قال صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) على موقعها على الإنترنت، مساء الأحد، إن مسؤولين في بلدة (الهندية)، التي ينتمي إليها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في محافظة كربلاء، يطالبون بإجراء تحقيق في الغارة التي نفذتها القوات الأمريكية منذ يومين، وقتل فيه رجل ذكر بعض المسؤولين العراقيين أنه من أقارب المالكي.
وألمحت الصحيفة إلى أن هذا الحادث "يلقي بظلاله" على صلاحيات القوات الأمريكية، في إطار الإتفاقية الأمنية التي يجري التفاوض في شأنها حاليا بين البلدين.
وكانت قوة أمريكية، تتكون من (60) مقاتلا تقلهم أربع مروحيات، نفذت بعد منتصف ليل (الخميس) الماضي، إنزالا على بلدة (الهندية) في محافظة كربلاء، والتي تبعد حوالي (60 كلم) إلى الجنوب من العاصمة بغداد، في منطقة متناثرة الأحياء على بعد بضعة كيلومترات من المدينة، حيث يقع بيت رئيس الوزراء العراقي.
وكان محافظ كربلاء عقيل الخزعلي قال، خلال مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر (الجمعة) الماضية، إن "عملية الإنزال أدت إلى مقتل مدني برئ واحتجاز آخر."
وتعلق (الواشنطن بوست) بقولها إن كربلاء "واحدة من تسع محافظات سلمت القوات الأمريكية مسؤولية الأمن فيها إلى السلطات المحلية"، مضيفة بأن "الخزعلي، الذي كان حليفا للأمريكيين، قال إن المسؤولين العراقيين لم يبلغوا بالعملية، وعدها إنتهاكا لإتفاق نقل المسؤولية" الأمنية.
وقال الخزعلي، بحسب الصحيفة، إن " القوات العراقية في كربلاء وصلت مستوى يمكنها من ملاحقة العصابات الإجرامية والجماعات الخارجة عن القانون" في المحافظة.
ودعا المحافظ إلى " إجراء تحقيق"، وقال إن " الجنود الأمريكيين المتورطين في الحادث ينبغي أن يواجهوا القضاء العراقي."
ونقلت الصحيفة عن حيدر العبادي، النائب في البرلمان العراقي عن (حزب الدعوة) الذي ينتمي إليه المالكي، في لقاء هاتفي جرته معه، قوله إن المالكي "منزعج جدا" من الحادث. وأضاف أن "رئيس الوزراء غاضب جدا. فالأمريكيون يقولون إنهم أبلغوا العراقيين (بشأن العملية)، إلا أن ذلك غير صحيح."
وقال العبادي إن المالكي "طلب من قاض عراقي تولي التحقيق في الغارة، وتقديم النتائج إلى رئيس الوزراء مباشرة."
وتذكر الصحيفة أن القوات الأمريكية "مستثناة من ملاحقة القانون العراقي"، وتلفت النظر إلى أن الغارة "حدثت في وقت يتفاوض فيه مسؤولون عراقيون في بنود اتفاقيات تسمح للقوات الأمريكية بتنفيذ عمليات في العراق، بعد إنتهاء مدة وصاية الأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر المقبل."
وأوضحت الصحيفة أن "جنودا أمريكيين اقتحموا بيتا في (الهندية)، باحثين عن علي عبد الحسين المالكي"، حسبما قال لها شقيقه (أحمد).
ووصف ( أحمد) للصحيفة تفاصيل الغارة، قائلا " الأمريكيون جاءوا ليلا، وجمعوا كل أهل البيت في غرفة واحدة، وتوجهوا إلى الغرفة التي كان فيها أخي."
وأشار إلى أن القوة الأمريكية " أطلقت النار على صدر" أخيه، الذي قتل على الفور.
وقالت الصحيفة إن ( أحمد) قال لها إنه وأخاه القتيل "من أبناء عمومة المالكي من الدرجة الأولى"، وأن الشقيقين "يعملان في فصيل أمن رئيس الوزراء."
وأشارت الصحيفة إلى أنها اتصلت بالجانب الأمريكي متساءلة عن الغارة وملابساتها، فجاءها الرد إن "لا تعليق لدينا الآن" عن هذا الأمر. ونوهت بأن المسؤولين العسكريين الأمريكيين في العراق "يجيبون عموما عن أسئلة بصدد غارات، فيؤكدون حدوثها، أو ينفون في أقل الأحوال."
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أمريكي، طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن "هناك مخاوف من نتائج ديبلوماسية عكسية، وهم (أي العراقيين) يتاجرون بوضوح في هذه المسألة في أعلى المستويات."
وتابعت قولها إن قائد شرطة كربلاء، اللواء رائد شاكر جودت، إصطحب مراسل (الواشنطن بوست) وصحفيين آخرين، يوم (السبت)، إلى البيت الذي استهدفته الغارة،وشاهدوا الزي الخاص بحماية كبار المسؤولين موجودا في المنزل.
وقال أحمد المالكي إن الأمريكيين "يؤكدون أن أخي قائد في المجموعات الخاصة، وهذا أمر لا صحة له البتة"، حسب قول شقيق القتيل.
ولاحظت الصحيفة " اختلاف المصادر في ما إذا كان الفقيد من عائلة المالكي، أم من أقاربه العامين، وقالت إن الخزعلي، محافظ كربلاء، ذكر لها أنه " ليس من أقارب رئيس الوزراء"، في حين أن شقيق المحافظ أبلغ صحيفة (ماكلاتشي) أنه من أقاربه. أما حيدر العبادي، فقال للصحيفة إن القتيل "قريب بعيد" للمالكي.
من جهته، قال مسؤول عسكري أمريكي إن "مسؤولين أمريكيين بصدد التثبت من القرابة" بين القتيل ورئيس الوزراء.
وأشارت الصحيفة إلى أن قائد شرطة كربلاء ذكر أن " الشخص الذي احتجزه الأمريكيون في الغارة اسمه (حسين نعمة)، وهو ليس من سكنة المنطقة، وكان في زيارة لأحد أقاربه فيها."
ف ح(خ)- ك م
موضوع: مسؤولون عراقيون يطالبون بمحاكمة المتورطين في "حادث الهندية" بكربلاء 
الإثنين يونيو 30, 2008 9:01 am
