سجن الناصرية..قصص النزلاء.. جرائم مرعبة ولوحات مرسومة تحلم بالحرية

بعد اجتياز محافظة السماوة مررنا بناحية البطحاء، التي تقع على الضفة الغربية لنهرالفرات وبعد مسافة 30كيلومترا وصلنا إلى مدخل الناصرية، وبالقرب من قاعدة الامام علي العسكرية واجهتنا بناية كبيرة تشبة حرف X"" تضم اربعة أجنحة ونقطة التقاء الأجنحة الوسطية تمثل مركزالمراقبة والحراسات الامنية، و السجن شيد بطريقة حديثة جداً على غرار السجون العالمية.
وخلف قضبان السجن هناك قصص مؤلمة وغير مالوفة خلفت وراءها ظالمين ومظلومين، وتبقى الحقيقة في بعض الأحيان ضائعة خلف القضبان أو في صناديق الأسرار، حتى يستيقظ ضمير فيكشف الحقيقة أو تلعب الصدفة دور العدالة، يضم السجن بين اروقته عدداً كبيراً من المحكومين بمختلف الجرائم، البعض من القصص يشيب لها الرضيع عند سماعها، فمن السجناء من قتل ببرود اعصاب المئة والمئتي شخص عن طريق السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ليحطم رقما قياسيا في عدد ضحاياه، وبالجانب الاخر ضحايا الفقر والجهل وفي كل الاحوال فان النتيجة واحدة وهي ارتفاع اعداد الضحايا.
بداية الحكاية
أولى الحكايات كانت قد حدثت في سيارة "كيا" لم يكن يعلم ركابها أن القدر سيفعل فعلته ويجعلهم وسط عاصفة ترابية هبت في ليلة من ليالي تشرين الثاني من عام 2009، ثلاث عوائل كانت تستقل السيارة التي اضطرت إلى التوقف بسبب التراب وحدوث عطل على الطريق العام المؤدي إلى قرية تازة والواقعة في محافظة كركوك،الساعة بدأت تشير الى السابعة والنصف والظلام حل في المكان والوضع الأمني كان مقلقاً للجميع،الرجال الثلاثة بدؤا يطمئنون زوجاتهم بعدم الخوف والقلق، ترجل حينها "ابو كريم" من سيارته لعله يستطيع اصلاح عطل السيارة، فيما كانت سيارة "BMW" متوجهة سريعا نحوهم، وانوارها العالية حجبت الرؤية تماماً، ترجل ثلاثة رجال ملثمين يحملون اسلحة مختلفة الانواع، سحبوا السائق والرجلين الآخرين خارج السيارة، واحد افراد العصابة قام بتصويب السلاح إلى رؤوس النساء وسحبهن خارج السيارة واخر بدأبتقييد الرجال، فيما كان الشخص الثالث ينتظر دوره بالاعتداء على النسوة الواحدة تلو الاخرى وامام انظار ازواجهن وتمزيق ملابسهن بالسكين "الحربة" ويتناوب المجرمون بفعلتهم. احدى النساء كانت تحمل طفلا رضيعاً وهو ابن السائق ويدعى "كريم " رماه المجرمون ارضاً ولم يلتفتوا لصراخه، و يقتل الرجال امام انظار زوجاتهم وتذبح النساء كـ"الخراف " و تتناثر الدماء وتختلط مع ذرات الرمال المتطايرة.
يقول المجرم"ح.م" احد افراد العصابة: بعد اكمال الجريمة كنا سعداء بفعلتنا، لكن بعدمنتصف الليل احسست بصحوة ضمير جعلتني انهض من فراشي مذعوراً والذهاب إلى مكان الجريمة لانني تذكرت الطفل الذي كان مرمياً جنب والدته ولم نقتله ماذا سوف يكون مصيره الان؟ ادرت محرك السيارة وتوجهت إلى المكان الذي لا يبعد كثيراً عن مكان الحادث، لم استطع الترجل من السيارة لان الكلاب السائبة كانت تنهش الطفل والعوائل.
