أحمدي نجاد يرحّب بحوار "صادق" مع واشنطن
القاهرة - من جمال فهمي والوكالات:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يلتقي مسؤولون من نحو 50 دولة، الى ممثلين للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، في شرم الشيخ اليوم وغداً، في تظاهرة سياسية ضخمة لاصدار ما يسمى "العهد الدولي حول العراق" الذي يعرض على الحكومة العراقية دعما ماليا وسياسيا وتقنيا في مقابل إجراء سلسلة من الإصلاحات، اضافة الى البحث في سبل احتواء الصراع في هذا البلد والحؤول دون امتداد العنف إلى جيرانه. وفيما يشكك ديبلوماسيون في إمكان تحسن الوضع الأمني في العراق على المدى القصير، يأمل البعض في أن يشكل المؤتمر ضغطاً لإنهاء الدعم الخارجي للفصائل المختلفة وتأكيد برامج للمساعدة في إعادة بناء العراق الذي أنهكته الحرب.
وتتركز الأنظار خصوصاً، على اجتماع محتمل على هامش المؤتمر بين وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الإيراني منوشهر متكي، وهو ما سيكون، في حال حصوله، الأول على هذا المستوى بين البلدين منذ 27 سنة، واضافة الى لقاء لرايس ونظيرها السوري وليد المعلم قد يتطرقان فيه الى الملف اللبناني.
وبدأ أمس وصول المشاركين في المؤتمر الى المنتجع المصري، وعقدت وفود دول الجوار العراقي اجتماعا تحضيريا على مستوى الخبراء للتوافق على صيغة البيان الذي سيصدره وزراء الخارجية لهذه الدول في نهاية اجتماعهم غداً بعد انتهاء التظاهرة الدولية التي ستتزعمها وزيرة الخارجية الأميركية.
وتوصل ممثلو دول الجوار العراقي بعد خلافات وجدل استمر ثلاث ساعات، الى ما سموه "صيغة حل وسط" لموضوع الخلاف الرئيسي في مسودة البيان الذي سيصادق عليه الوزراء والمتعلق بمطلب غالبية المشاركين تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية وحلفائها من العراق، وهو ما واجه رفضاً صارماً من وفد حكومة بغداد، قبل أن يتفق المجتمعون على صيغة اقترحها العراقيون ترهن الانسحاب "بجهوز الجيش وقوى الأمن العراقية".
واستهلت رايس نشاطاتها في شرم الشيخ التي وصلت اليها بعد ظهر أمس، بلقاءات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي -مون ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط.
وهي كانت حاولت تخفيف التوقعات المنتظرة من اجتماعات شرم الشيخ.وقالت للصحافيين الذين رافقوها على الطائرة الى مصر في سياق تعليقها على رفض العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز طلب واشنطن أن يستقبل المالكي، إن "الدول العربية المجاورة للعراق ذات الغالبية السنية لا تزال تتوجس من رئيس الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الائتلاف الشيعي"، معتبرة أن "الأمر سيستغرق وقتاً... سنحتاج الى وقت لتجاوز الهواجس والشكوك في المنطقة وسنحتاج الى وقت أيضا لتجاوز هواجس الحالة العراقية التي تغذي الشكوك في المنطقة".
غير أنها حذرت من "الخسائر" التي ستشمل جيران العراق والمنطقة برمتها اذا لم يوضع حد لتفاقم الحالة العراقية، ودعت جيران العراق الى "إظهار دعمهم" لحكومة بغداد والى "تشجيع الفصائل السياسية على المشاركة في عملية المصالحة". وأضافت: "أهم رسالة سأنقلها (الى المشاركين في مؤتمر شرم الشيخ) أن عراق مستقرا وموحدا وديموقراطيا سيكون عماد الاستقرار في الشرق الأوسط، أما عراق غير مستقر وغير موحد فسيكون مصدر عدم استقرار للمنطقة كلها". رايس - متكي؟
ومع أن العراق وأزمته هما العنوان الكبير لتظاهرة شرم الشيخ ، فإن النشاطات والاجتماعات التي عقدت وتعقد على هامشها حتى مساء الجمعة، قد تكون من الأهمية بحيث تخطف الأضواء من الموضوع الأصلي.
