منتديات الاصلاح الثقافية
اهلا وسهلا بكـ عزيزي الزائر في منتديات الاصلاح الثقافية اذا كانت زيارتك هذه هي الاولى الى منتديات الاصلاح الثقافية يمكنكــ الان الانضمام الى اسرة المنتدى ......
منتديات الاصلاح الثقافية
اهلا وسهلا بكـ عزيزي الزائر في منتديات الاصلاح الثقافية اذا كانت زيارتك هذه هي الاولى الى منتديات الاصلاح الثقافية يمكنكــ الان الانضمام الى اسرة المنتدى ......
منتديات الاصلاح الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 

 القرآن معجزة الرسول (ص)-1-

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Maro
ll ::. [ مـؤسس الـمنتـــدى ].:: ll
ll ::. [ مـؤسس الـمنتـــدى  ].:: ll
Maro


الأقــــامــــــة : العراق
المشـاركـات : 532
العمر : 24
تاريخ التسجيل : 09/06/2007
نقاط : 117
السٌّمعَة : 0

القرآن معجزة الرسول (ص)-1- Empty
مُساهمةموضوع: القرآن معجزة الرسول (ص)-1-   القرآن معجزة الرسول (ص)-1- I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 13, 2008 11:51 pm

القرآن معجزة الرسول

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى
آله الطيبين الطاهرين..
وبعـد،
في هذا اليوم المبارك أحب أن أبحث معكم في موضوع، نرى القرآن الكريم
يحرص على ذكره في هذه الأوقات وبمناسبة ذكرى شهر رمضان. فحينما تقرأ القرآن
الكريم، وهو يبحث عن وجوب الصوم، وأنّ الصوم كُتب عليكم كما كُتب على الذين
من قِبلكم، وأنه يجب في أيام معدودات ويعيّن الموعد وهو شهر رمضان، ولا يكتفي
بذكر شهر رمضان، بل يزيد: شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن، يريد أن يوحي الى
المستمعين الى الأمة أنّ هناك ارتباطاً بين الصيام وبين القرآن، لأنّ القرآن
كتاب الهداية وفيه بينّات من الهدى والفرقان.
ثم لعلكم تنتبهون أنّ في أدعية هذا الشهر بعد الصلاة، بعد كل صلاة،
الدعاء النهاري والدعاء الليلي وأدعية هذا الشهر حينما يأتي لفظ شهر رمضان
فوراً يأتي بعده {الذي أُنزل فيه القرآن}. مما يدل على أنّ في هذا الشهر
عناية خاصة بالقرآن الكريم، وأنّ هناك ارتباطاً بين الصيام وبين الهداية
والبيّنات المتمثلة في القرآن الكريم، ثم نرى أنّ قرآن النبي، قرآن الله، هذا
الكتاب نزل في هذا الشهر، ونزول القرآن في هذا الشهر أيضاً يتطلب التفكر في
الأمر.
زائداً على هذا: في أحاديثنا المأثورة، وخاصة في خطبة النبي المعروفة
