ما هو الأسلوب أو الطريقة المباشرة في التعليم؟
لو نظرنا إلى تاريخ هذا الأسلوب, لوجدناه قديماً بقدم الأسلوب التقليدي The Grammar-Translation Method و لكنه اشتهر في الأونة الأخيرة بسبب رغبة الكثيرين في تطوير مهاراتهم في التواصل و التحادث مع الآخرين, فعلى العكس من الأسوب التقليدي الذي يركز على الحفظ و تطبيق القواعد اللغوية, يطمح مدرسو الأسلوب الفوري في تهيئة طلابهم للتحادث مع غيرهم بطريقة مفهومة و واضحة
ما هي أساسيات هذا الأسلوب؟
هناك قانون جوهري يحكم هذا الأسلوب: لا للترجمة! حيث تكون لغة التحدث و الاستفسار و الشرح هي اللغة المستهدفة Target Language, و يتم عند أخذ هذا الأسلوب التعرف على الحياة اليومية التي يتبعها المتحدثين الأصليين للغة المستهدفة و يتعرف الطالب على القواعد اللغوية الخاصة بتلك اللغة من خلال ممارسته و ليس تلقينه إياها.
بعض التقنيات التي يلجأ إليها مستخدمي هذا الأسلوب:
1- انعدام الترجمة و استخدام اللغة الأم
يتم الاستغناء عن الترجمة استغناءاً تاماً بعكس الأسلوب التقليدي حيث يشرح الأستاذ باللغة المستهدفة و كذلك الطلاب يشاركون و يتفاعلون باستخدام هذه اللغة حتى و لو كانت بداياتهم صعبة, فمميزة الاستاذ المتبع لهذا الأسلوب هو مساعدة الطلاب على تخطي كافة الصعوبات التي قد تعيقهم من التواصل بشكل كامل مع الغير.
2- استنتاج قواعد اللغة المستهدفة
تعلم قواعد اللغة المستهدفة هي عملية جذرية و مميزة لتعلم أي لغة كانت, و للوصول إلى هذا الهدف في طريقة التدريس الفورية, فإن الاستاذ لا يكتب أي قوانين لغوية أو نحوية إلى السبورة, بل يكتفي بإدارج أمثلة على قواعد لتلك اللغة و يطلب من الطلاب تكرارها و تطبيقها, و عندها سيستنتج الطالب بنفسه ماهية تلك القاعدة.
3- استخدام الوسائل التعليمية البصرية
كأجهزة العرض و شرائح البوربوينت و الرسم أو التوضيح على السبورة, فكل الوسائل المتاحة مرحب بها في الطريقة الفورية للتدريس.
4- تصحيح النطق لبعض الكلمات الصعبة
من التقنيات الملفتة للاهتمام و المثيرة ما يلجأ إليه الأساتذة المستخدمون لهذا الأسلوب من إيقاف الدرس عند نطق احد الطلاب لكلمة صعبة و تدريبه على نطقها بشكل صحيح, بل و إشراك جميع الطلاب في هذه العملية للتأكد من أن الجميع قد أتقن تلك الكلمة!
ما هي عيوب و مميزات هذا الأسلوب؟
من أهم مميزات هذا الأسلوب هو التركيز الشديد على قدرة الطالب على إيصال فكرته إلى الطرف الآخر بشكل واضح و دقيق, و ما أن تتوفر له العوامل المثالية مثل النطق الصحيح و القدرة على الطرح فإنه سيتمكن بكل تأكيد من تحقيق ذلك. كما أن الاعتماد التام على اللغة المستهدفة يجبر الطلاب على التفكير باستخدامها و بالتالي سرعة استجابتهم لمتحدثيها. كما أنه يتيح فرصة للأساتذة الذين لا خبرة لهم باللغة الأم للطلاب بالقيام بالتدريس بهذا الأسلوب دون الحاجة لتعلم لغة إضافية. و لكن الجهد الكبير المبذول في هذا الأسلوب يحمل في تبعاته أيضاً استهلاكاً كبيراً للوقت, فقد يقضي الأستاذ حصة دراسية كاملة في تصحيح نطق كلمة واحد لكافة الفصل! و الأمر في النهاية يعتمد على كيفية تقسيم الأستاذ للدرس و تحضيره له.