جريمة أخرى
وثاني الحكايات تحدث عنها النزيل"......" بينما كان يطرق قطعة الحديد التي قطعت الى اجزاء متساوية في ورشة الحدادة لصناعة الاسرة الخاصة بالسجناء، بدأت يداه ترتعشان مما اضطرة الى رمي المطرقة جانباً وهو يستذكر عملية قتل زوجته يقول "ع": كانت تغط في نوم عميق، وبجانبها اولادي الثلاثة، غرزت السكين في عنقها وبدات بتدويرها حتى ثقبت الوسادة التي خرجت مع السكين عندما سحبتها من رقبتها، قتلتها لانها خائنة! وكانت تستحق ان اقطعها بالسكين ارباً اربا، قمت بعد ذلك باحراق جثتها، وجمعت ما تبقى من العظام واللحم "المحروق " في اكياس خوص "كونية " ورميته في مكب النفايات البعيد عن البيت، وفي اليوم التالي افتعلت قصة هروبها من المنزل مع عشيقها، لكن عائلتها لم تصدق ذلك وقدمت شكوى ضدي في مركز الشرطة، فاعترفت بالحقيقة ولست نادماً على فعلتي لانني واثق من انها خائنة وتستحق الموت بهذه الطريقة ولم اجعل اولادي يشاهدون ماحدث لانني نقلتهم قبل تقطيعها الى الغرفة المجاورة.
السجن النموذجي
من جانبه يقول مدير سجن الناصرية لـ(المدى) عباس ناصر: يعتبر السجن مركزياً ونموذجياً حيث بلغت كلفة بنائه18 مليون دولار،ومساحته 1200متر X 550 مترامربعا " وتم انشاؤه عام 2008 بطاقة استيعابية تصل الى 1600 نزيل، وحاليا يضم 1313 نزيلاً، معظمميز من المحكومين في عدة قضايا "قتل،خطف،سرقة،تسليب،ارهاب "، ويبلغ عدد الموظفين العاملين في داخله ما يقارب، 1700 شخص 30 باحثاً اجتماعياً منهم مسؤول عن 50 نزيلاًً يلتقي بهم يومياً، ومسؤول عن حالتهم بشكل كامل ومطلع على ملفاتهم، وهؤلاء الباحثون حصلوا على شهادات تقديرية بعد مشاركتهم في عدة دورات اقيمت في اوربا لتنمية وتطوير قدراتهم العلمية والعملية في كيفية التعامل مع النزيل.
ويضيف: نظام العمل حديث جداً حيث تتم مراقبة السجن بكامله والممرات الخارجية والداخلية عبر شاشات مراقبة تعمل في 24 ساعة، فضلاً عن تقسيم السجن الى عدة اجنحة " العدالة،السلام، الاصلاح،التاهيل " وكل جناح يستوعب 400 نزيل أي يضم 200 زنزانة وكل واحدة تضم نزيلين فقط، ويتوفر بداخلها " حمام متكامل " وسريران،ودولاب ملابس، وتلفاز.
ورش للتأهيل
اما فيما يخص الورش المختلفة والخاصة بتاهيل السجناء يقول ناصر: توجد ورش إصلاحية عديدة في السجن الغاية منها أصلاح النزلاء ودمجهم بالمجتمع ليكونوا متقنين مهناً معينة كي لا ينجرفوا للجريمة مرة أخرى، ومن هذه الورش "النجارة"، يعمل فيها 100 نزيل وتنتج 1000 رحلة شهرياً توزع للمدارس فضلا عن ترميم الابواب والمناضد الخاصة بالسجن. أما ورشة الحدادة فيعمل فيها 50 نزيلاً،وتوجد ورشة لتصليح السيارات، اضافة الى ورشة تصليح الاجهزة الكهربائية مثل التلفاز وماطورات الماء،و ورشة تعليم الخياطة التي تنتج 1000 بدلة شهرياً، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تم افتتاح مكتبة لاستعارة الكتب العلمية المختلفة ومدرسة لتعليم الاميين القراءة والكتابة ويومياً يلتحق بها 120 نزيلاً، بالاضافة الى مرسم مجهز بكافة ادوات الرسم والنحت، وهناك عدد من السجناء يملكون موهبة الرسم، لكن الظروف الاجتماعية والمعيشية جعلته يبتعد عن تنمية موهبته وهناك فكرة لعرض لوحات النزلاء في ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية بعد الاتفاق مع نقابة الفنانين وهذه الساحة مشهورة في المدينة وتشهد زحاما كبيراً للمواطنين،والغاية من ذلك هو لتشجيع النزلاء على الاندماج مع المجتمع بوضع جديد بعيداً عن عالم الجريمة،واسترسل ناصر: ادارة السجن وبموافقة وزارة العدل تشيد الان مسرحاً يكفي لاستيعاب 200 شخص، وهناك تعاون مع نقابة الفنانين فرع الناصرية لارسال فنانين لتدريب النزلاء الراغبين بالتمثيل وفعلا تشكلت فرقة من فنانين ومخرج وكاتب، اضافة الى انشاء قسم خاص يطلق عليه قسم البستنة والحدائق، ويعلم كيفية الزراعة والاهتمام بالزرع، وحالياً يتم تطبيق ذلك في ارض خالية محيطة ببناية السجن تحولت الى ارض خضراء.
