منتديات الاصلاح الثقافية
اهلا وسهلا بكـ عزيزي الزائر في منتديات الاصلاح الثقافية اذا كانت زيارتك هذه هي الاولى الى منتديات الاصلاح الثقافية يمكنكــ الان الانضمام الى اسرة المنتدى ......
منتديات الاصلاح الثقافية
اهلا وسهلا بكـ عزيزي الزائر في منتديات الاصلاح الثقافية اذا كانت زيارتك هذه هي الاولى الى منتديات الاصلاح الثقافية يمكنكــ الان الانضمام الى اسرة المنتدى ......
منتديات الاصلاح الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 

 بريمر سلم السلطة للعراقيين قبل موعدها بيومين "الحلقة 25"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن ذي قار
ll مشـرف منتدى المواضيع الإسلامية ll
ابن ذي قار


المشـاركـات : 316
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 18/04/2007
نقاط : 298
السٌّمعَة : 0

بريمر سلم السلطة للعراقيين قبل موعدها بيومين "الحلقة 25" Empty
مُساهمةموضوع: بريمر سلم السلطة للعراقيين قبل موعدها بيومين "الحلقة 25"   بريمر سلم السلطة للعراقيين قبل موعدها بيومين "الحلقة 25" I_icon_minitimeالإثنين مارس 26, 2012 11:34 am




26/3/2012 12:00 صباحا


مذكرات رامسفيلد (المعلوم والمجهول)
بغداد - الصباح
كانت تلك حرباً لامتناظرة بأجلى صورها كما يقول رامسفيلد ويتابع سرده بقوله
( كان المتمردون ينتهكون قوانين الحرب طبعاً: فهم يستخدمون المدنيين كدروع
بشريّة، ويطلقون النار على المارينز من بيوت العراقيين في الأحياء السكنية
ويتحدّون المارينز أن يردّوا على النار، كذلك كانوا يكدّسون السلاح في
المساجد والمدارس والمستشفيات. سعى العدو لإقناع العالم بأن أميركا تستخدم
قّوتها باستهتار بلا تمييز أو تناسب.أما الأعضاء السنة في مجلس الحكم
العراقي، الذين كانوا يتطلعون لتولي زمام حكومتهم مع اقتراب موعد تسليم
السيادة في حزيران، فقد انطلقوا يعبّرون عن شدّة غضبهم من الهجوم الأميركي
على الفلّوجة ويضغطون على بريمر مطالبين بوقف إطلاق النار.
مشاركة عبر الفيديو
ويسترسل رامسفيلد ( في 9 نيسان 2004 شارك بريمر وأبي زيد وسانشيز في اجتماع
لمجلس الأمن القومي عبر الفيديو الآمن من بغداد، في حين حضرت أنا مع
الرئيس وباول ورايس في “غرفة الموقف”. قال بريمر موجهاً كلامه إلى الرئيس:
“إننا نواجه تهديداً حقيقياً من قبل الأعضاء السنة البارزين في مجلس الحكم “
ومضى يبين كيف أن هؤلاء الأعضاء يهددون بالإستقالة من المجلس وحلّه، ثم
أضاف مختتماً كلامه: “لقد وافقت على وقف العمليات لمدة أربع وعشرين ساعة ..
وهذا ليس وقفاً لإطلاق النار.”
ولكن الأمر بدا من وجهة نظري وقفاً لإطلاق النار بالضبط والتمام – بل أكثر
من ذلك أنه بدا استسلاماً. طلب مجلس الحكم العراقي منحه بعض الوقت لإجراء
مفاوضات، ولكني كنت أشك في أننا سنحصل على تنازلات حقيقية من جيش من
المتعصبين الذين أقسموا اليمين على ضرب الحكومة العراقية الجديدة، لذلك
أردت متابعة العمليات.
سألت: “ماذا سنفعل عندما يطلب المجلس العراقي تمديداً؟”
أجاب أبي زيد بسرعة: “أرتأي ألا نمنحهم ذلك.”
قاطعه بريمر: وأنا أيضاً أميل للموافقة، غير أننا لا نستطيع نفي الإحتمال
بالمرة، وفي اعتقادي أننا لا ينبغي أن نجيب اجابات نظرية.” إحجامه هذا
أعطاني مؤشراً على أن تمديد ما يسمى بوقف العمليات العدائية لمدة أربع
وعشرين ساعة بات بحكم المؤكد.