لذا توافدت جحافل من الصحافيين (أكثر من 1200 صحافي) الى شرم الشيخ لمتابعة اللقاء المرتقب الذي كثر الحديث عنه في الأيام الأخيرة بين رايس ومتكي والذي لم تشأ الوزيرة الاميركية أن تنفي أو تؤكد احتمال حصوله، لكنها قالت للصحافيين المرافقين لها: "اذا التقينا سيكون الموضوع العراقي هو أساس المحادثات" من غير ان تستبعد التطرق الي الملف النووي الايراني. واوضحت انها "اذا ناقشت (مع متكي) مواضيع أخرى، فانني مستعدة للحديث في هذا الأمر.. علي الأقل للتذكير بالسياسة الأميركية... نحن جزء من تحالف دولي يعنى بالملف النووي الايراني ولدينا وسيلة اتصال واحدة (مع ايران) في هذا الشأن هو خافيير سولانا" المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الأوروبي.
وصرح الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ: "أننا نعول على اللقاء الأميركي - الايراني ونشجعه، ونعتقد أن اقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة وايران ستساعد العراقيين كثيرا".
رايس - المعلم
وفيما تزايدت التكهنات عن احتمال حصول لقاء آخر بين رايس ووزير الخارجية السوري الذي يرئس وفد بلاده الى مؤتمر شرم الشيخ، أفاد مسؤول عراقي رفيع وديبلوماسي عربي بارز أن الوزيرة الاميركية ستلتقي المعلم في مصر اليوم أو غداً . وانهما سيجريان محادثات أيضا في شأن لبنان.
وقال المسؤول العراقي ان الاجتماع قد يحقق انفراجاً في موضوع لبنان.
وأبلغت مصادر ديبلوماسية عربية الى "النهار" أن رايس ستعقد اليوم لقاء مع وزراء الخارجية لخمس دول عربية، بينها سوريا ومصر والسعودية والبحرين، يتركز على جهود تحريك عملية السلام في المنطقة في ضوء مقررات قمة الرياض الأخيرة لتفعيل مبادرة السلام العربية. وقالت إن اجتماع رايس مع الوزراء العرب الخمسة سيكون بمثابة اجتماع تمهيدي لتحضير الأفكار التي ستطرح في اجتماع وزراء الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط الذي سيحضره وزراء الدول الخمس غداً.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون ماكورماك صرح الثلثاء أن الاجتماع المشترك بين الرباعية الدولية والوزراء العرب بمن فيهم الوزير السوري لن يتطرق الى مجريات الأزمة اللبنانية، انما سيكرس فقط للبحث في سبل تحريك عملية السلام بين اسرائيل والعرب. وقال إن الأطراف العرب الذين سيشاركون في الاجتماع مدعوون بصفة كونهم أعضاء في لجنة تفعيل مبادرة السلام العربية.
وفي لندن، قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز إن المحادثات التي ستجرى في مصر "ستكون مهمة لأن الوزيرة رايس ستجلس الى الطاولة مع وزير الخارجية السوري، ونأمل ونعتقد انها ستجلس مع وزير الخارجية الإيراني على رغم أن (موقف) الإيرانيين كان ملتبسا بعض الشيء" في ما يتعلق بالحضور.
وفي طهران، قال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد إن "الامة الايرانية ترحب بحوار صادق" مع الولايات المتحدة.
وقبله، نفى نائب وزير الخارجية الايراني مهدي مصطفوي احتمال المحادثات المباشرة.ونقلت عنه وكالة "ايسنا" الطالبية إن"الظروف غير ملائمة في الوقت الحاضر لاجراء محادثات... الحوار مع الولايات المتحدة ليس متجانساً مع الشروط الاميركية المسبقة والمواقف (من ايران)... ليس ممكناً اظهار العداوة القصوى لايران من جهة، والتعبير عن مصلحة في اجراء محادثات (معها) من جهة أخرى".