قداسة عدد خمسة
اعلم أنّ عدد خمسة من الأعداد المقدّسة، وخامس حروف الأبجد يرسم بهذا النحو (ه) تارة ً ليشير إلى دائرة الوجود، واُخرى بهذا النحو (هـ) ليشير به إلى دائرة الوجود ودائرة القوس النزولي والصعودي، كما في قوله : (يَتَـنَزَّلُ الأمْرُ).
فالأمر وهو الوجود في الحقائق الروحانية والجسمانية في القوس النزولي والصعودي، والحركة التكوينية إنّما تدلّ على هذين القوسين.
والحضرات الكلية خمسة : اللاهوت، والجبروت (عالم العقول)، والملكوت (عالم الأرواح)، والناسوت (الدنيا)، والكون الجامع وهو الإنسان الكامل.
والقيامات خمسة : وذلك في كلّ ساعة وآن، أوّلها : الموت الطبيعي كما ورد إذا مات المرء قامت قيامته، والموت الاختياري كما ورد موتوا قبل أن تموتوا، ويوم الآخرة يوم المعاد، والفناء في الله والبقاء به كما يحصل للعرفاء الخلّص من الأنبياء والأولياء ويسمّى بالقيامة الكبرى.
والعروش خمسة : عرش الحياة، وعرش الهويّة، وعرش الرحمانية، والعرش العظيم، والعرش الكريم، والعرش المجيد.
والقلوب خمسة : القلب النفسي، والقلب الحقيقي، والقلب القابل للتجلّي الباطني، والقلب المسخّر بين الوجوب والإمكان، والقلب الأحدي الجمعي.
ولسان الحمد (الذكر) خمسة : حقيقة الذكر وهو تجلّي الذات للذات بالذات باسم المتكلّم، حتّى يظهر الصفات الكمالية كما شهد الله بذلك لذاته، وأنّه لا معبود سواه، وذكر الملائكة المقرّبين، وذكر ملائكة السماء والنفوس الناطقة المجرّدة، وذكر ملائكة الأرض والنفوس المنطبعة، وذكر الأبدان والأعضاء.
ومفاتح الغيب خمسة : وهم أصحاب الكساء الخمسة، المصطفى، والمرتضى، وابناهما، وفاطمة (عليهم السلام).
لي خمسة ٌ اُطفي بهم *** حرّ الجحيم الحاطمة
المصطفى والمرتضى *** وابناهما والفاطمة
والصلوات الواجبة اليومية خمسة : صلاة الصبح، والظهر، والعصر، والمغرب والعشاء.
ومقامات النفس خمسة : الظاهر، والباطن، والقلب، والروح، والسرّ. وقد ورد : (إلهي نوّر ظاهري بالطاعة، وباطني بالمحبّة، وقلبي بالمعرفة، وروحي بالمشاهدة، وسرّي بوصلك يا أكرم الأكرمين).