كنت أعلم أن رغبة بوش هي استئصال شأفة العدو ولكنه هو الآخر كان عليه
مراعاة الجوانب الدبلوماسية. قال متسائلاً: “كم يحتاج المارينز من الوقت
لإنهاء عملياتهم في الفلوجة؟”
رد أبي زيد: “ثلاثة أو أربعة أيام.”
قال بوش: “أخبروهم إذن أننا سنكون في حِل بعد أربعة أيام.” .
مناقشات في مجلس الحكم
ويبين رامسفيلد تفاصيل اكثر (بينما كان مجلس الحكم العراقي منهمكاً في
مناقشاته لزم جنودنا المارينز، الذي كانوا لا يزالون يتعرضون لإطلاق نار من
جانب العدو، مواقعهم إلا أنهم أوقفوا كل تقدّم. وعندما انتهت الساعات
الأربع والعشرون أبدى بريمر، كما توقعت، تردداً وعزوفاً عن مواصلة الهجوم.
قال أنه يخشى اندلاع انتفاضة في العراق يعقبها ما وصفه “انهيار العملية
السياسية بالكامل” إذا ما واصل المارينز عملياتهم. كان قلقاً منطقياً ولكن
قلقي الأكبر كان من هجمات المتمردين المستمرة على قواتنا. شعرت بأن الطرف
الآخر يمتحن إرادة جيشنا وأن علينا مواجهة التحدّي ودحره.
بدا بوش متفقاً معي في الرأي ففي اجتماع مجلس الأمن القومي في اليوم
التالي، وهو 10 نيسان، عبّر الرئيس عن قلقه من أن الأمر ستكون له عواقبه
السيئة إذا ما فسّر الناس موقفنا بأننا قد “ذقنا لسعة السوط” على حد تعبيره
ولكن الرئيس مع هذا لم يصدر أمراً للمارينز بمواصلة العمليات.
أخيراً انتهى الرئيس إلى أن قرار تمديد وقف إطلاق النار أو إلغائه قرار
عملياتي – وبالتالي فإنه عائد لكبار الضباط المسؤولين هذا الإلتفاف المباشر
على توصيات أرفع قائدين مسؤولين، هما أبي زيد وسانشيز، إضافة لبريمر نفسه،
لم يكن من بين التوقعات فالقائد العام للقوات المسلحة ترك الأمر بين
يديهما للتصرف فيه بالشكل الذي يجدانه ملائماً.كان ثمة منطق سليم في إرجاع
الإمر إلى بريمر وأبي زيد لأنهما تمكنا من إنجاز تقدم حقيقي في أماكن أخرى
من العراق حيث أن جهود الجيش ومساعي ملاحقة رؤوس النظام والقبض عليهم أعطت
الشعب العراقي فرصة لطي صفحة ماضيهم القريب ووضع المجرمين أمام المحاسبة.
وبحلول شهر تشرين الثاني 2003 تجاوز توليد الطاقة الكهربائية في البلد
مستويات ما قبل الحرب، ولو أنه في السنوات التي أعقبت ذلك بقي يتذبذب ما
بين مد وجزر متأثراً بوتائر الهجمات, وبمساعدة من وزير الخزانة جون تايلر
أصدرت عملة عراقية جديدة ووزعت وتم كبح جماح التضخم، وبلغ حجم الناتج
المحلي الإجمالي الفعلي للعراق في فترة سلطة الإئتلاف المؤقتة 46,5 بالمئة
وفتحت سوق للأوراق المالية، كما أعيد فتح المدارس والمستشفيات في عموم
أنحاء البلد. وفي آذار 2004 وضع بريمر والمسؤولون في سلطة الإئتلاف مسوّدة
دستور مؤقت عرفت بـ “قانون الإدارة الإنتقالي” هذه المسوّدة تضمن حماية
حقوق الإنسان وتؤكد حرية الأديان وتضع الهيكل الأساسي لحكومة عراقية ممثلة.
كل ذلك ترك بصمته على المجتمع العراقي وحمل شواهد ودلالات مميزّة على
التقدّم الذي تحقّق، ولكنه لم يلق من الإعتراف، أو حتى الإلتفات، إلا
القليل.
