رفع مواطن سعودي دعوى قضائية ضد "جماعة من الجنّ"، متهماً إياهم بإزعاجه وإيذائه بشكل يومي، خاصة في الساعة الأخيرة من الليل، وهو ما جعله يعيش في حالة من القلق المستمر وحرمان من النوم.
لكن قرار قضاة محكمة العارضة في منطقة جازان في السعودية جاء بردّ الدعوى، إذ أنه لا يحكم إلا في القضايا المتعلقة بالإنس فقط، وفق ما قال رئيس المحاكم المستعجلة بجازان الشيخ علي بن شيبان العامري لصحيفة "الوطن" السعودية 28-5-2007، نافياً قدرة "أي قاض أن يحكم في أمر يخص الجن لأنه لم ترد في ذلك أي نصوص شرعية".
وقال عدد من جيران المدعي للصحيفة أنه يعاني من مرض نفسي منذ سنوات عديدة، وأنه كثيرا ما كان يأتي إليهم ليستشيرهم في أمر جماعة من الجن زعم أنهم يزعجونه كثيرا، ويؤذونه بشكل لم يعد قادرا على تحمله.
من جانبه، رجح الإختصاصي النفسي بمستشفى الملك فهد بجازان الدكتور عبدالرحيم الميرابي أن يكون الرجل مصابا بمرض عقلي وليس نفسي، وهو ما يجعله غير مسؤول شرعاً عن أقواله وأفعاله. وأشار إلى أنه يكون مصابا بالفصام (الزورائي) إذا كان قد تجاوز الثلاثين من العمر وربما يكون مصابا بخبل البلوغ "الهيبفرينيا" (HEBEPHRENIA) إذا كان دون ذلك.
وأضاف الميرابي أنه، بصفة عامة، يتصف الفصام بسمات ذهانية مثل الضلالات واضطرابات التفكير والهلاوس والتبلد الوجداني وتدهور الوظائف العقلية، مع سماع
المريض لمجموعة أصوات تتجادل أو يجادلها والشعور بأنه واقع تحت تأثيرات خارجية أتته من الجن والشياطين وأنهم يكلمونه دون غيره وجميع الأفعال التي تبدر منه يعتقد أنها من عمل أو تأثير الآخرين إنساً أو جناً. ولفت إلى صعوبة علاج الفصام ومميزية تنويم المصابين به في المصحات المختصة لحمايتهم من أنفسهم لأن الانتحار أمر شائع بينهم.