امام جمعة الكوفة المقدسة: ان قمة بغداد ظلمت الشعب البحريني من خلال عدم طرح قضيتهم في جدول

شبكة الناصرية الفيحاء
متابعة:حميد الموســــوي

تصوير:جبار شبــــــــــــل

اقيمت
صلاة الجمعة في مسجد الكوفة المعظم بامامة فضيلة الشيخ عبد الهادي
المحمداوي والذي تطرق الى رسالة سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد القائد
مقتدى الصدر(اعزه الله) التي بعثها للمؤتمرين في القمة العربية التي اقيمت
في العاصمة بغداد .

اما الخطبة الاولى فقد خصصها فضيلة الشيخ للتحدث عن التوازن في شخصية الانسان المؤمن قائلا مامضمونه:
نحن نعلم ان طبيعة وجود الانسان في هذه الحياة طبيعة امتحانية وهذا الامتحان هو طبيعة الوجود .

والانسان
الذي لم يستوعب هذه الفلسفة ربما يصطدم اذا مر به بلاء معين، لكن
المؤمن باعتباره مستوعب لهذه الفكرة فلا بد ان يكون متزنا في ذلك سواء
اكان ذلك خيرا ام شرا ، لانه يعرف بأنه خلق للامتحان فمن هنا يتوازن سلوكه
ولا يخرج عن الحد الطبيعي، فنحن نرى قسما من الناس اذا مر به البلاء يخرجه
عن طوره بعكس المؤمن الذي يكون متوازنا وهذا الذي يعبرعنه القرأن الكريم
بـــــــــــ (بالحلم ) , والحليم ليس فقط الذي يمسك اعصابه ولا غضبه وانما
(الحلم )هوالتوازن الذي لا يخرج الانسان عن حده الطبيعي.

فاتزان
الشخصية من خصائص الفرد المؤمن . فينبغي على الانسان اذا مرت به النعمة
ان يتوازن في ذلك من حيث اخراج حق المحتاجين كما قال تعالى ( في اموالهم حق
معلوم للسائل والمحروم) وكذلك في حالة الشر ان يكون متوازنا ايضاً من حيث
عدم الجزع .

أما الخطبة الثانية فقد خصصها فضيلة الشيخ المحمداوي للتحدث عن موضوع انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد قائلاً:

لعل
الحدث الأبرز في العراق هو انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد وهذه
القمة لا تخلو من ايجابيات وسلبيات بنفس الوقت ويمكن تلخيصها بالنقاط
التالية :

أولاً : لقد تعرض انعقاد القمة لضغوطات كثيرة قبل
انعقادها داخليا وخارجيا بحجج إن العراق لا يمتلك السيادة على أرضه وأن
الأمن غير مستتب لحماية الوفود وإن الحكومة طائفية تمت بمباركة إيرانية
وهناك تشكيك في عروبة العراقيين وقوميتهم لكن الحكومة دأبت بعزم وشدة على
تنظيم القمة وحماية الوفود حتى أدى ذلك الى أن الحكومة حملت الشعب خاصة في
بغداد معاناة شديدة جداً في إجراءاتها الأمنية المشددة .

ثانيا :
ان هذه القمة تنعقد في ظرف دقيق ومرحلة تأريخية جديدة بسبب ما يطلق عليه
ثورات الربيع العربي وما تنتظره دول عربية من أحداث مستقبلية تأثرت بثورات
دول عربية أخرى وكان الحكام لا يتصورن حدوث تلك الثورات وبهذه السرعة
والنتائج ، وهنا نقول ان قمة بغداد هذه لا تشبه القمتين السابقتين الت
اقيمتا في بغداد عام 1978 و عام 1990 فقد كانت قمة 78 بقيادة أمريكا ودول
الخليج والتي هيأت صدام مابعد سقوط الشاه وبعد سنة من انعقاد القمة أخذ
صدام الهدام دوره في حرب ايران بمساعدة عربية ودولية للاجهاض على الثورة
الإيرانية وادخاله بحرب طالت حوالي الــــ( 8 )سنين دفع العراقيون فيها
ثمنا باهظاً ، أما قمة 1990 فقد هدد الهدام دول الخليج بما لحق به من
خسائر بسبب الحرب وبعد 66 يوماً من القمة دخل الكويت بعملية سريعة كلفت
العراق خسائر لا تعد ولا تحصى ، أما هذه القمة فانها عقدت تحت ضغط الشعوب
العربية الثائرة التي لها طاقات مؤثرة غيرت المشهد السياسي الذي يحكم
المعادلة بين الحاكم والمحكوم بعيداً عن اذلال الشعوب بما يحتم واجبا على
هذه القمة ان تنظر لمطالب حركات التحرير بعيداً عن كل تمييز ، لذا فان
التمثيل في هذه القمة ليس تمثيل الحكام مثلما كان في باقي القمم بل
اجتماعهم نزول عند رغبة الشعوب وتطلعاتها ضد الاستبداد وهذا المطلوب من قمة
بغداد التي انتظرنا منها ان تعكس صورة مغايرة لجميع القمم يكون فيها
المواطن العربي وتطلعاته هو القمة لا العكس .

ثالثا : على القادة
العرب أن يفتحوا صفحة جديدة مع العراق وشعبه ، هذا الشعب الذي أول ماسقط
دكتاتوره المجرم هرعت عليه بعض الحكومات العربية وأياديها التكفيرية وبدأوا
ينهشون بلحمه وجعلوا دماءه تسيل في كل شارع وزقاق ولكن يقف في كل مرة على
رجليه ويقول للعرب كما قال هابيل لقابيل ( لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما أنا
بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ) رغم كل الرماح التي
طعن بها ورغم كل القساوة التي تشبه قساوة أخوة يوسف لأخيهم يوسف .

وما
هذه القمة وبتكاليفها الباهضة من أموال الشعب العراقي وما تقديم الورد ومن
اطفالنا الى ممثلي العرب ألا دليل طيبة هذا الشعب وأصالته .

رابعاً
: أن الأمة العربية بحاجة للعراق وهو قلب العراق وهو الذي يعطي الهيبة
للأمة ومنذ الثمانينيات والقمم العربية لا تعرف سوى الشجب والاستنكار
والتنديد ولا يتمخض عن القمم السابقة الا حبرا على ورق وحتى أن اسرائيل
تستهين بالعرب عندما ترى قراراتها لا جدوى لها ولا تمتلك الا الشجب .

خامساً
: ان حكومتنا اكتفت بالمضي في ترتيب اجتماعات القمة بقبولها عدم طرح قضية
الشعب البحريني مع علم حكومتنا بأن ظلما كبيراً سيقع على شعب البحرين
الصابر وقبلت الحكومة بايقاع هذا الظلم مراراة لمشاعر أمراء الخليج
وانغماسا في رغباتهم وان كان على حساب الشعب البحريني الذي يعاني من القمع
والقتل وانتهاك الحرمات فنقول ان قمة بغداد ظلمت الشعب البحريني من خلال
عدم طرح قضيتهم في جدول اعمال المؤتمر .

سادساً : لقد أرسلت بعض
الحكومات وخاصة الخليج وفودا لا تليق بمستوى القمة وغير كفوءة بالمستوى
التمثيلي فلا يليق أن ترسل السعودية سفيرها في مصر بدلاً عن ملك السعودية
ليجتمع مع الرؤساء والأمراء .

سابعاً : لقد جاء اعتذار الوفد
التونسي في بغداد لشعب العراق من قيام بعض التونسيين بعمليات ارهابية في
العراق باعتباره دليلاً واضحاً بالاعمال الارهابية التي نفذتها أيادي
عربية وتحت عباءة حكام الخليج ليعيثوا في الأرض فساداً وإن كان هذا الإعلان
مرحب به الا انه لا يعني شيئاً مع هيمنة أمراء الجزيرة ودعاة الجهاد
المزيف .

ثامناً : كان يفترض بالغرب أن يطالب بجدية وشدة إخراجه من
البند السابع لا سيما بحضور الأمين العام وبمساعدة القادة العرب على ذلك
لكن مع الأسف مروا عليه مرور الكرام .

تاسعاً : بعد هذا كله نستطيع
القول وحسب المعايير السياسية فانه يعد انعقاد القمة على أرض بغداد هو مكسب
سياسي لأن يمثل نقطة تحول في علاقة العراق بمحيطه العربي ورجوع العراق الى
الصف العربي وهذا الحضور أعتراف ضمني برجوع العراق كعضو فاعل في الجامعة
العربية