إلا أن معركة الفلوجة الأولى في نيسان 2004 لم تكن من بين انتصارات تلك
الفترة، فوقف إطلاق النار عمل على إيقاف الزخم الذي كان قد حققه المارينز،
وعاد مجلس الحكم المؤقت يهدد بالإستقالة إذا ما واصلت قواتنا هجومها. وفي
نهاية الأمر أخذ شركاؤنا في التحالف يحثوننا على إنهاء الهجوم، فقد بدأوا
هم أيضاً يرون ذات الصورة التي رآها كثيرون في أنحاء العالم العربي:
عراقيون جرحى .. مساجد مدمّرة .. مقابلات مع أهالي الفلوجة تتحدث عن جرائم
يفترض أن المارينز هم الذين ارتكبوها مستهدفين المدارس والمستشفيات. هذه
الحملة الإعلامية الواسعة الإنتشار صعّدت الإحساس بأن الوضع في العراق لم
يعد يبعد سوى خطوة واحدة عن تفجّر ثورة شاملة على نطاق البلد ضد قوات
التحالف. وبدأ مجلس الحكم المؤقت محاولات جديدة لإقناع المتمردين بإلقاء
السلاح وترك المدينة. لم يكن بوش راضياً عن هذا الوضع ولا أنا، لأن من
المشكوك فيه أن يسفر وقف لإطلاق النار مثل هذا عن نتائج مثمرة، وكنت على
يقين من أننا لابد عائدون إلى معقل العدو هذا عاجلاً أو آجلاً. لذلك خضت مع
الجنرال أبي زيد، في تزامن تقريباً مع الوضع المعلّق في الفلوجة، مناقشات
لبحث ستراتيجية للتواصل مع السنّة. فقد وردت إلينا تقارير عن قادة سابقين
في الجيش العراقي وبعثيين آخرين رفيعي المستوى، ممن فروا من العراق ولكنهم
بقوا على ارتباطهم بالمتمردين، مستعدّون للتفاوض. قالت تلك التقارير أننا
من خلال دفع مبلغ مالي سخي سنتمكّن من شراء ولائهم وتغيير مواقفهم بقي
علينا التحقق ما إذا كان عرضهم هذا منطلقاً من حسن النية واسترسل أبي زيد
يقنعني بحسنات بذل محاولة جادّة للتواصل مع هؤلاء).
تغيير التوجه الذهني
ويشير رامسفيلد الى مقترح قدمه الى بريمر(في نيسان 2004 اقترحت على بريمر
أن يضع ستراتيجية تهدف إلى ما وصفته “تغيير التوجّه الذهني ومشاعر الحرمان
واليأس لدى السنة” فعلى مدى عام أو أكثر كان ينتابني، ومعي كبار المسؤولين
العسكريين، قلق بشأن إهمالنا العشائر السنيّة ولكن سلطة الإئتلاف المؤقتة
لم تعرنا أذناً مصغية عملية التواصل مع السنّة، التي رسمت خطوطها العامّة،
كانت تتضمن تخفيف إجراءات اجتثاث البعث بإزاحة أحمد الجلبي من العمليّة.
ورحت أحث بريمر أن يركّز في المناطق السنيّة، وخصوصاً المناطق القريبة من
المساجد التي تدعو للإعتدال، على المشاريع التي تتطلب قدراً كبيراً من
الأيدي العاملة، كذلك دعوته لإقامة صلات مع عشائر العراق السنيّة من خلال
الزيارات المنتظمة لشيوخها وزعمائها. كذلك كنت أعتقد أن بإمكاننا التعاقد
مع بعض هؤلاء الزعماء، كما كان يفعل صدّام، على مدّنا بالخدمات الأساسية
مثل حماية شبكات الطاقة الكهربائية من أعمال التخريب، فالعشائر وزعماؤها –
في المجتمعات الشيعية والكردية وكذلك المناطق السنيّة – هي العمود الفقري
للمجتمع العراقي. قلت له أيضاً أن زعماء العشائر يمكن أن يساعدونا في عملية
التجنيد لقوات الأمن وممارسة الضغوط على أبناء عشائرهم الذين يمدّون يد
المساعدة لحركة التمرّد.
ولكن بريمر لم يبدِ ميلاً ملموساً للعمل مع العشائر، ورغم أنه وافق على
تسليم السيادة في شهر حزيران فقد بقي من الصعب جعله يتقبل فكرة أن العراق
للعراقيين وأن العراقيين هم الذين لهم حق اختيار ثقافتهم ومؤسساتهم.
تمرد على جبهتين
يبين رامسفيلد في سطور سردية من مذكراته بعض التفاصيل من الاحداث الساخنة
في تلك السنة فيقول ( في ربيع عام 2004 وجدنا أنفسنا نواجه تمرّداً على
جبهتين).
