ابو حسين الناصري ll °o.O عضـو مبــــــدع O.o° ll
المشـاركـات : 248 تاريخ التسجيل : 23/04/2007 نقاط : 0 السٌّمعَة : 0
| موضوع: أسرار تنحي الجعفري .. الحلقة الأولى الجمعة مايو 04, 2007 12:02 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اطلعوا على هذه الأسرار وبين اراءكم وتعليقاتكم حولها جزاكم الله خيرا. د. سليم الحسني Wednesday, 25 April 2007
فوجئ الشعب العراقي بقرار الدكتور إبراهيم الجعفري التنحي عن ترشحه لمنصب رئاسة الوزراء عن كتلة الإئتلاف، بعد فترة من التجاذبات كانت هي القضية الأولى في العراق.
جاء إعلان الجعفري مفاجئاً على غير ما توقعه الشارع العراقي، فقد كان يمتلك نقاط قوة كثيرة، أبرزها شعبيته الطاغية، والحق الدستوري الذي يقف الى جانبه، وكذلك كافة آليات العملية الديمقراطية.
كان الجعفري في تلك الفترة يستند الى قوة الدستور والشارع والديمقراطية، وهي عناصر قوة لم تتوفر لسواه، في حين كان خصومه، يقفون في وجه ذلك كله، مما يعني أن الحسم سيكون لصالحه، وأن على خصومه أن يعلنوا البراءة من الديمقراطية، قبل أن يجبروه على التنازل. لكن هذه الحقائق بدل أن تأخذ طريقها الى البرلمان، تلاشت فجأة وتحولت الى حسرة في نفوس أبناء الشعب الذين إنتظروا أن يلقي الجعفري خطاب القسم الدستوري معلناً تشكيل أول حكومة دائمة وفق الدستور العراقي. لم تتجسد الحقيقة، إنما ولدت بدلها الرغبة المتحدية للديمقراطية، وهكذا سارت الأمور.
سيمر وقت طويل حتى يكتب تاريخ العراق أن أول ولادة ديمقراطية قتلت بأيدي العديد من ساسة العراق الجدد، والذي يدعوني الى تقدير أنه وقت طويل، لأن العراق لا يزال حتى اللحظة وبعد مرور أربع سنوات على التغيير، لم يتقبل بعد فكرة الرأي الحر والكلمة المتحررة من الحصار، هكذا هي الصورة في الكثير من الأوساط السياسية ذات السطوة والسلطة.. إنه موروث ثقيل ضارب في التفكير والمزاج والقناعة والعقل، ولا يكفي أن يزول النظام الدكتاتوري لتزول آثاره بسرعة، كما لا يكفي أن يتم الإعلان عن نظام ديمقراطي لتتحول الممارسات الى الديمقراطية فوراً، فلا تزال حرية التعبير وقول الحقيقة محرمة في أجواء إسلامية وعلمانية، ولا يزال كاتب الحقيقة متهماً، بل لا تزال هناك تهم جاهزة مخزونة، توزع على الراغبين بقول الحقيقة، والتعبير عن آرائهم بحرية.
سيمر وقت أطول حتى تكتشف القوى الكبرى، أن بناء الديمقراطية في مجتمعات أدمنت العيش في ظل الديكتاتورية، عملية شاقة متعبة، تحتاج الى صبر يقاس بالسنين لا بالشهور، وأن مرحلة من المران الديمقراطي لا بد أن تكون هي البداية قبل أن يسمحوا لها بحمل بطاقة الديمقراطية. ففي التجربة العراقية، بدأت الديمقراطية صباح اليوم التاسع من نيسان، وكانت صورتها الأولى فوضى عارمة، عبر الكثير من الناس عن فرحتهم بالعهد الديمقراطي من خلال إقتحام مباني الدولة ودوائرها، ونهب كل ما يمكن حمله. وستبقى عالقة في الذاكرة مشهد الشاب الذي حمل إطار شباك أحد الدوائر وخرج يغمر وجهه السرور بالعهد الجديد، كما ستبقى عالقة في الذاكرة صورة الهجوم على المتحف العراقي وسرقة التاريخ كله. سيمر وقت طويل جداً حتى يقتنع الكثيرون أن أخطاء بسيطة يمكن أن تتراكم لتتحول الى معضلة هائلة تجر الشعب الى كوارث تفوق باضعاف مضاعفة ثمن الديمقراطية نفسها. ففي الحالة العراقية صدرت قرارات ومواقف وإجراءات، أدت الى تحويل الدولة الى أجزاء مقطعة، يتقاسمها الأطراف ضمن مبدأ المحاصصة الذي تحول الى أكبر القوانين في تاريخ العراق، وأكثرها نفوذاً وتقديساً، حتى أكبر من الدستور نفسه، وأكثر رواجاً من الديمقراطية نفسها. قانون ولد بأيام، وسيبقى حاكماً لسنوات قادمة، أما آثاره فقد تركت على وجه الديمقراطية تشوهات فظيعة، يحزن من ينظر اليها.
وجاءت نتائجه سريعة: فساد إداري يفوق ميزانية العديد من الدول، إقتتال داخلي جهدت أجهزة الإعلام أن تمنع عنه صفة الحرب الأهلية، إقصاء علني للطاقات والكفاءات العراقية زرعَ اليأس في نفوس علماء العراق وأعادهم ثانية الى المهاجر، تقييد غير مسبوق في دول العالم لحركة رئيس الوزراء بحيث صار الوزير أكثر قوة منه، وأمور أخرى كثيرة يدركها المواطن ويعاني منها، ثم يمني النفس بيوم سيأتي يخلص فيه من عذابات اليوم... عادة ٌ موروثة عند العراقيين يقاومون بها اليأس.
الجعفري الأكثر شعبية
سيسجل تاريخ حزب الدعوة الاسلامية أن الدكتور إبراهيم الجعفري كانت له مبادرة إدخال حزب الدعوة في العملية السياسية في العراق الجديد، فمنهج الحزب المحافظ والمتحفظ، كان على الأرجح سيمنعه من الاشتراك في مجلس الحكم، ويجعله يمضي في منهجه السابق، لا سيما وأن حزب الدعوة قد إتخذ قراراً صارماً بعدم الإشتراك في مؤتمر لندن قبل سقوط نظام صدام، وقد أعلن السفير الأمريكي السابق في بغداد خليل زاد، أن من يقاطع مؤتمر لندن لن يجد لنفسه مكاناً في عراق ما بعد صدام حسين. كان قرار حزب الدعوة بعدم الاشتراك في مؤتمر لندن، له مبرراته الموضوعية، ويعبر عن موقف وطني، يرفض تعريض العراق للإحتلال. ورغم أنه المتضرر الأكبر من نظام صدام حسين، إلا أنه لم يشأ أن يشترك في مشروع دولي يضع العراق تحت الإحتلال، وهو الحزب الذي تأسس وناضل على مدى عقود عديدة من أجل كرامة العراق وكرامة المواطن.
لكن هذه الرؤية لم تكن تروق للولايات المتحدة التي كانت بحاجة الى أكبر حشد عراقي ودولي واعلامي لدعم حربها على العراق.
راهن بعض الزعماء السياسيين على أن حزب الدعوة قد أنهى مستقبله السياسي بعدم حضوره في مؤتمر لندن، ونظروا إليه على أنه حزب سيقضي حياته على الهامش، وكادت تلك النظرة أن تتحول الى حقيقة لو لا مبادرة جريئة من الدكتور إبراهيم الجعفري في الأيام الأولى، حيث عاد الى العراق يوم 27 نيسان 2003 مع عدد محدود من مساعديه كان منهم الصديق عدنان جواد الذي شغل منصب مسؤوله الأمني فيما بعد، والصديق إياد النداوي الذي أصبح سكرتيره الخاص، والصديق عدنان الأسدي وكيل وزير الداخلية الحالي والصديق صادق الركابي مستشار السيد نوري المالكي حالياً.
لم يكن العديد من أعضاء القيادة على قناعة بتحرك الدكتور الجعفري ونشاطه السياسي، إلا أن الجعفري أدرك بأن الإبتعاد عن العملية السياسية سيكلف الحزب ضريبة ثقيلة لا قبل له بها، بل أنه سيجعل تضحياته الجسيمة مركونة في زاوية التاريخ وحده، ستكون مجرد ذكرى يشار لها في ادبيات الحزب.وقد سبق الدكتور الجعفري بهذا الوعي أكثر الذين رفضوا العملية السياسية ثم ادركوا مؤخرا خطأ الانعزال عنها فالتحقوا بها أو بدأوا يضعون شروطا للالتحاق.
قرار جريء إتخذه الجعفري بالدخول في العملية السياسية، وهو بهذا القرار أسقط رهان الآخرين بأن حزب الدعوة يسير نحو الموت، فعكس التوقعات وأعاده الى الواجهة.
في تشكيلة مجلس الحكم في، كان الجعفري ضمن هيئة الرئاسة، وتولى منصب أول رئيس له، في فترة الحاكم المدني الأميركي بول بريمر.
حقيقة تأريخية تم تدوينها بأن الجعفري هو أول رئيس للسلطة بعد سقوط نظام صدام حسين.
ورغم أن مدة رئاسة المجلس كانت لشهر واحد فقط، إلا ان الدكتور إبراهيم الجعفري إستطاع أن يحلق عالياً فتحول بسرعة خاطفة الى قوة طاغية في الساحة العراقية، وحظي بشعبية كبيرة.
أثارت طريقة إدارة الجعفري لمجلس الحكم، ونشاطه المكثف وطروحاته في تشكيل الحكومة، مخاوف بعض الأطراف، وأدركت أن الرجل يتجه لأن يكون ظاهرة في العراق، وهي مسألة تبعث على القلق في أجواء سياسية حديثة العهد بالسلطة والحكم.
ومما زاد المخاوف أن الأجهزة الامريكية كانت تجري استفتاءات سرية في محافظات العراق، وكانت النتائج تضع الدكتور الجعفري على رأس قائمة أكثر الزعماء السياسيين شعبية، بما في ذلك محافظة الموصل.
بدأ الجعفري يتحول إذن الى ظاهرة، وبدأ يأخذ طريقه نحو قمة الهرم السياسي في العراق الجديد.
وكان ذلك بداية تجمع بعض الأطراف للوقوف ضده، وقد إتفقوا على أن يصاغ الدستور بطريقة تحرم الجعفري من الوصول الى الرئاسة عن طريق الإنتخاب المباشر.
وبدل أن يصاغ الدستور الاول في العراق الديمقراطي بطريقة موضوعية بعيداً عن أي إعتبارات أخرى، فإن العامل الذاتي والتنافسات الشخصية، تركت بصمة كبيرة عليه، لن تزول بسهولة، وكان المستهدف فيها الجعفري دون سواه.
كانت تلك الطعنة الأولى التي تلقاها الجعفري، ثم توالت الأخريات يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــع لطفا الحلقة الثانية | |
|
عدنان الناصري ll ::. [ مـؤسس الـمنتـــدى ].:: ll
الأقــــامــــــة : العراق المشـاركـات : 969 تاريخ التسجيل : 13/04/2007 نقاط : 778 السٌّمعَة : 5
| موضوع: رد: أسرار تنحي الجعفري .. الحلقة الأولى الإثنين مايو 14, 2007 11:27 pm | |
| شكرا يا علي 2000 المحترم على نشر هذا الموضوع | |
|