"أيها الناس قد أقبل عليكم شهر الله" يؤكد النبي في هذه الخطبة، وفي جميع
الروايات والتعاليم المأثورة، يؤكد ويؤكد الأئمة (ع) جميعاً على الإهتمام
بالقرآن وقراءة القرآن وتلاوة آياته والتفكير في معانيه وأمثال ذلك.
هذه المعاني تستدعي البحث في القرآن الكريم، في هذا الشهر لا بد أنكم
تقرأون القرآن بكثرة كما هو وارد، ولكن أحب أن أتكلم اليوم في أصل القرآن
وخلاصة لحالات القرآن، ووضع القرآن.
والحقيقة أنّ القرآن هو مميز شيء في حياة المسلمين على أساس أنّ القرآن
هو معجزة الرسول الباقية، لأنّ معجزات الرسول التي صدرت عنه (ص) في أيام
حياته نحن ما شاهدناه وانقطعنا عنها، ولكن القرآن معجزة باقية مستمرة بين
أيدينا، ولهذا فالقرآن هو السبيل الى النبي والى الإسلام والى الله. القرآن
هو الدليل للوصول الى رسالة الله. ثم إنّ القرآن الكريم، كما سوف أتكلم في
هذا اليوم، هو سبب خلود الإسلام، لو لم يكن القرآن بهذه الكيفية وبهذه اللغة،
لو لم يكن القرآن بألفاظه من وحي الله لما كان الإسلام خالداً أبداً، خلود
الإسلام بالقرآن، كما أنّ أصل الإسلام بالقرآن، وزائداً على هذا وذاك فنحن
حينما نرجع الى الأخبار والى الآيات ونقرأ أوصاف القرآن نتعجب ونهتز ونشعر
بوجوب الإهتمام بالقرآن أكثر فأكثر. فمن صفاته بأنه {لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه} (فصلت: 41)، وأنه لا ريب فيه وأنه الفرقان أي الفارق بين
الحق والباطل، وأنّ فيه تبيان كل شيء، لا نمر على هذه الكلمات مروراً عابراً،
فيه تبيان كل شيء، جميع الأشياء مبيّنة بالقرآن الكريم.
ثم روايات وتعاليم واردة عن النبي تؤكد بصورة عجيبة اهتمامنا ولزوم
اهتمامنا بالقرآن فيقول النبي الكريم (ص): "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله
وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلّوا" يعني وراثتنا وتركة نبيّنا في
هذه الأمة. على هذا الأساس نجد أنّ النبي (ص) يؤكد في موضع آخر ويقول: "إذا
التبست عليكم الفتن كغياهب الليل المدلهمّ فعليكم بالقرآن"، ويقول في كثير من
أخباره وآثاره: "مَن جعله [أي مَن جعل القرآن] أمامه ساقه الى الجنة، ومَن
جعله خلفه قاده الى النار". وهكذا أخبار وآثار كثيرة ليس في هذا الوقت مجال
للتحدث عن جميعها، ولكن أحب في هذا اليوم أن أتكلم بعض الشيء في القرآن حتى
يكون عندنا شيء موجز من الإلمام بهذا الكتاب العزيز الذي هو عندنا بعد الله مباشرة.