خدمات اخرى
واشار الى وجود مستشفى متكامل تم افتتاحه وتأثيثه من قبل الحكومة ووزارة العدل موضحا انه يتكون من قسم الأشعة وقسم طب الأسنان بالإضافة إلى المختبرات، ومطبخ متكامل يضم جميع الاجهزة المستخدمة لطهي الطعام تعمل على الكهرباء، والطعام يقدم الى النزلاء بعد ان يتم فحصه يومياً من قبل مسؤول في الصحة وباحث اجتماعي، والطعام يكون وفق جدول اسبوعي وبثلاث وجبات يومية يحتوي على اللحوم الحمراء والبيضاء والرز والفاكهة اضافة الى الشاي والمشروبات الغازية، ويضيف ناصر في حديثه قائلا:يتم توزيع نصف علبة سكائر للنزلاء المدخنين ومن الأنواع الجيدة، كما يضم السجن محطة لتصفية المياه داخل السجن وتنتج الماء نوع ROذا المواصفات العالمية.
اجراءات امنية
و لايسمح لاي شخص كان بالدخول الى الاقسام الداخلية للسجن الا بعد المرور بجهاز كشف حراري، ويحتم على الاشخاص رجالاً كانوا ام نساء اخراج كل قطعة حديد يحملونها قبل دخولهم حتى ان كانت في الملابس التي يرتدونها، وبعد ذلك الانتقال الى التفتيش اليدوي والذي يتكرر عدة مرات قبل الوصول الى بناية المواجهات الخاصة للقاء النزلاء مع ذويهم، بعد ذلك تاتي سلالم داخلية مقسمة حسب قواطع الزنزانات وبصعود احدها وبالسير عدة امتار تشاهد على الجانبين زنزانات وعلى طول الممرات الخاصة بذلك الجناح ويستطيع النزيل والزائر رؤية الجميع لان القضبان الحديدية تبيح لهم الرؤية، فضلاً عن امكانية تحدث النزلاء مع بعضهم وكل غرفة تضم شاشة تلفاز وحماماً "دوش".وبالترتيب نفسه باقي السجن و بين كل جناح واخر يجلس حراس أمنيون ومراقبون وعلى جوانب الجدران المحيطة بالحراس يوجد جهاز انذار في حالة حدوث حرائق وادوات خاصة لاخمادها. وبعد السير مسافة عدة امتار عن الاجنحة الخاصة بالحبس تاتي ورش العمل المختلفة لكن ما يجذب الانتباة هو المرسم الخاص بالنزلاء، حيث كان النزيل "مجيد " والذي يبلغ 42 عاماً يمسك فرشاة الرسم ليكمل احدى لوحاته التي كان يعبر بها عن مايدور بداخله من مشاعر حب واشتياق لعائلته وهذا كان واضحاً في جميع رسومه التي يرسم فيها امرأة واحياناً اولاداً يحيطون بها، يقول مجيد: اربع سنوات سوف اقضيها بين جدران السجن، وهو ماحكم عليه بسبب جريمته، وعلى امل الخروج والعودة الى عائلته التي تحملت الكثير من المصاعب،ويضيف: لا اريد ان ابرر فعلتي بتزوير الوثائق والمعاملات مستغلاً موهبتي، التي لم اكتشفها كاملة الا في السجن، والادارة تساعدني في سحب عدة صور من الانترنيت وارسمها باتقان من اجل مساعدتي في اتقان فن الرسم.
