هل يخفف الاتفاق لهجة الحرب الكلامية على الاقل؟
محللون لا يتوقعون نتائج مثمرة لمحادثات السفيرين الإيراني والأميركي الاثنين في بغداد حول أمن العراق.
تبدأ الولايات المتحدة وايران الاثنين في بغداد الحوار الاكثر اهمية بينهما منذ 27 عاما لكن كلا من الدولتين حددت اهدافا متواضعة لهذا الحوار عن طريق حصر محادثاتهما بالوضع العراقي. وسيلتقي السفير الاميركي في بغداد ريان كروكر صباح الاثنين السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي. واكدت الدولتان اللتان لا تقيمان علاقات دبلوماسية بينهما منذ 1980 مشاركتهما في اللقاء. ولم يكشف عن مكان اللقاء لاسباب امنية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي ان اللقاء سينعقد في "مبنى حكومي عراقي"، من دون ايضاحات اضافية. وقد يشارك مندوب عراقي في بداية المحادثات التي ستتواصل في وقت لاحق بشكل ثنائي بين الطرفين المعنيين. ولن يصدر اي بيان عن اللقاء. الا ان كروكر قد يعقد في وقت لاحق مؤتمرا صحافيا في السفارة الاميركية في بغداد. ويأتي هذا اللقاء اثر حديث عابر قصير حصل في شرم الشيخ في بداية ايار/مايو بين وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الايراني منوشهر متكي على هامش المؤتمر الدولي حول العراق. وقال علي الدباغ المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ان "علاقات سيئة بين البلدين (ايران والولايات المتحدة) لا تخدم العراق والعراق دفع ثمن التوتر بينهما". وتتهم واشنطن طهران بتسليح الميليشيات بهدف زعزعة استقرار العراق والسيطرة عليه. واكدت طهران من جهتها عدم امكان اعادة الامن الى العراق الا بعد رحيل القوات الاميركية. ورغم رمزية هذا اللقاء، فان ابعاده الواقعية ستبقى محدودة لا سيما ان الدولتين اكدتا مسبقا ان محادثاتهما لن تتناول الا موضوع الامن في العراق. وقال كايسي "قررنا القيام بذلك لمساعدة الحكومة العراقية على معالجة مصادر القلق الذي تشعر به والذي نشاطرها اياه حول امن العراق وحول بعض الانشطة المضرة التي تقوم بها ايران هناك". واضاف ان اللقاء "ليس منتدى لمناقشة امور اخرى". وشدد المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي من جهته على ان المحادثات تهدف فقط الى تذكير الاميركيين "بواجبهم كمحتلين". وقال خامنئي ان "الولايات المتحدة لا تلتزم بواجبها كقوة احتلال من اجل اعادة الامن الى العراق"، مضيفا ان الاميركيين "اوثقوا ايدي الحكومة العراقية ويحاولون الاطاحة بها ويدعمون الارهابيين". ويرى انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان اللقاء الاميركي الايراني الاثنين على مستوى السفراء يملك فرصا ضئيلة في ان يثمر. ويضيف كوردسمان الخبير في شؤون الشرق الاوسط، ان "العدائية التي اظهرتها ايران في شأن هذا اللقاء مع الولايات المتحدة المخصص للموضوع العراقي ذهب الى ابعد من التصريحات الاستفزازية وعمليات الابتزاز التي تسبق عادة مثل هذه اللقاءات". واشار كوردسمان الى اقدام ايران اخيرا على توقيف عدد من الباحثين والصحافيين الايرانيين الاميركيين المتهمين بالعمل على الاطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية. وقال "هذا تحذير قاس من ان الحوار مع الحكومة الايرانية سيقدم فوائد قليلة جدا على المدى القصير". وتعتقل القوات الاميركية في العراق منذ 11 كانون الثاني/يناير خمسة ايرانيين في اربيل (شمال). وتؤكد ايران انهم دبلوماسيون، بينما تشتبه واشنطن بتورطهم في امداد الشبكات المسلحة في العراق بعبوات متفجرة تتسبب باضرار كبيرة في صفوف الجنود الاميركيين.