(يتبع )

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Maro
ll ::. [ مـؤسس الـمنتـــدى ].:: ll
ll ::. [ مـؤسس الـمنتـــدى  ].:: ll
Maro


الأقــــامــــــة : العراق
المشـاركـات : 532
العمر : 24
تاريخ التسجيل : 09/06/2007
نقاط : 117
السٌّمعَة : 0

القرآن معجزة الرسول (ص)-1- Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن معجزة الرسول (ص)-1-   القرآن معجزة الرسول (ص)-1- I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 13, 2008 11:53 pm


تابع - القرآن معجزة الرسول (ص) للامام السيد موسى الصدر
فإذاً، القرآن ما أتاه الباطل ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من
خلفه، وقد وعد الله تعالى النبي والأمة: {إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له
لحافظون} (الحجر: 9) هو حفظ هذا القرآن الكريم، وأما جمع القرآن الكريم فكانت
الآيات مجتمعة، وكان مئات من الصحابة يحفظون القرآن فانجمع القرآن في أيام
الخليفة الأول، ثم في أيام الخليفة الثاني، ثم في أيام الخليفة الثالث، جمعوا
القرآن ووضعوه في أربع أو سبع نسخ، ووزعوه على أقطار العالم الإسلامي من دون
زيادة ولا نقيصة ولا تحريف حرف. الأمر ما كان سهلاً حتى يغيّروا ويبدّلوا
وأمام أصحاب النبي (ص) وأمام علي (ع)، لا يمكن تحريف ولا تبديل. ونحن نقرأ
أنّ يوماً من الأيام كان الخليفة عمر بن الخطاب على المنبر فقرأ الآية
الكريمة {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي
الله عنهم ورضوا عنه} (التوبة: 100) قرأ هذه الآية بإسقاط "واو" فقط، يعني
قرأ الآية بهذا الشكل: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين
اتبعوهم بإحسان"، محل {والذين اتبعوهم بإحسان} قال "الذين اتبعوهم بإحسان"،
قام أعرابي من وسط الناس قال له: {والذين اتبعوهم بإحسان} صحح خطأك. فتراجع
الخليفة لأنه كان مخطئاً بهذا التعبير فقال {والذين اتبعوهم بإحسان}، ما تركه
الرجل، أخرج الخنجر وقال: "أقم وإلاّ أقمناك بهذا المعوجّ".
القرآن لا يمكن التلاعب فيه لا بزيادة "واو" ولا نقيصة "واو"، يجب أن
يُحتفظ به، وهكذا احتفظوا بالقرآن.
وأما ما ورد أنّ ابن مسعود مثلاً كان يقرأ "يا أيها الرسول بلّغ ما
أُنزل إليك في حق علي" مثلاً، أما ما ورد أنّ مصحف علي الذي كان يجمعه الإمام
بعد وفاة رسول الله كان فيه أشياء وأشياء. وما ورد من الروايات الواردة في
أنّ القرآن قد نقص منه أو زاد فيه وأمثال ذلك، فهذا على نوعين: نوع هو من دسّ
الإسرائيليين – حسب تعبير فقهائنا – الذين بخلوا وحسدوا وتآمروا على الإسلام
فدسّوا أحاديث في كتب أحاديثنا تدّعي وتقول بتحريف القرآن ونقص القرآن، وقسم
آخر من الأحاديث في الحقيقة أنّ {بلّغ ما أُنزل إليك} كانت في حق علي ليست من
القرآن، وإنما كانت تفسيراً للقرآن. شأن النزول، مورد النزول، توضيحات،
تعليقات، هذه الأشياء كان الإمام جامعها مع القرآن كتفسير للقرآن، كتاريخ
للقرآن، وكان عنده، وهذا هو السبب، وهذه الثروة الكبرى التي كانت للمسلمين
ومع الأسف ما استفادوا منها وبقيت هذه الثروة مخزونة عند آل البيت (سلام الله
عليهم).
فإذاً، القرآن كتاب الله ما زاد ولا نقص، إحتفظت الأمة به وبقي، والله
كما نزّله هو حافظ له. هذا أصل الموضوع.
وأحب أن أذكر هنا بعض النقاط: قلنا إنّ القرآن هو سند صدق النبي،
المعجزة الباقية، كيف عرفنا أنّ القرآن هو المعجزة الباقية؟ وكيف نفهم من طرف
القرآن أنّ النبي كان رسولاً من قِبل الله تعالى؟ هذا له عدة وجوه وعدة أدلة