نحت علم العراق
وفي الجانب الاخر كان زميله احمد قد اكمل نحت كفين مفتوحتين يتوسطهما علم العراق يقول احمد: عندما حكم علي بالسجن 7 سنوات بسبب عمليات سرقة وسطو مسلح لم اكن اعرف ماذا افعل والندم يسيطر على تفكيري وبعد مرور اسابيع بدأت اتردد على ورش العمل المختلفة لكني وجدت نفسي اقف وامسك "البورك" وانحت شخصيات معروفة في المجتمع وهكذا بدأت انمي موهبتي التي لم اكتشفها غير هنا! واحاول ان اعمل بنشاط لعلني اشارك في المعرض الذي ستقيمه ادارة السجن عن قريب في ساحة الحبوبي، وفيما يخص هذا الموضوع علق ناصر قائلاً: نحن نحاول وبالتعاون مع وزارة العدل والمسؤولين في المحافظة اقامة المعارض لمنتجات النزلاء بين الحين والاخر، والمبالغ المستحصلة من بيع تلك المنتجات توضع كأمانات للسجين وفي حالة رغبته في اعطاء مبلغ لعائلته شهرياً يسحب نموذج استمارة يحدد النزيل المبلغ فيه ومن ثم تستلم العائلة المال مقابل وصل يكتب لادارة السجن.
تقويم وتهذيب
اما فيمايتعلق بوجود ممارسات شاذة بين النزلاء قال ناصر:لايمكن ان يحدث ذلك نهائيا لانه كما ذكرت الزنزانة مفتوحة ومراقبة بكاميرات اضافة الى مكان الحراس الامنيين يجعل جميع الزنزانات تحت الانظار، ومن يكشف يخضع الى اصلاح اجتماعي ويتم افهامه ان هذه الاعمال لاتليق به اجتماعياً ويعالج نفسياً، فضلاً عن وجود مرشدين دينيين يلقون المحاضرات الدينية التي تساعد في تاهيل النزيل وليس فقط النزلاء يحصلون على المحاضرات بل الموظفون ايضاً وكل يوم تقريباً تخصص ساعة للمحاضرة الدينية، وذلك لان نظام العمل في السجن هو نظام "الشفتات" أي تاتي وجبة وتسلم الاخرى، ونحن حريصون على عدم حدوث انتهاكات بحق النزلاء او تهريب الحبوب المخدرة والموبايل، لا تحدث في سجن الناصرية اي خروقات وانا اتحمل مسؤولية كلامي، كذلك لاتوجد أي حالات هروب من السجن وكل من يحصل على موافقة رسمية ان كان يمثل جهة إعلامية او منظمات إنسانية ياتي ويشاهد كل الأمور بام عينه وما يذكر في بعض التقارير هو مخالف للحقائق ولا نعلم لماذا ولمصلحة من يحدث ذلك؟وقبل مغادرة السجن سمعنا اصواتاً عالية وكلمات تشجيعية وكما يبدو هناك لعبة رياضية وفعلاً كانت هناك مبارة كرة قدم بين فريق العدالة وفريق الاصلاح والمشجعون هم من نزلاء الجناحين والحكم باحث اجتماعي والآخران هما الموظفان العاملان في السجن.
سجن الناصرية القديم
بعد ذلك ذهبنا الى مركز مدينة الناصرية "الولاية" حيث سجن الناصرية القديم الذي يضم الموقوفين والمحكومين من الاحداث ويبلغ عددهم 40 نزيلاً والقسم الآخر سجن النساء ويبلغ عددهن 30 نزيلة إضافة الى أربعة اطفال صغار كانوا مع أمهاتهم.
احدى السجينات وتدعى "س" كانت التجاعيد ترسم خطوط وملامح التقدم بالعمر عليها و تجلس على سريرها وتضرب كفيها الواحد بالاخر تتحدث عن سبب وجودها قائلة: لم افعل شيئاً غير قتل ابني عندما كان نائماً بطعنه عدة مرات بسكين المطبخ فقد كان يضربني ويقسو بمعاملتي وعندما احست زوجته بفعلتي قتلتها هي الاخرى قبل ان تنهض من مكانها وكانت هي ايضاً تعاملني بكراهية وتوجه لي الاتهامات الباطلة، وجعلت ابني يقوم بضربي بعد اقناعه بانني امرأة سوء!
اما النزيلة "...." تقول حكم علي بالسجن المؤبد بسبب مشاركتي بجذب اشخاص الى اماكن معينة ومن ثم خطفهم وابتزاز عوائلهم وقتلهم وقد شاركت مع افراد العصابة في ابعاد انظار السلطات الامنية بعد تمويههم بانني مريضة او زوجة عندها حالة ولادة لعبور السيطرة والمخطوف كان مقيداً ًمعنا في السيارة.
يقول ناصر ان سجن الناصرية القديم يعتبر حالياً مركزا لسجن النساء والاحداث وهو مفصول تماما عن بعضه البعض، وقد حاولنا فتح ورشة خياطة للنزيلات وجهزبـ 10 مكائن خياطة حديثة، ومحاولة تعليمهن القراءة والكتابة، ووجود باحثات اجتماعيات يلتقين يومياً بالنزيلات للاطلاع على اوضاعهن الاجتماعية وسبب وصولهن الى حالة ارتكاب الجرائم،اما فيما يخص وجود اطفال صغار فقد علق ناصر قائلا" القانون يسمح ببقاء الطفل في كنف والدته حتى بلوغه سن الثالثة ويرحل بعد ذلك الى دور الدولة للاعتناء به او تسليمه الى احد اقارب السجينة.
اما قسم الاحداث فهو لايختلف كثيراً عن الاقسام الاخرى، فتتوفر فيه ورش الخياطة والنجارة والتصليح، وتختلف جرائم الاحداث بين قتل وتسليب وخطف وارهاب، وقد يكون البعض كان نتيجة سوء التربية الاجتماعية، فالحدث احمد البالغ من العمر 14 عاما يقول: كان والدي هو السبب في ما وصلت اليه كان كثير الصراخ وعصبي المزاج ويضربني بسبب او بدونه وقام بطردي من البيت ولم اجد مكاناً اذهب اليه فذهبت الى "كراج" البصرة وعندما كنت جالساً جاء شخصان وسألاني عن مكان سيارات الاجرة ودار الحديث بيننا واستفسرا عن حالي، سردت لهما حكايتي فقالا تعال معنا وقاما بتاجير سيارة حديثة من "الكراج" وفي الطريق اشهرا السلاح وانزلا السائق وطلبا مني قيادة السيارة بعد ان اخبرتهما انني اعرف القيادة سابقاً، ولانني كنت متوتراً وخائفاً منهما اصطدمت بسيارة كبيرة "تريلة" وتسببت بموت احدهما فحكم علي بالسجن 7 سنوات.
تختلف الحكايات بين سجون الرجال والاحداث والنساء وفعلاً هناك ظالم ومظلوم لكن بالنتيجة لابد للقانون من ان ياخذ مجراه الصحيح في تطبيق احكامه بغض النظر عن الجنس وتبقى سجون الاصلاح هي السبيل الوحيدلاصلاح ما افسده الاجرام.
مراقبة كاملة
يقول مدير عام دائرة سجون الاصلاح لعموم العراق جواد كاظم: ان دائرة سجون الاصلاح حالها لايختلف عن حال دوائر الدولة الاخرى في القيام بواجباتها من حيث توفير الحماية الامنية وتقديم الخدمات الاخرى للنزلاء المحكومين والموقوفين على حد سواء،ولا توجد خروقات في السجون التابعة للدائرة التي تخضع لمراقبة كاملة من قبل الحكومة عامة ووزارة العدل خاصة ومن هذه السجون "البصرة،سوسة،الموصل،السليمانية، بغداد،ديالى، السماوة " وابواب هذه السجون مفتوحة لكل الجهات الاعلامية والمنظمات الانسانية وتخضع لرقابة كاملة من قبل منظمة حقوق الانسان ومنظمة الصليب الاحمر.
اما فيما يخص مانشر في تقرير منظمة العفو الدولية فهو غير صحيح ولا يمت للحقيقة بصلة فاعداد المحكومين يبلغ 12549 والموقوفين 11707 المجموع الكلي يبلغ "24953" وهذه الاحصائية كانت في الستة اشهر الماضية من عام 2010 ونحن نجهل هذه الارقام التي نشرت في وسائل الاعلام المختلفة،ومع الاسف البعض من هؤلاء يتربص للحدث مثلما جرى قبل عدة ايام عندما بثت احدى القنوات الفضائية خبرا عن حدوث حريق في دائرة الاصلاح العراقية وعندما حضروا للتصوير شاهدوا انها امتعة وافرشة مستعملة للنزلاء تحرق بين فترة واخرى.
لاانتهاكات لحقوق الانسان
اما فيما يخص وجود انتهاكات للسجناء علق كاظم قائلا: كيف يمكن انتهاك حقوق السجناء ووزارة العدل تقدم لهم الخدمات كاملة من حيث توفير الماء الصالح للشرب والكهرباء تعمل بنظام التحويل المبرمج "مولدة ووطني"، فضلاً عن نوعية الغذاء المقدم يكون وفق مواصفات وشروط صحية ومراقبة من قبل مندوب وزارة الصحة وباحث اجتماعي يمثل وزارة العدل ومراقب من منظمة الصليب الاحمر وحتى بالنسبة للاتصالات الهاتفية يسمح للنزيل بالاتصال بعائلته مرة كل شهر وجميع السجون تخضع لمراقبة منظمة حقوق الانسان وما يبث ويعرض من انتهاكات ما هو الا افتعال من جهات لانعلم من هي وما الفائدة من ذلك.
وفيما يخص الابنية الخاصة للسجون أكد جواد: ان جميع السجون تعتبر نموذجية تضم في اقسامها ورش عمل مختلفة لتاهيل النزلاء ومن يريد ان يرى الحقيقة ليقدم طلباً اصولياً ورسمياً الى الجهات المسؤولة ويرى الحقيقة ويعلم ان الحكومة ووزارة العدل توفر وتعمل الكثير من اجل تقديم الخدمات الافضل للنزلاء وما يذكر غير ذلك فهو غير صحيح وحالياً تعمل وزارة العدل بالتعاون مع الجهات الحكومية على تنظيم معرض لمنتوجات النزلاء وريعه يكون للنزلاء ويحفظ كامانات في ادارة السجن.
اما عن حالات هروب السجناء من السجون فقد اكد كاظم: ان هذه الحالات انتهت ولم تحدث منذ عام 2006 واما بخصوص هروب السجناء الاربعة الذين هربوا من سجن كروبر فقد كان الموضوع فيه تواطؤ من قبل مدير القسم ولم تحدث مشكلة غير هذه،لان المراقبة الامنية مشددة على جميع السجون داخلياً وخارجياً وتعتمد على نظام مراقبة حديث ولا يمكن اختراق اسوارها بسهولة.
واوضح جواد: تم اطلاق سراح 2500 معتقل من سجون دائرة الاصلاح العراقية وخلال شهر واحد فقط ووزارة العدل تعمل بشكل كبير وجدي لحل قضايا المعتقلين وباسرع وقت واطلاق سراح من لم تثبت ادانته.
المصدر:المدى

اللهم بحق الحبيس في قعر سجون الظالمين امامنا موسى بن جعفر الكاظم (ع) فرج عن كل مظلوم في مطامير سجون الظالمين

اللهم فك قيد كل اسير اللهم رد كل غريب الى اهله بحق محمد وال محمد
الحمد لله على نعمة الحرية
مشكور على الموضوع

صفحة 1 من اصل 1