ملك الأردن والدائرة المفرغة
دأب ملك الأردن عبد الله الثانى على تعيين رئيس وزراء من الدائرة المفرغة وتعبير الدائرة المفرغة يعنى :
تفريغ الدائرة من المعارضين وتثبيت من يعلم أنهم أنصاره وأتباعه فكل وزراء الأردن شغلوا منصب رئيس الديوان الملكى أو عملوا فيه فى أى منصب وبالقطع هذا يضمن ولاءهم للملك مميزا حدث من مظاهرات واحتجاجات .
عون الخصاونه مثله مثل غيره ممن سبقوه لن يفعل شىء مع أنه كما أعلن فى الصحف يطلب ألا يمس أحد صلاحياته ولا يتدخل فى عمله وهو كلام ليس فى محله لأن الملك هو الحاكم الفعلى للبلاد لا يفعل رئيس الوزراء أى شىء دون أن يوافق عليه ومن ثم فالرجل يطلب شىء غير موجود فليس هناك صلاحيات خاصة لرئيس الوزراء الأردنى حتى ولو كانت موجودة فعلا وأصر عليها رئيس الوزراء فإنه سيقال بعد مدة قصيرة ويأتى غيره من نفس الدائرة .
هذه الحالة الأردنية ليست خاصة بالنظام الملكى وحده فهى موجودة فى النظام الرئاسى حتى فى بلاد الثورات التى تولى حكمها أيضا شخصيات من الأحزاب المنحلة والغريب أن رؤساء الأنظمة برفضون استقالة هذه الشخصيات التى أتوا بها كعصام شرف فى مصر فاستقالته دوما فى جيبه يقدمها فيتم رفضها وتذكرنا الحالة الأردنية بالحالة الكويتية وغيرها فى دول الخليح فرئيس الوزراء يستقيل هو والوزارة ثم يعاد تكليفه بالوزارة فيأتى ببعض القدماء وبعض الجدد وهكذا فى دائرة لن تنتهى إلا بثورة حقيقية .
الملوك والرؤساء ما زالوا يلعبون بالشعوب وللأسف فإن الشعوب ترضى بقليلها فما أن يعطوا زيادة فى الرواتب والمعاشات تجد أن المطالب والاحتجاجات قد خفت أو انتهت رغم أنهم لا يحصلون سوى على الفتات ومن يرغب فى استمرار الاحتجاجات يجد نفسه هو وقلة قليلة هم الباقون وبقية المحتجين السابقين يثبطونهم بحجة احمدوا ربنا على هذا مع أن هذا ليس هو كل حقهم المنهوب وإنما جزء بسيط منه.