ليس لنا مجال للتفصيل والبحث وإنما أذكر بعض النقاط.
أولاً: كما تعلمون أنّ القرآن الكريم جاء وكان النبي بين أمّة كانوا
فصحاء بلغاء يعتزون بالفصاحة والبلاغة، ويعرفون شؤون الفصاحة والبلاغة بكل
اهتمام وبكل دقة. وكانوا يعلّقون الأشعار الفاخرة الممتازة على حيطان
"الكعبة"، وكان لهم "سوق عكاظ" يستمعون الى الشعر كما يشترون البضائع، وكان
فصحاء العرب معروفين بين الناس. فالعرب قبل الإسلام كان من ميزتهم أنّ كل فرد
منهم كان نقّاداً للأدب والشعر، والفصاحة في هذه الأمة خصيصة. جاء القرآن ولا
شك أنه صوت جديد فحزنوا وحاربوا وتعقّدوا ووقفوا معارضين وفيهم كبار العرب في
أول الإسلام. وليس لأنهم كانوا غير راضين من الإعتناق وقبول الإسلام بل
للمعجز الذي جاء به. فوقفوا موقف المعارض.
طيب، النبي جاء وجاء بالقرآن وأمامه تقريباً كل العرب معارضين، ثم قال
لهم بتحدٍّ: إن أنتم لا تصدقونني فاتوا بمثله، إئتوا بكتاب مثله، أنتم
الفصحاء، أنتم البلغاء، بينكم الأفاضل والشعراء، إئتوا بمثل القرآن. ثم عاد
وزاد في التحدي وقال: {فأتوا بعشر سور}. لا أريد أن تأتوا بكل القرآن إئتوا
بعشر سور حتى أنا أقبل، حتى أتراجع. ثم زاد في التحدي فقال: {فأتوا بسورة من
مثله} سورة واحدة {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفؤاً أحد} (سورة الإخلاص)، إئتوا بذلك وخلّصوا أنفسكم مني، إذا بإمكانكم أن
تأتوا بسورة من سور القرآن حينئذ أنا أتراجع وأمسك وأنتم تتغلبون عليّ. تصور
أن هناك خصمين، خصم وقف وحده يتحدى، والخصم الثاني جماعة محزونون، يرتكبون كل
شيء، مستعدون أن يبذلوا الغالي والرخيص في سبيل إسكات محمد، يصرفون الأموال
ويبذلون الجهود ويقدّمون العروض تلو العروض لإسكات النبي، والرجل لا يسكت.
وفي هذا الوقت يتحداهم يقول الحكم بيني وبينكم شرط سكوتي إذا تريدون أن أسكت
لستم بحاجة أن تعطوني إمارة الكعبة ومكة كما تقولون، ولا أريد أن تعطوني
أموالاً حتى أكون أغنى منكم، ولا أريد أن تعطوني جاهاً ولا مالاً ولا نساءاً
ولا أي شيء، إئتوا بسورة واحدة، سورة مؤلفة من ثلاث آيات: {والعصر إنّ
الإنسان لفي خسر إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصَوا بالحق وتواصَوا
بالصبر} (سورة العصر)، إئتوا بآية مختصرة، إئتوا بثلاث آيات وأنا أسكت.
أنظر التحدي، تحدٍّ يثير شعور الخصوم ويحرك جميع غرائزهم ويجندهم ويقول
لهم لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله،
التحدي وراء التحدي، يثيرهم. طيب، هل يا ترى القرآن ليس عربياً؟ عربي. هل
القرآن يتكون من حروف غير ألف وباء وجيم وحاء.. ليست هذه الكلمات؟ هذه
الكلمات هل هي مخصوصة بمحمد؟ هي موجودة بيد كل من أفراد الناس، وكل عربي
حينما يتكلم يستعمل هذه الحروف، الحروف الهجائية.
فإذاً، هذا التحدي دليل على أنه لو كان بإمكانهم أن يأتوا بآية واحدة،
كانوا يأتون والقضية ما كانت فوضى لأنه لو كانوا يأتون بآية كانت الآية تُقرأ
وكانت الناس تحكم، ولهذا بعضهم حاول أن يأتي ببعض الآيات، بمجرد ما قرأ صار
الناس يضحكون منه ويصفّرون له ويهزأون به فكان ينسحب من الموضوع.
فإذاً، التحدي وعجز العرب أن يأتوا بمثل القرآن، دليل على أنّ هذا
الكلام ليس مثل سائر الكلمات، كلام الله، وحتى ليس كلام محمد، هو يقول أنا
أمّي قد لبثت فيكم عمراً، أربعون سنة كنت معكم، كنت أحكي مثل هذه الكلمات؟ هل
سمعتم مني نوعاً أو لوناً من هذا الحديث أو مثل هذه الكلمة أو اللون؟ لستم
سامعين مني. فإذاً الكلام ليس كلامي، هو كلام الله.
يتبع -

