لبيوتنا في الليل والنهار .
ثالثا : ان اية مشكلة عندنا في الناصرية هي ليست سوى مشكلة ( الميزانية ) غير الكافية التي حددتها حكومة المالكي للناصرية ، انها ام المشكلات ، وهذا كله صحيح . لعنة الله على الميزانية وبلنص وكل الادوات الاحتياطية التي لم توفرها حكومتنا لارواحنا التعيسة .
رابعا : عندما تستمع للسيد محافظ ذي قار المحترم عبر قنواته الاعلامية ، عليك ان تصغي لقائمة طويلة وعريضة للانجازات العظيمة والمشاريع المنفذة وقيد التنفيذ في الناصرية وبالتأكيد تحتاج الى عدة ساعات حتى ينتهي من سرد هذه القائمة ، تصعد روحك الى السماء وتشعر بانك اجمل واروع واسعد مخلوق في الارض وان مدينتك الناصرية هي مدينة قطعت من الجنة وجلبت الى الارض . ولكنه يختمها بـفقر (الميزانية ) اللعينة ايضا ، وانه طالما طالب حكومة المالكي ان تخصص ميزانية اكبر للمحافظة ولكن لا احد يصغي له ولمطالبه ، خاصة وانه مدينة مثل الناصرية تحتاج الى ميزانية مضاعفة لكي تكتمل الجنة فيها . ولا املك سوى ان اقول له شكرا جزيلا لقائمتك الطويلة والعريضة ، والف لعنة على الميزانية .
خامسا : لا ماء ، لا كهرباء ، لا خدمات اخر ، لابنزين ، لاأمان لا( عيشه زينه ) هذا هو العراق الجديد في الناصرية ، وكل ذلك له علاقة وطيدة بالميزانية ، وسأتفق جدلا ان الازمة في هذه المبالغ المخصصة للناصرية ، وانها غير منصفة ، والسادة اعضاء مجلس المحافظة والمحافظ ومدراء الدوائر الخدمية يقفون امامها عاجزين ، وللامانة يصرفون من جيوبهم على ابناء الناصرية !
سادسا : بما ان الناس هنا قد انتخبوكم ( المجلس والمحافظة ) لذلك امامكم مسؤوليات كبيرة وكثيرة يلزم ان
تكونوا بحجمها ، وبحجم الثقة التي التي اعطاها لكم ابناء هذه المدينة .
سابعا : ومع تفاقم ازمات الخدمات الخانقة ، الصورة كما يلي :
1- لااحد ينام من ابناء الناصرية في الليل بسبب غياب الكهرباء .
2- لا احد يغسل وجهه او يغتسل بسبب شحة الماء في اغلب مناطق الناصرية .
3- القمامة بدأت تصعد الى غرف نومنا ، بعد ان غرقت بها الناصرية .
4- كثرت مشكلات البيوت بين الزوج وزوجته بسبب عدم وجود ماء في البيوت ، وقد تتفاقم الازمة فيحدث الطلاق وسواه .
5- اصيبت اجسام الكبار والصغار بالحموضة ( لان خيّرهم لم يغتسل منذ ثلاثة ايام )
6- ازمات البنزين تصعد اسعار الفواكه والخضروات للقمة ، وتجعل الفقراء وما اكثرهم ( يتغدون ما يتعشون )
7- يحلم اهل الناصرية بالماء ( يحلمون ) ووصلت احلامهم ان يأتي الماء من نهر الفرات هكذا بلا تعقيم ولا كلور ولا موظفين وعمال . من النهر مباشرة وكلهم والله العظيم ( قابلين ثم قابلين ) لانهم يريدون ان يغسلوا وجوههم عندما يستيقظون في الصباح . ( والله ومحمد وعلي قابلين ) ! واسألوا ابناء منطقة الاسكان الصناعي الذين نسوا شكل الماء !
8- كل اعضاء مجلس المحافظة والمحافظ والمعاونين عندهم كهرباء وطنية او غير وطنية ( ديزل ) وعندهم الماء الصافي جدا جدا جدا ، هذا لان ابناءهم ( النظيفين ) افضل من ابنائنا الوسخين وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها .
ثامنا : ما الذي يجعلكم تستمرون بالجلوس على كراسيكم وقد انتخبتكم الناس ليومهم الاسود . ولله الحمد كلهم سود في سود ! واذا كانت المشكلة الاساسية هي ( الميزانية ) ولم تجدوا الانوف والعيون والافواه والاذان الصاغية في حكومة بغداد .. الحل الامثل هو ان تقدموا استقالات جماعية كلكم ( اعضاء المجلس والمحافظ ومدراء الدوائر ) وتعلنوا وامام الفضائيات عن فراغ اداري لكي تحرجوا مجلس الوزراء والبرلمان في بغداد ، ومن شأنه ايضا جعل الحكومة تنتبه لكم ولمدينتكم من جهة ، ومن جهة اخرى تكسبوا احترام الناس لكم وتحافظوا على ماء الانتخابات التي وضعتكم في قمة المسؤولية .
تاسعا : اعرف ان احزابكم المحترمة لن ترضي بفعل كهذا ، وستصف هذه ( الاستقالات ) بالعمل الارهابي الموجه ضد الحكومة وضد السياسة الامريكية في العراق الجديد والنظيف .
عاشرا : كثر اللوم والعتاب وما من مجيب امام صرخاتي وصيحاتي المستمرة ، ولانني اعرف ان ابناء الناصرية اصيبوا بخدر جماعي وبات احدهم لا يملك سوى ان يتحدث مع نفسه او امام المرآة او في حدود غرفته الصغيرة ، واعرف بانهم سيخذلونني كما خذلوني في المرة السابقة وقد نزلت علي صاعقة السيد محافظ ذي قار لوحدي من اجلهم ، ولم يحركوا ساكنا ، اعرف ذلك ، ويكفيني ان الله معي دائما وابدا لانه الاعرف باخلاصي ووفائي وايماني .
احد عشر : ذنبنا اننا ولدنا في وطن يقتلنا كل لحظة او هذا ما نشعر به بسبب القحط والتقشف والجوع والعطش الذي كان وراءه المسؤول طبعا ، وقدرنا الاعوج والاعرج جعلنا نعيش في وطن اسمه العراق اعطيناه كل شيء ولم يعطنا اي شيء ، واعرف جيدا ان حياتنا هنا هي مجرد عقوبة طويلة الامد علينا ان نتحملها رغما عن انوفنا الطويلة .
اثنا عشر : من منطلق الحرص والمحبة اقترح ما يلي :
1- على اعضاء مجلس المحافظة ( جملة ومفرد ) تقديم استقالات ، بعد ان فشلوا في توفير اجواء وقرارات مناسبة من شأنها الارتقاء بواقع هذه المحافظة .
2- على السيد محافظ ذي قار تقديم استقالته بسبب عدم قدرته في ادارة امور المحافظة ، فهي من سيء الى اسوأ .
3- تغيير مدراء دوائر الدولة الخدمية خاصة الماء والكهرباء والمجاري والبلدية والاستعانة بخبرات مستقلة وبعيدة كل البعد عن المحاصصات التي احرقت يابس المدينة واخضرها .
4- تغيير الكادر الاداري والفني في مقر محافظة ذي قار .
ثالث عشر : كل ما تقدم اقوله للامانة التأريخية ، للمستقبل القريب ، حتى لا تتحول الناصرية بسبب سوء الخدمات الى مدينة ساخنة ، والبصرة التي تحترق هذه الايام خير مثال في ذلك وهي الاقرب لنا من حبل الغسيل .
رابع عشر : اقول قولي هذا ولا استغفر لاي احد ولا ادعو للساكتين حتى دعوة صغيرة بل ادعو عليه بالانتقام لانه يرفع شعار ( انا شعليه ) .
كتب في الناصرية 27/5/2007