إجراءات في مصر للحيلولة دون تفشي فيروس اتش.1 ان.1 بالمدارس

القاهرة (رويترز) - تستعد مصر لبدء الدراسة بعد تأجيلها أسبوعا خوفا من انتشار وبائي لفيروس (اتش.1 ان.1) الذي يُعرف إعلاميا باسم انفلونزا الخنازير. وكان مُقررا فتح المدارس والجامعات التي يدرس فيها ملايين الطلاب يوم 26 سبتمبر أيلول.
ويسعى المسؤولون الى طمأنة الآباء الى فعالية الإجراءات التي ستتخذ مع بدء الدراسة للحيولة دون تفشي الفيروس بين الطلاب.
وخسرت مصر القسم الأعظم من ثروتها من الطيور الداجنة وعددا من الوفيات بوصول فيروس انفلونزا الطيور الأشد فتكا اليها عام 2006. واتخذت السلطات إجراءات صارمة لمواجهة فيروس (اتش.1 ان.1) وصلت الى حد إعدام جميع الخنازير في إجراء قوبل بانتقادات شديدة من خبراء الصحة في لعالم.
لكن وزير التربية والتعليم المصري يسري الجمل ذكر أن اجراءات إضافية اتُخذت لضمان تخفيف التكدس في الفصول لتفادي انتشار الفيروس.
وقال الجمل "الحقيقة فيه إجراءات كثيرة تم اتخاذها خلال الفترة الماضية وبالتعاون مع وزارة الصحة. مميزها أولا تقليل الكثافات. انه في المدارس ذات الكثافات العالية تتخذ اجراءات وهذه الاجراءات تتم وفقا لحالة كل مدرسة على حدة ويتم اعتمادها من المحافظ. اما باستخدام يوم السبت كاضافة للخمسة أيام التي كانت موجودة أو بان المدرسة تعمل على فترتين أو انه في بعض الحالات الأُخرى المدرسة تعمل ثلاث أيام فقط في الاسبوع لكل مرحلة دراسية بحيث انه يتم تقسيم الدفعة غلى قسمين وبالتالي بيتم تخفيض الكثافة الى النصف."
وذكر الوزير أن التلاميذ سيستطيعون متابعة الدروس من خلال القنوات التعليمية بالتلفزيون المصري لتعويض التخفيض في وقت الدراسة.
وأضاف "الفترة الزمنية المخصصة للمدرسة ستقل وبالتالي هناك أساليب داعمة. هذه الأساليب تكون من خلال القنوات التعليمية. فاستخدام أربع قنوات تعليمية تعمل طول الوقت من الثامنة صباحا حتى 12 مساء بالتوازي مع المنهج الدراسي الذي يقدم في المدارس."
وبدأت المدارس بالفعل تطبيق الاجراءات الجديدة للوقاية من الفيروس قبل بدء الدراسة. وتشمل الاجراءات زيادة نظافة الفصول ودورات المياه ووضع لافتات ارشادية لتوعية الطلاب وتقليل التجمعات وتواجد أطباء وزائرين صحيين طوال اليوم الدراسي لاكتشاف أي حالات اصابة مشتبه بها.
وعرضت مدرسة المستقبل التجريبية التكميلية للغات بحي العباسية في القاهرة للصحفيين جانبا من تلك الاجراءات. ورغم التزام المدرسة الواضح بالاجراءات التي فرضتها الحكومة فمن المستبعد أن يتمكن العديد من المدارس الحكومية التي تفتقر الى الموارد من تنفيذ كل ما تشمله حملة الوقاية من الانفلونزا.
وذكر الدكتور نبيل محروس طبيب مدرسة المستقبل التجريبية أن التلاميذ سيخضعون لمراقبة لصيقة للكشف المُبكر عن أي حالات إصابة بالمرض.
وقال ان هناك عدة اجراءات أولها فحص طلاب المدرسة وهم في الطابور. ولو اشتبه في أحدهم ينقل الى بمعزل عن بقية زملائه لكي لا ينقل العدوى لاحد ثم تأتي محاولة اتخاذ الاجراء اللي الممكن اتخاذه معه.
ويقول المسؤولون ان أي مدرسة تكتشف فيها حالات اصابة مؤكدة بالفيروس ستؤجل فيها الدراسة أسبوعين وسيجري اخضاع كل التلاميذ الآخرين بالمدرسة للفحص الطبي.
وذكرت منى صدقي مديرة مدرسة المستقبل التجريبية أن التركيز سيكون على توعية التلاميذ بأساليب الوقاية وأكدت أن الاستعدادات لبدء الدراسة بدأت بالفعل.
وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية الى أن زهاء 900 حالة اصابة بفيروس اتش.1 ان.1 اكتشفت في مصر حتى الآن. كما توفيت في مصر امرأتان بالمرض أولاهما كانت عائدة من العمرة بينما كان زوج الاخرى عائدا من العمل في السعودية.
وأجلت الدراسة لإتاحة الفرصة للحكومة للتعاقد على استيراد لقاحات من الخارج ولحين انتهاء موسم العمرة وتأكيد عودة جميع المعتمرين واستقرار حالاتهم بعد العودة وانقضاء فترة حضانة المرض لدى أي منهم.
لكن تأكيدات الحكومة لم تكف لاقناع واحدة من الأمهات.
وقالت الام انها واحدة من الناس ابنتها في الاعدادية ولا تريد لها ان تذهب الى المدرسة. والبرامج التعليمية ستأتي من الساعة كم للساعة كم.. وهل ستتفرغ رسميا للبرامج التعليمية التي يبثها التلفزيون فقط؟. وأضافت انه اذا كان وزير التربية والتعليم يقول انه لا دروس خصوصية في المدارس فان المدرسين سيعطون الدروس الخصوصية في البيوت.
وسواء كان رد فعل السلطات تجاه الأزمة مبالغا فيه في رأي البعض الذين يستشهدون باعدام الخنازير أو كان رد الفعل أقل من اللازم نظرا للتكدس الكبير في المدارس والجامعات المصرية فسيتضح قريبا مدى فعالية اجراءات الوقاية من فيروس اتش.1 ان.1 بعد أن ينهي الطلاب عطلة الصيف الطويلة ليبدأوا الدراسة.