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Maro
ll ::. [ مـؤسس الـمنتـــدى ].:: ll
ll ::. [ مـؤسس الـمنتـــدى  ].:: ll
Maro


الأقــــامــــــة : العراق
المشـاركـات : 532
العمر : 24
تاريخ التسجيل : 09/06/2007
نقاط : 117
السٌّمعَة : 0

القرآن معجزة الرسول (ص)-1- Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن معجزة الرسول (ص)-1-   القرآن معجزة الرسول (ص)-1- I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 14, 2008 12:20 am

بسم الله الرحمن الرحيم
{وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها مَن
يُفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك قال إني أعلم ما لا
تعلمون}.

هذه الآية، والآيات التي تأتي بعد هذه الآية، قصة خلق الإنسان على
الأرض. فهذه الآيات ليست أسطورة. فالقرآن الكريم كتاب لا يأتيه الباطل من بين
يديه، ولا من خلفه، وليس أيضاً، أحداثاً تاريخية متعددة. ولكنها حسب فهمي،
قصة حياة الإنسان، كل إنسان على وجه الأرض.
فالآيات تؤكد أنّ الله (سبحانه وتعالى)، أراد أن يجعل في الأرض خليفة.
والأرض، كلمة تقابل السماء، فليس المقصود منها الكرة الأرضية، بل يشمل مفهوم
الكلمة، الأرض، والنجوم، والآفاق، ومختلف الأماكن المادية والأبعاد المادية
للإنسان. فالله أراد أن يجعل في عالم المادة، خليفة.

مَن هو الخليفة؟
أمين سر الإنسان، ليس خليفته. والآلات التي يستعملها الإنسان في ممارسة
أشغاله، ليست خلفاء للإنسان. بل خليفة الإنسان هو وكيل الإنسان، الذي ينفّذ
المبادئ العامة، ويتصرف بمقتضى فهمه ووعيه وعلى مسؤوليته. فالله حينما يريد
أن يجعل في الأرض خليفة، لا شك أنّ الخليفة يجب أن يكون مسؤولاً، واعياً،
يتصرف، وينفّذ أهداف الله (سبحانه وتعالى)، بوعي منه وعلى مسؤوليته. والذي
يمارس هذا العمل ليس آلة، أو كالآلة.
فالملائكة، حسب ما نفهم من الآيات القرآنية، والتراث الديني، هم أشبه
شيء بوسائل تنفيذ الإرادة الإلهية. فهم لا يعصون الله. ولكن، ليسوا هم خلفاء
الله على الأرض.
فالخليفة هو الذي يتحمل المسؤولية، ويتصرف بوعي. وهذا يعني أنّ الإنسان
يتمكن من ممارسة الخير والشر، وأن يختار الخير على مسؤوليته، ويختار الشر على
مسؤوليته. فمعنى كون الإنسان، خليفة الله، أنه مخيّر بين الخير والشر، وليس
مسيّراً. ولكن الله هداه النجدين وحمّله المسؤولية. وحينما سمع الملائكة، أنّ
الله يختار خليفة في الأرض، مخيّراً بين الخير والشر، يشعر بالخير والشر،
ويتمكن من ممارستهما، بطبيعة الحال، عرفوا أنّ الإنسان هذا سيختار الشر فيفسد
في الأرض ويسفك الدماء، كما أنه سيختار الخير، ولذلك قالوا لله (سبحانه
وتعالى): {أتجعل فيها مَن يُفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس
لك}.
ولكن الله (سبحانه وتعالى) يأبى من تلبية الملائكة، لأنه يريد إنساناً
مسؤولاً، يعيش في مهامه وممارسة أعماله، صراعاً نفسياً يؤدي الى كماله
وانتصاره على عناصر الشر. فالفرد الإنساني الخيّر، وإن كان قليلاً، ولكنه
يعادل الموجودات المادية والموجودات الكثيرة التي لا تتمكن من التصرف
بمسؤولية كلها.
وعند ذلك، حينما اختار الله خليفة في الأرض، أي مخيّراً بين الخير
والشر، علّمه الأسماء. والمقصود بالأسماء هو الأسباب، والوسائل، التي تؤدي
الى نتائج الأمور. ولا شك أنّ الله مكّن الإنسان من السيطرة على الموجودات،
وذلك بتمكينه من التعلّم. فالعلم وسيلة للسيطرة على الموجودات، كل الموجودات.

إنّ الإنسان حينما يجهل شيئاً، يهابه ويعجز عن التصرف فيه، ويقف
خاشعاً، عبداً ذليلاً أمامه. كما كان الإنسان يقف أمام الظواهر الكونية التي
تكشف عن الكهرباء. ولكن، حينما عرف ذلك، أصبح سيّده وسخّره. فقد مكّن الله
الإنسان من أن يعرف كل شيء، فقد مكّنه بالتالي أن يسخّر كل شيء. فإذا قلنا:
إنّ وسيلة سيطرة الإنسان على جميع الموجودات الكونية، هو علمه، وقد جعل الله
في الإنسان مفتاح التعلّم، فبإمكانه أن يتعلم كل شيء، فيسخّر كل شيء.
وكل شيء هذا، نتيجة عمل الملائكة، فإذا تمكن الإنسان من تسخير كل
الموجودات، فقد تمكّن من إخضاع الملائكة، وسجود الملائكة الذي يعني غاية
الخضوع والتواضع. وبالتالي، بإمكاننا أن نفهم أنّ حياة الإنسان على الأرض، هي
عبارة عن خلق موجود يتمكن من ممارسة الخير والشر. يشعر بهما، ويعيش في عالم
يوجد الخير والشر، ووجود هذا الإحساس، ووجود الخير والشر في الخارج، هو كمال
للإنسان، يمكّن الإنسان من أن يعيش صراعاً، فيختار الخير على مسؤوليته. ثم
مكّنه من التعلّم، وبواسطة التعلّم يتمكن من السيطرة على جميع الموجودات.
وعلى هذا، ميزة الإنسان بالإرادة هي التخيير، وبالعلم الذي يجعله
سلطاناً على الموجودات كلها.
هذا الخط هو الخط الحياتي للإنسان. ومفهومه أنّ الإنسان الذي لا يتمكن
من تعلّم شيء، ومن معرفة شيء، هو عاجز أمام الأشياء، كل الأشياء. حتى إذا
تعلّم الأشياء يسخّرها ويسوّدها. ومعنى ذلك، أنّ الإنسان يبدأ من لا شيء،
وينطلق الى ما لا نهاية له.
إنّ مجال تحرك الإنسان، هو جميع الموجودات، وليست الكرة الأرضية فحسب،
ولكن طريق الوصول الى سيطرة الإنسان على جميع الموجودات، هو طريق العلم
والتعلّم. فإذا تعلّم يسيطر. فليس هناك في الكون شيء يكون أرفع من تعلّم
الإنسان فالإنسان يتمكن من معرفة كل شيء.
فالقرآن الكريم بهذه الآيات، يرسم خط التحرك الإنساني، ويؤكد له، بأنك
تتمكن من السيطرة على جميع الموجودات ومن التعرف على مسؤوليتك في جميع
الموجودات. وهذا معنى خلافة الله، الذي يعرض على الإنسان في أول القرآن
الكريم. هذا المفهوم هو المفهوم القريب الى الذهن، والقريب الى المبادئ
العلمية، والمنسجم مع الآيات القرآنية الأخرى التي تشرح دور الملائكة، كالآية
الكريمة التي تسمي الملائكة وتعبّر عنهم بـ"المدبّرات أمراً" وهذا أيضاً،
مفهوم قريب لمعنى سجود الملائكة للإنسان، عرضناه، ولعل في عرضه عرضاً على
مسامع المفكرين للبحث، والتحدث، والحوار فيه.
نسأل الله أن يتقبل، وأن يهدينا حقيقة معرفة كتابه الكريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عدنان الناصري
ll ::. [ مـؤسس الـمنتـــدى ].:: ll
ll ::. [ مـؤسس الـمنتـــدى  ].:: ll



الأقــــامــــــة : العراق
المشـاركـات : 969
تاريخ التسجيل : 13/04/2007
نقاط : 778
السٌّمعَة : 5

القرآن معجزة الرسول (ص)-1- Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن معجزة الرسول (ص)-1-   القرآن معجزة الرسول (ص)-1- I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 24, 2008 11:15 am

جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرائع جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القرآن معجزة الرسول (ص)-1-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القرآن معجزة الرسول (ص)-1-
» قيصدة للدفاع عن الرسول انصر الرسول بردك
» معجزة تهز امريــــــــــكا...............!!!!
» معجزة إلى أبو الفضل العباس تشيع سني فيديو
» ما الفرق بين الرسول والنبي ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الاصلاح الثقافية  :: ::...ll[ الــأقـــســـام الـــعـــامـــــة ]ll...:: :: منتدى المـــواضيع العامـــــــة-
انتقل الى: