احذر أن تكون كافراً، فالكفر خبث يتسلل إلى الواحد منا وهو في غفلة عن حاله وأحواله، بل احذر كل الحذر من كفر قد داخلك فصادقته ولم تعرفه..مخيفٌ هذا الأمر إن لم ننتبه إلى ضرورة الاحتراز بالحيطة والحذر، ونحن نعيش حياة اتخذ الشيطان جانباً منها بعد أن أعلن تحديه السافر حين قال (لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ).
إن واقع المواجهة بين الإنسان الحَذِر، وجهد الشيطان في ممارسة إغوائه لا يحتاج إلى دليل، لأن مكان هذه المواجهة النفس التي تستشعر الخطر بمجرد وقوع مقدماته، فلا يُنكِرُ عاقلٌ أنه يعيش تحدٍّ دائم ومستمر مع الجانب الآخر لهذه الحياة الدنيا، وهو جانب الضلال الذي يقود إليه الشيطان بحبائله ومكره، وهنا تأتي اهمية القرار، فإما غلبة، أو استسلام.
إنني في هذه السطور أفترض – وأسأل الله (العلي القدير) أن أكون مصيباً- أن قرآئي من المؤمنين العقلاء الذيت يتوقون لقرار الحسم بالانتصار على الشيطان وجنوده، لذا فإن يدي مُدَت إليكم لنمضي سوية في طريق البحث عن أسلحة النصر.
في مضينا نحو الأمل تحضرني الحكمة القائلة: (من عرف لغة قوم أمن مكرهم)، ولأنه من البداهة بمكان أن لغة عدونا الأول وهو الشيطان، تقع في مقابل لغة ناصرنا – عز وجل-، كما من العقل تعلم لغة النصر لنكشف بها لغة الضلال.. إنه السلاح الحاسم..
سلاح العلم، به نطلب الحقائق فنصل إليها –إن شاء الله تعالى-، وبوصولنا ذاك نميز بين اللغتين، وبالتالي نفرق بين سبيل الهدى، وسبل الضلال.
إذاً نحن أمام خيار الإنطلاق الإيماني في هذه الحياة الدنيا، فإما علمٌ يستنهض هممنا، وإنما جهل يأخذ بالأعناق.
بالعلم – يا أصدقاي – نستقوي على استغفالات الشيطان ومكره وحبائله لأن كل ذلك لا يمكنه الصمود شموخ العلم وسموه، ولعمري كيف له أن يصمد أمام علم الإيمان –تعالى- ورسوله وأئمة الحق –صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.
كيف له أن يقاوم علوم القرآن العظيم، وأحاديث العترة المشرفة.. لا يمكنه مواجهة علم نرى فيه الله –عز وجل-، وهذا في الواقع ليس غريباً على نَفَسِ الدين الحنيف..
فقد قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (أكثر الناس قيمة أكثرهم علماً، وأقل الناس قيمة أقلهم علماً)
وقال الإمام علي (عليه الصلاة والسلام): (من قاتل جهله بعلمه فاز بالحظ الأسعد)
وقال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله): (إن لقمان قال لابنه: يابني عليك بمجالسة العلماء، واستمع كلام الحكماء، فإن الله يحي القلب الميتبنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر)
فالعلم –إذاً- منجاة من الهلكات، ورافع لنا عن سافل الدرجات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد علي العلوي