هزم الاسلاميون في معاقلهم .. وان فازوا في اخرى..قراءة في نتائج الانتخابات البرلمانية العرا

هزم الاسلاميون في معاقلهم .. وان فازوا في اخرى..قراءة في نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية/ضياء الناصري-طهران

ائتلاف دولة القانون ومن وراءه رئيس الوزراء نوري المالكي او حزب الدعوة الاسلامي سمه ماشئت اكتسحت هذه القائمة معظم المحافظات الجنوبية وخصوصا البصرة وبغداد بأغلبية اعضاء مجلس المحافظة (الامر الذي يمكنه من تسمية المحافظ ورئيس مجلس المحافظة دون تحالفات) لكنه هزم في معقله الوحيد خلال الاعوام الستة الماضية كربلاء وجاءت الهزيمة على يد قائم مقام سابق هو يوسف الحبوبي الذي ترك بصمته في الخدمات التي قدمها لمدينة كربلاء في ايام حكم نظام صدام حسين حيث اخذ اصواتا تفوق مايحتاجه مقعدا واحدا من الاصوات .. حتى قيل لو ان الحبوبي نزل بقائمة من المرشحين الاخرين لفاز هو ومن معه ..
لكن الخدمات التي شهدتها مدينة النجف من مطار النجف الدولي الجديد الى الطرق والجسور واشارات المرور والخدمات التي شهدتها المدينة والتي يلمسها الزائر ما ان تطأ قدماه ارض النجف .. كل هذه الخدمات وسواها لم تكن كافية على مايبدو لاقناع الناخب النجفي بالتصويت لقائمة شهيد المحراب والقوى المستقلة ومن وراءه المجلس الاعلى وعائلة السادة ال الحكيم .. المجلس الذي تكبد اكبر الخسائر عندما فقد سبعة محافظات كان يسيطر عليها والاهم معقله الرئيسي النجف بل انه بات (اقلية انتخابية لو جازت التسمية) في كل المحافظات التي قدم فيها نموذجه العملي في الادارة وفي مجالس المحافظات .. ويبقى السؤال لماذا فاز الحبوبي بخدمات قدمها لكربلاء وخسر المجلس بخدمات قدمها في النجف .. دون جواب ؟؟
ووصولا الى ثالث مكون سياسي شيعي هام هو التيار الصدري او جيش المهدي ولو بواجهة تيار الاحرار ومن خلفه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر .. فهذا التيار الذي فرض هيمنته وحضوره في اكثر من ميدان وساحة عسكريا واستعراضيا وانتخابيا .. جاءت النتائج لتعطيه رتبة متدنية في الأصوات والمقاعد لا في بغداد حيث مدينة الصدر فحسب بل حتى انه هزم في البصرة حيث صولة الفرسان والعمارة او ميسان التي كان يسيطر فيها على مجلس المحافظة فضلا عن المحافظ المحسوب عليه طيلة الاعوام الستة الماضية .. وجاء في مرتبة متأخرة في معقله الابرز محافظة ميسان بعد مدينة الصدر
اما المكون الشيعي الديني الاسلامي الرابع فهو حزب الفضيلة ومن وراءه اية الله اليعقوبي كمرجعية دينية فقد مني بهزيمة فادحة في العاصمة الاقتصادية للعراق البصرة او الصمام الأبهر العراقي حيث كان يسيطر .. يأمروينهي ولا ينتهي .. وله كلمة مؤثرة في الفساد في مجلس النواب الذي يسيطر على لجنة النزاهة فيه وطالما شغل الشارع العراقي بملفات فساد فتحها هنا وهناك لكنه متهم ايضا من خصومه السياسيين بالفساد .. حزب الفضيلة هو الاخر مني بهزيمة كبيرة في معقله البصرة لصالح خصمه حزب الدعوة ..
هذا على الصعيد الشيعي .. اما سنيا ففي المحافظات الغربيه وتحديدا الانبار .. هزم الحزب الاسلامي بزعامة طارق الهاشمي وان كان الاخير يشغل حاليا النائب الثاني لرئيس الجمهورية جلال الطالباني وعضو هيئة الرئاسة وايضا عضو لجنة (3+1) اي مجلس الرئاسة ورئاسة الوزراء .. وايضا الهاشمي احد اهم اللاعبين السياسيين السنة في العملية السياسية .. فهو وحزبه ايضا هزموا في المحافظات الغربية مقابل اجتياح مجالس الصحوات والاسناد وعائلة ابو ريشة التي سيطرت على بعضٍ من الكل شيء، وحتى ان مطالبة الهاشمي بالانسحاب من العملية السياسية في حال عدم التصويت على المرشح لمنصب رئيس المجلس النيابي من حزبه فهذا لم يغير في المعادلة الانتخابية ولا في لعبة الاصوات شيئا .. فسكين المحاصصة السياسية الحاد ابقى هذا المنصب شاغرا لصالح اي مرشح سني والذي ترى فيه القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية فرصتها الاخيرة قبل ان يتركوا المقاعد لمن فازوا بالانتخابات النيابية مؤخرا
وقبل الختام .. فان التغيرات الحالية لصالح اي حزب او تراجع التأييد عن احزاب اخرى لايعني بقاء نسبة التأييد كما هي حتى نهاية العام الحالي بانتظار الانتخابات النيابية المتوقع اجراؤها اواخر العام الحالي.. وحتى ذلك الحين فان نتائج الانتخابات البلدية حتما سترسم معالم الانتخابات النيابية وشكل التحالفات فيها اولا، وشكل الحكومة ثانيا ، وتوزيع المناصب الثلاثة الابرز كرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ثالثا ..

صفحة 1 من اصل 1