دارت مناقشات عديدة في مجلس الأمن القومي حول ما إذا كان على قوّاتنا وضع
العديد من المقترحات، وإذا كان الأمر كذلك فمتى يكون الوقت مناسباً منذ آب
2003 كنت أنصح أبي زيد وبريمر بالتفكير فيما يجب علينا عمله إذا ما تم
تجاوز الخطوط الحمر، وعندما بدأ احد رجال الدين بإطلاق تسمية “العدو” على
قوات التحالف شعرت بأنه قد تجاوز الخط. فإذا كان يريد تعريفنا بأننا العدو،
وجب علينا من وجهة نظري أن نتعامل معه حسب نفس التعريف وكان من المميز
بالنسبة لي ترسيخ مبدأ أن لا أحد فوق القانون – حتى لو كان رجل دين يتبعه
عشرات الألوف من الموالين.
ولكن على الجانب الآخر كان هناك رجل دين مختلف كل الإختلاف، فهو متسم
بالحكمة والتعقّل والعلم، متواضع ومعتدل، والأهم من كل ذلك أنه شخص منضبط.
ذلك الرجل هو آية الله العظمى علي السيستاني الذي بقي نائياً بنفسه عن
الأميركيين ورفض الإلتقاء بأي مسؤول أميركي عسكري أو مدني. في الأوقات
العصيبة كان السيستاني يبادر إلى تهدئة المشاعر بين ملايين الشيعة الذين
يجلّونه ويطيعونه، كان يشجعهم على تقبل الفصل بين الدين والدولة ضمن نظام
ديمقراطي دستوري، رافضاً النموذج الإيراني في تولي رجال الدين الحكم. وفي
وجه الاستفزازات المستمرة التي كانت تعمد إليها القاعدة ومجاميع التمرّد
السنيّة ضد الشيعة ومراقدهم المقدسة وجوامعهم، كان السيستاني يحثّ على
الهدوء والصبر. وكلي يقين أن العراق لولاه كان سينقلب إلى حال مختلف كل
الإختلاف عما هو اليوم .. اختلاف نحو الأسوأ بالتأكيد. قيادة هذا الرجل،
إلى جانب ثلّة من الآخرين الذين يتمنّون حياة أفضل لشعبهم، كانت تمدّنا
بالأمل ونحن نتقدّم حثيثاً صوب إعطاء العراقيين سيادتهم التي يتشوقون إليها
في آخر المطاف).
تنظيم عملية نقل السلطة
ويتابع رامسفيلد ( الا أن بريمر، على الرغم من تأخره في تقبّل فكرة التخلي
عن السلطة للعراقيين، باشر بمجرّد توصّله إلى ذلك القرار بتنظيم عمليّة
الإنتقال. ومن خلال التفاهم مع مجلس الحكم العراقي راح يخطط جدولاً زمنياً
يحدد مواعيد مثبّتة لكتابة دستور مؤقت وتشكيل جمعية وطنية انتقالية، ثم
بمساعدة من سلطة الإئتلاف تمت كتابة مسودة الدستور المؤقت في شهر آذار
2004. ومع أنه اعتمد في بعض جوانبه مبادئ مأخوذة من دستورنا كأساس عند
كتابته فإن الدستور الجديد لم يكن وثيقة أميركية بأي شكل أو صورة بل وثيقة
عراقية مناسبة للعراقيين فهو يحمي حقوق الأقليات من سنة وكرد ومسيحيين
ويعطي الأغلبية الشيعية التي بقيت معزولة لزمن طويل دوراً كاملاً في
الحكومة. وإن بريمر وسلطة الإئتلاف المؤقتة ليستحقان الإشادة والثناء على
مساعدتهما العراقيين على صياغة أكثر الدساتير تمثيلاً في تاريخ العالم
العربي).
علاوي يتسلم من بريمر
في أيار 2004، واتباعاً للتوصيات التي وضعها صانعو السياسة في وزارة الدفاع
والأركان المشتركة اجتمع العراقيون في مجلس الحكم لكي يختاروا رئيساً
مؤقتاً للوزراء. وهكذا أصبح أياد علاوي، وهو طبيب ممارس، أول قائد عراقي
يستلم السلطة منذ سقوط صدام. كان علاوي رمزاً من رموز المعارضة لصدام. فقبل
سنوات كان علاوي، من خلال التعاون مع بعض القادة العسكريين في نظام صدام،
قد قام بمحاولة للإطاحة بالنظام العراقي السابق. بعدها فرّ إلى خارج العراق
وبقي مقيماً في لندن حتى اقتحم مسكنه عملاء صدام وهاجموه بالفؤوس وهو نائم
في فراشه فأصابوه بجروح في الرأس والصدر. ومع أن علاوي شيعي علماني فقد
شكّل حركة الوفاق الوطني العراقي في عام 1990 وهي جماعة تضم كثيراً من
السنة والضباط العسكريين البعثيين الذين نبذوا ولاءهم لنظام صدام, وقد
انتخبه مجلس الحكم المؤقت بالإجماع رئيساً للوزراء.
ولكن بدا جلياً أن اقتراب موعد التسليم في 30 حزيران كان حدثاً أكبر من أن
يطيقه الإرهابيون والمتمردون، فشنوا عدداً من عمليات التفجير الإنتحارية
الدموية التي كان الهدف منها على ما يبدو هو زرع الخوف في قلوب العراقيين
وإثارة الشكوك حول ما إذا كانوا يمتلكون القدرة على تولي قيادة أنفسهم.
ولكن العدو كان يدرك جيداً أن الهجوم على حكومة ذات سيادة لن يحظى بنفس
الشعبية أو يلقى ذات الدعم الذي تلقاه الهجمات على من يدعونهم
“المحتلين”.
بعد عدد من تلك التفجيرات عادت تطفو إلى السطح شكوك من داخل الحكومة
الأميركية وخارجها حول ما إذا كان العراقيون بالفعل مستعدون لحكم أنفسهم,
كانت هناك تقارير متواترة تسأل بريمر وآخرين إن كان موعد التسليم باقٍ على
مساره المقرّر، وكان بريمر يدافع عن الخطة دفاعاً راسخاً، وكنت أنا أيضاً
أفعل الشيء نفسه. لم يكن عندي شك في أن نقل السلطة هو الحل الصحيح.
وإذ أوشك 30 حزيران أن يحل حذرتنا تقارير المخابرات أن مقاتلي العدو يعدّون
استقبالاً بشعاً للحكومة الجديدة يتمثل في شن هجمات كبيرة في طول العراق
وعرضه، ولكن بريمر قرّر أن يستبق الأمر بمناورة حكيمة وذلك بتقديم موعد
التسليم يومين عمّا كان مقرراً.
كنت جالساً مع الوفد الأميركي عندما ناول أحد المساعدين كوندي رايس برقية
وردت من العراق. ففي مناسبة بسيطة الأجواء – هي حتماً دون ما شهدناه قبل
عام عند وصولنا إلى العراق – سلّم بريمر رئيس الوزراء علاوي رسالة من
الرئيس بوش يؤكد فيها إنهاء العمل بسلطة الإئتلاف المؤقتة وحلّها. سطّرت
رايس على البرقية ملاحظة ثم دفعتها إلي, كانت الملاحظة المدوّنة هي الآتي:
“سيادة الرئيس، قد أصبح العراق بلداً ذو سيادة.” مشيرة إلى اليوم التاريخي
28 حزيران 2004. أما البرقية نفسها فتورد: “تم تسليم الرسالة من قبل بريمر
في الساعة 10:26 صباحاً بتاريخ العراق.” وقمت بتسليم الرسالة إلى الرئيس.
كان بوش مركّزاً بانتباه على مناقشات الناتو، ولكنه مع هذا أطال النظر في
البرقية إلى أن انتهى من قراءتها. بعد ذلك تناول قلمه وكتب عليها: “لتسد
الحرية!” قبل أن يناولها بدوره إلى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
الجالس إلى يمينه وهمس له بالأنباء الطيبة. رأيت الزعيمين يبتسمان ثم
تصافحا.
بذا انتهى احتلال الولايات المتحدة والتحالف، وهي نهاية لم تأت قبل أوانها،
كما قلت لنفسي، بل أني كنت أتساءل إن لم تكن قد جاءت بعد فوات الأوان. ففي
ذلك الوقت كنا نبذل الجهود والمساعي محاولين استعادة ثقة الشعب العراقي،
وهي مميزّة ازدادت صعوبة .. ليس فقط بفعل الإحتلال وقبضته الثقيلة ولكن بسبب
جرائم ارتكبتها فئة قليلة من حراس سجن يدعى “أبو غريب”.









بريمر سلم السلطة للعراقيين قبل موعدها بيومين "الحلقة 25" Artprint
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بريمر سلم السلطة للعراقيين قبل موعدها بيومين "الحلقة 25"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الاصلاح الثقافية  :: ::...ll[ اقــســـام السياسة والاخبار ]ll...:: :: منتدى العراق السياسي-
انتقل الى: