منتديات الاصلاح الثقافية
اهلا وسهلا بكـ عزيزي الزائر في منتديات الاصلاح الثقافية اذا كانت زيارتك هذه هي الاولى الى منتديات الاصلاح الثقافية يمكنكــ الان الانضمام الى اسرة المنتدى ......
منتديات الاصلاح الثقافية
اهلا وسهلا بكـ عزيزي الزائر في منتديات الاصلاح الثقافية اذا كانت زيارتك هذه هي الاولى الى منتديات الاصلاح الثقافية يمكنكــ الان الانضمام الى اسرة المنتدى ......
منتديات الاصلاح الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 

 روسيا و امريكا الى حرب جديدة (تقرير)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
غيث الناصري
:: ll مــشــرف عـــام ll ::
غيث الناصري


الأقــــامــــــة : في العراق
المشـاركـات : 504
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 13/04/2007
نقاط : 40
السٌّمعَة : 0

روسيا و امريكا الى حرب جديدة (تقرير) Empty
مُساهمةموضوع: روسيا و امريكا الى حرب جديدة (تقرير)   روسيا و امريكا الى حرب جديدة (تقرير) I_icon_minitimeالأحد أبريل 29, 2007 4:40 pm






روسيا و امريكا الى حرب جديدة (تقرير) K



فيما وصفه البعض بأنه بوادر حرب عالمية باردة جديدة ، وفى رد فعل عنيف على الخطط الأمريكية لنشر منظومة دفاعية مضادة للصواريخ في أوروبا ، كشرت روسيا عن أنيابها ولكن هذه المرة ليس عبر التهديدات بل بالأفعال من خلال تعليق عضويتها في معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية التي وقعتها مع الناتو فى عام 1990 .




[email]محيط - جهان مصطفى [/email]


ففى خطاب مثير أمام البرلمان الروسى في 26 - 4 - 2007 ، أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تعليق عضوية بلاده فى اتفاقية القوات التقليدية فى أوروبا التى تحد من الانتشار العسكري فى أنحاء القارة الأوروبية وتضع قيودا على حجم التسلح فى الدول الأعضاء .

وأضاف بوتين أنه يجب على شركاء روسيا فى معاهدة الحد من القوات التقليدية في أوروبا أن يحددوا مواقفهم من مستقبل المعاهدة خلال فترة عام واحد ، قائلا :" إننا توجهنا إلى شركائنا مرارا ولكن لم نلحظ من جانبهم أى حركة نحو المصادقة على المعاهدة.وينبغي عليهم أن يحددوا مواقفهم من مستقبل هذه المعاهدة خلال فترة وجيزة نسيبا أقصاها عام واحد".

وأعاد الرئيس الروسى إلى الأذهان أن روسيا لم توقع المعاهدة وتصادق عليها فحسب بل وتقوم بتنفيذ جميع بنودها على أرض الواقع ، وبالتالى فإنها ستمتنع عن تطبيق المعاهدة إذا لم يقدم حلف الناتو على تقليص أسلحته.

روسيا و امريكا الى حرب جديدة (تقرير) K1 وجاء القرار الروسى في أعقاب سجالات كلامية في الفترة الأخيرة بين روسيا والغرب ، ففى 18 - 4 - 2007 ، دعت روسيا إلى تعديل معاهدة الحد من القوات التقليدية فى أوروبا وحذرت من إنشاء الولايات المتحدة منظومة الدفاع المضاد للصواريخ فى أوروبا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسى الكسندر غروشكو في هذا السياق إن معاهدة الحد من القوات التقليدية فى أوروبا يجب أن يتم تعديلها كى تطابق الحقائق المعاصرة ، موضحا أن المعاهدة القديمة والمعمول بها الآن لم تعد واجبة التنفيذ كما فى السابق.

وأشار في السياق ذاته إلى أن المعاهدة المعدلة والتى تم توقيعها فى عام 1999 ولم يتم العمل بها حتى الآن بسبب تلكؤ الناتو فى تنفيذها تفقد علاقتها بالواقع ، مشددا على ضرورة حل مسألة كيفية تعديل المعاهدة بشكل قانونى كى تتفق مع الوضع المعاصر.

وحذر نائب وزير الخارجية الروسى أيضا من إنشاء الولايات المتحدة لخط متقدم لمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ فى أوروبا وقال إن ذلك قد يؤدى إلى سباق تسلح جديد وزعزعة الاستقرار فى المنطقة والعالم ، كما أن مثل هذه الأعمال قد تدعم الرغبة فى الاعتماد على القوة فى مسائل الأمن وليس على الآليات الدولية لمراقبة التسلح.

وفى أول رد فعل غاضب على الإعلان الروسى ، أعرب نائب الأمين العام لحلف الناتو جي روبرتس عن أمله في ألا يكون إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن تعليق عضوية روسيا فى معاهدة الحد من القوات التقليدية في أوروبا قرارا نهائيا ، موضحا أنه سيتعين على وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذى سيشارك فى اجتماع مجلس "روسيا- الناتو" الذى سيعقد فى أوسلو قريبا توضيح موقف روسيا تجاه هذه المسألة.

ويري مراقبون أن رد فعل روسيا العنيف جاء بسبب استمرار توسع الناتو باتجاه الشرق على حدودها وشروعه في ضم المزيد من دول أوروبا الشرقية بالإضافة إلى قيام الولايات المتحدة بإنشاء منظومة دفاع صاروخية بالقرب من حدودها في بولندا والتشيك ، ما وصفه البعض
بأنه بمثابة إحكام الطوق العسكري على روسيا .

ففى عام 2004 ، توسع حلف الناتو باتجاه الشرق ليشمل سبع دول كانت منضوية تحت التكتل السوفيتى السابق وهى بلغاريا، واستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، ورومانيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا مما سبب قلقا بالغا لروسيا بسبب زحف الحلف العسكرى باتجاه حدودها وخاصة من خلال ليتوانيا ولاتفيا واستونيا وهى الدول الثلاث المطلة على بحر البلطيق ما يهدد روسيا في عمقها الجغرافى كما أن تلك الدول الثلاث لم توقع معاهدة الحد من انتشار الأسلحة التلقيدية في أوروبا .

كما أن هناك دعوات حاليا من الحلف لضم كل من أوكرانيا ومولدافيا وجورجيا إلى عضويته ، كما أن الولايات المتحدة تسعى لإقامة قواعد عسكرية جديدة في أذربيجان بحجة مراقبة إيران إلا أن روسيا تؤكد أن تلك الخطوة تهدف أساسا لترسيخ أقدامها في هذا البلد الغني بالنفط على شاطئ قزوين.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل وقعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أثناء زيارتها رومانيا في 6 ديسمبر الماضى اتفاقية تسمح للقوات المسلحة الأمريكية باستخدام قواعد عسكرية على أرض رومانيا ، حيث تسمح الاتفاقية بنشر قوة أمريكية قوامها 1500 شخص في قاعدة ميخائيل كوغالنيتشيانو قرب البحر الأسود وباستخدام المطار العسكري قرب ميناء كونستنزا وقاعدة باباداغ ومركزي التدريب تشينكو وسماردان بدلتا الدانوب.

وتصاعدت المخاوف من عودة أجواء الحرب الباردة ثانية بعد أن أعلن الرئيس الأمريكى جورج بوش في بداية عام 2007 عن عزم واشنطن نشر مظلة دفاع صاروخية في بولندا والتشيك ، زاعما أن المظلة الصاروخية في أوروبا الشرقية هي لحماية أعضاء حلف الأطلسي الجدد من صواريخ "محور الشر" أي إيران وكوريا الشمالية بعيدة المدى .

إلا أن روسيا رأت أن مظلة الصواريخ الأمريكية في بولندا وتشيكيا تخل بميزان القوى في أوروبا ، مؤكدة أن الصواريخ الإيرانية والكورية لا تبلغ الأراضي الأمريكية عبر أجواء بولندا والتشيك فطهران لا تملك أصلا صواريخ عابرة للقارات ولذا فإن القواعد الأمريكية بأوربا الشرقية معدة لمواجهة القدرات الصاروخية الاستراتيجية الروسية .

وحسبما ذكر محللون روس فإن إعلان بوش الذي جاء متزامنا مع تقرير أمريكى وضع روسيا على لائحة الدول التي تشكل خطرا على الولايات المتحدة مثل كوريا الشمالية وإيران يؤكد أن بلادهم أصبحت هدفا محتملا مثل دول محور الشر.

وقال المحلل السياسي والعسكري الروسى نيقولاي خورونجي في هذا الصدد إن فكرة نشر القواعد العسكرية الأمريكية خارج الولايات المتحدة تستدعي تطوير البنية الأساسية العسكرية في المناطق المستهدفة مما سيؤدي إلى نسف معاهدة الأسلحة التقليدية في أوروبا التي تلفظ آخر أنفاسها منذ انضمام دول البلطيق إلى حلف الناتو بدون الانضمام إلى هذه المعاهدة .

كما أن المنطقة الأوروبية التى تشملها مظلة الدفاع الصاروخية الأمريكية تتطلب وجود حماية جوية لها من أعمال الإرهابيين على الأقل وربطا بهذا الأمر قد يظهر طيران الناتو على حدود حليف روسيا الرئيس أي جمهورية بيلاروسيا.

وبالإضافة إلى ماسبق فإن منطقة الصواريخ المضادة للصواريخ في شرق أوروبا تحتاج إلى تأمين تقنيات رصد ومراقبة ومحطات إنذار مبكر وهذه التقنيات ستحتاج أيضا إلى حماية دقيقة ، كما أنه وفقا للمحلل الروسى قد تبرز إمكانية استخدام المنشآت والقواعد العسكرية لأهداف أخرى وعلى سبيل المثال يمكن في حال الضرورة وبتعديلات بسيطة تحويل منصات إطلاق الصواريخ المضادة للصواريخ إلى منصات إطلاق استراتيجية مما لا يمكن إلا أن تلحظه روسيا وحلفاؤها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي وخاصة بيلاروسيا .

ونتيجة تلك المخاطر ، اعتبر الرئيس الروسى في مؤتمره الصحفي السنوي في الكرملين في أوائل فبراير الماضى أن حجج نشر منظومة الدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا باطلة وغير مقنعة ، موضحا أن الأمر كله يتعلق بتهديد روسيا مباشرة وأنه سيثير رد الفعل المطلوب .

وقال بوتين في هذا الصدد :" إن اختصاصينا لا يجدون أن منظومة الدفاع المضاد للصواريخ التي يجري نشرها في بلدان أوروبا الشرقية تستهدف التصدي للخطر الذي يأتي من إيران أو إرهابيين معينين"

وتساءل بوتين قائلا "عن أي إرهابيين يدور الحديث ؟ فهل يمتلك الإرهابيون سلاحا باليستيا؟ ، وأضاف " أن مسارات تحليق الصواريخ التي قد تطلق من أراضي إيران نعرفها جيدا لذا تبدو هذه الحجج لنا باطلة وواهية ولهذا كله علاقة مباشرة بنا وسيثير رد الفعل المطلوب"

واختتم بوتين تصريحه بالقول: "إن الرد سيكون فعالا بأعلى درجة" وهو ذات الحديث الذي كرره وبقوة في مؤتمر ميونيخ للأمن ودعا روبرت جيتس وزير الدفاع الأمريكي للرد عليه .

روسيا و امريكا الى حرب جديدة (تقرير) K2


كما أن وزير الدفاع الروسي سيرجي ايفانوف حذر صراحة من عواقب نشر هذا الدرع الصاروخي خلال مشاركته فى افتتاح أعمال مؤتمر الأمن الدولي في مدينة ميونيخ بألمانيا في فبراير الماضى عندما أعلن أن المشروع الأمريكي إشارة غير ودية ستؤثر في العلاقات بين البلدين ، وحذر من أن الخطوة الأمريكية ستجبر بلاده على اتخاذ إجراءات مضادة كما حذر في الوقت نفسه من إعادة موسكو النظر في علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي.




ووفقا للمراقبين فإن التحذيرات المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة في الفترة الأخيرة على خلفية توسع الناتو وتغلغل أمريكا بالقرب من حدودها ينذر بأن هناك بالفعل بوادر حرب باردة جديدة ، ويؤكد هذا مضاعفة موازنة الدفاع الروسية التي عانت شح التمويل في فترة التسعينات حيث تضاعفت من 8,1 مليار دولار عام 2001 إلى 31 مليار دولار لعام 2007 .

ورغم مضاعفة الكرملين للإنفاق العسكري خلال السنوات القليلة الماضية إلا أن الرئيس الروسي بوتين يصر على أن موازنة روسيا العسكرية ما زالت ضئيلة أمام نظيرتها الأمريكية التي تفوقها 25 مرة.

كما أن تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرجي ايفانوف أمام مجلس الدوما مؤخرا حملت مشهدا يعيد للأذهان مواقف الأزمات الكبرى بين روسيا وأمريكا من جديد وبخاصة عندما أشار إلى أن موسكو لن تسمح لأحد بالتدخل في شأن مواصلة تطوير قدراتها النووية ومؤكدا أن بلاده ستستخدم السلاح النووي إذا تعرضت لعدوان.

وحدد ايفانوف أمام مجلس الدوما توجهات السياسة الدفاعية لبلاده والتي تعكس وبقوة عودة الجانب الروسي إلى فكر المواجهة بأكثر صورة من التعايش السلمي حين قال إن المؤسسة العسكرية الروسية ستواصل تعزيز قدراتها على كل المستويات وإن عمليات خفض القوات المسلحة ستتوقف عند المستوى الحالي ولن تلجأ موسكو إلى خفض جديد حتى يكون الجيش قادرا على تلبية متطلبات الأمن الوطني علما أن تعداد الجيش الروسي حاليا نحو 1,3 مليون عسكري.

ويؤكد المخاوف السابقة الانتقادات الشديدة التى وجهها بوتين لواشنطن خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ الثالث والأربعين حول الأمن والتى أدان خلالها نهجها الاحادي وسياستها المهيمنة وتجاهلها روسيا والقوى الناشئة الاخرى ، وقال بوتين متحدثا أمام المؤتمر: " إن الولايات المتحدة تخرج من حدودها الوطنية في جميع المجالات وهذا خطير جدا. لم يعد أي كان يشعر بالأمان لأنه لم يعد في وسع أحد الاحتماء خلف القانون الدولي"

واتهم بوتين الولايات المتحدة بإثارة سباق التسلح النووي بتطويرها برنامجها الخاص بدفاع الصواريخ الباليستيكية والذي يقوض المؤسسات الدولية وجعل الشرق الأوسط غير مستقر خلال معالجته الخرقاء لحرب العراق ، كما هاجم الحلف الأطلسي الذي ينتهك في نظره الاتفاقيات المتعلقة بخفض القوات التقليدية في اوروبا.
واعتبر الرئيس الروسي أيضا أن العالم الأحادي الجانب بقيادة الولايات المتحدة بعد نهاية الحرب الباردة لم ينجح مطلقا إلا في زعزعة الاستقرار أكثر في العالم.

وقوبلت تلك التصريحات برد فعل أمريكى عنيف حيث أعلن السيناتور الجمهوري جون ماكين ، المرشح القوي لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة أن روسيا تتحول إلى نفوذ إمبريالي في منطقتها ، ما يعنى من وجهة نظره ضرورة التصدي والتحدي للتطلعات والأطماع الروسي.

كما وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي غوردون غوندرو اتهامات الرئيس الروسي بأنها خاطئة ، كما اعتبر عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جوزيف ليبرمان المشارك في مؤتمر ميونيخ أن خطاب بوتين "استفزازي وينطوي على لهجة تشبه فترة الحرب الباردة".

وقال العضو الجمهوري بالمجلس لينزي غراهام أيضا إن الرئيس الروسي "يسهب في التظاهر بالشجاعة ويفتقر إلى الواقعية". ومن جهته، رفض وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس اتهامات بوتين ووصفها بانها كلام فظ من جاسوس قديم.

وقال جيتس وهو مدير سابق للمخابرات المركزية الامريكية أمام مؤتمر ميونيخ :" الكثير منكم لديه خلفية في الدبلوماسية او السياسة... أما أنا فلدي ـ مثل الرئيس الروسى ـ خلفية مختلفة تماما.. تاريخ طويل في انشطة التجسس. واعتقد ان الجواسيس القدامى لديهم عادة التحدث بفظاظة" .

وانتقادات بوتين تلك لم تكن الأولى من نوعها فقد أكد اواخر العام الماضى ضرورة حفز المواليد ومكافأة الأسرة المعيلة حتى تسترجع الأمة الروسية عمادها البشري والذي يمكنها من الوقوف أمام أطماع الذئب الأمريكي ـــ على حد وصفه ـــ الذي يأكل كل ما في طريقه دون أن يلتفت لأحد ، ما اعتبر في الدوائر السياسية والأمنية الأمريكية تهديدا كبيرا ، ولذا هناك خطر كبير بعودة أجواء الحرب الباردة بالفعل .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غيث الناصري
:: ll مــشــرف عـــام ll ::
غيث الناصري


الأقــــامــــــة : في العراق
المشـاركـات : 504
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 13/04/2007
نقاط : 40
السٌّمعَة : 0

روسيا و امريكا الى حرب جديدة (تقرير) Empty
مُساهمةموضوع: رد: روسيا و امريكا الى حرب جديدة (تقرير)   روسيا و امريكا الى حرب جديدة (تقرير) I_icon_minitimeالأحد أبريل 29, 2007 4:44 pm

اتفاقية القوات التقليدية في أوروبا

تعد معاهدة الحد من القوات التقليدية فى أوروبا من بين أهم المعاهدات المنظمة للعلاقات بين روسيا وحلف الناتو ووقعت عام 1990 وأدخلت عليها تعديلات في 1999 تتضمن التغييرات التى طرأت على حلف الناتو بالاضافة الى توسعه نحو الشرق .

وأعرب وزير الدفاع الروسي عن قلقه لأن دولاً أوروبية كثيرة لم تصادق على المعاهدة المعدلة الخاصة بالأسلحة التقليدية في أوروبا الى اليوم، بينما طابقت روسيا المواد المتعلقة بالقيود التي تفرضها المعاهدة على التسلح. وقال: "إذا لم تنفذ الدول الأخرى المعاهدة فسوف نستخلص نتائج مناسبة".

كما أعلن الكسندر ياكوفينكو المتحدث باسم وزارة الخارجية الرسية فى 3 - 3 - 2004 أن روسيا سوف تعمل على ضمان انضمام دول بحر البلطيق الثلاث إلى معاهدة القوات التقليدية فى أوروبا والتى تنظم نشر الطائرات الحربية والدبابات والأسلحة التقليدية الثقيلة الأخرى فى أقرب وقت ممكن ، موضحا أن روسيا تعتزم مواصلة عملها السياسى المتنوع بغرض خلق نظام أمن أوروبى يأخذ فى الحسبان ويضمن مصالح كافة الدول.

وفي السياق ذاته ، قال رئيس مجلس الاتحاد الروسى سيرجى ميرونوف إن روسيا تراقب مايحدث بالقرب من حدودها وما إذا كانت مهددة من أحد وبامكان روسيا أن ترد على ذلك بالشكل الواجب ، موضحا أن خطوات الناتو تجاه روسيا تتسم بعدم الود.

وأضاف في هذا الصدد أنه إذا ظهرت قواعد عسكرية كبيرة للناتو قرب الحدود الروسية تغير من توازن القوى فى المنطقة فإنه من غير المستبعد أن تبحث روسيا إمكانية اتخاذ اجراء مناظر حتى لايختل هذا التوزان ، أما الجنرال أناتولى كورنيكوف قائد القوات الجوية الروسية السابق فقد اقترح إسقاط طائرات الناتو إذا انتهكت المجال الجوى الروسى.

وتتهم موسكو الناتو بأنه يماطل في المصادقة علي النسخة المعدلة وتعتقد قيادة هيئة الأركان الروسية أن الناتو يستهدف من هذه المماطلة إعادة انتشار القوات الأمريكية ونقلها من غرب أوروبا إلى دول أوربا الشرقية في إطار توسع الناتو باتجاه حدودها خاصة أنه بعد انضمام 7 بلدان من بلدان أوروبا الشرقية إلى الناتو في عام 2004 ظهرت قرب شمال غرب روسيا مناطق لا تخضع القوات العسكرية فيها لأى رقابة وفقا تلك الاتفاقية وخاصة في دول البلطيق التى لم تنضم إليها.

ويأتي إصرار الكرملين على المصادقة هذه التعديلات بعد قمة الناتو في باريس عام 2002 التي أثارت قلق موسكو،عندما أعلنت أن قبول الدول السبع المذكورة في الناتو يتم على أساس "معايير نوعية" مخفضة لحد كبير باعتبار أن جيوش الأعضاء الجدد عمليا غير قادرة على العمل المشترك مع القوات المسلحة الأمريكية الأوروبية ، مما يعنى أن الولايات المتحدة تؤيد توسع الناتو المخالف لاعتبارات الجدوى العسكرية من أجل تعزيز مواقعها السياسية في أوروبا.

ويري مراقبون أن انضمام دول جديدة إلى حلف شمال الأطلسي في ظروف عدم إبرام المعاهدة المعدلة حول الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا يثير قلق الدوائر العسكرية و السياسية الروسية خاصة أن دول البلطيق التي انضمت إلي الناتو،لم تدخل ضمن نطاق التقييد التي تفرضها المعاهدة المذكورة وبالتالى فإنها قد تتجاوز القيود المفروضة بالمعاهدة على انتشار الدبابات والمصفحات والمدافع.

ويري الجنرال الروسي فالنتين روغ في هذا الصدد أن الناتو والولايات المتحدة في صدد إحكام الطوق العسكري على روسيا وهو طوق مزدوج... الطوق الخارجي الذي تشكله قوة الناتو العسكرية، والطوق الداخلي الذي يمر في بلدان البلطيق (ليتوانيا ولاتفيا واستونيا) وشرق أوروبا ، حيث تنوى أوكرانيا وجورجيا الانضمام الى بلدان البلطيق في أقرب وقت.

وحذر الجنرال روغ من أن طائرات تكتيكية تنطلق من مطار كونستنزا الروماني تبلغ منشآت روسية في أقل من ساعة في حين تستطيع الصواريخ الوصول إلى وسط روسيا في 5 دقائق.

وأضاف الجنرال روغ، وهو خاض معارك الحرب العالمية الثانية، ان الأسطولين الروسيين في البحر الأسود وبحر البلطيق، حشرا في المياه الإقليمية، ولم يعودا قوة عسكرية جدية وإذا نقلت الولايات المتحدة قواعدها العسكرية إلى رومانيا، أوغيرها من بلدان أوروبا الشرقية، وقع الشطر الأوروبي من روسيا كله تقريباً في متناول أسلحة الناتو التكتيكية، ناهيك عن الأسلحة الإستراتيجية ، وأشار الجنرال روغ إلى إنجاز الولايات المتحدة صنع 4 آلاف صاروخ متحرك (كروز) وتساءل " لماذا يحتاجون إلى هذه الصواريخ؟".

الناتو يقترب من حدود روسيا

وقع الناتو وروسيا في عام 1995 اتفاقية للمشاركة في حفظ السلام وذلك لطمأنة روسيا تجاه نوايا الناتو التوسعية باتجاه شرق أوروبا والدول السوفيتية السابقة.

وفي العام 2004 ، انضمت إلى الناتو سبع دول جديدة هي: ليتوانيا ولاتفيا واستونيا ورومانيا وبلغاريا وسلوفاكيا وسلوفينيا. وبالنسبة للروس، فقد كان لهذا التوسع أثر أعمق بكثير مما أحدثه انضمام بولندا والتشيك والمجر قبل ذلك فقد تغير الوضع في أوروبا تغيراً جذرياً ، حيث أزاح الناتو روسيا على نحو حازم من ساحل بحر البلطيق، مما جعل مقاطعة كالينينغراد الروسية محاصرة من دول الناتو، إذ تفصلها عن بقية الأراضي الروسية دولتان من دول الحلف هما بولندا وليتوانيا. وفي الجنوب يتم احتواء روسيا من جهة ساحل البحر الأسود، حيث أضيف إلى عضو الناتو القديم تركيا - عضواه الجديدان رومانيا وبلغاريا. وهناك نقطة هامة تكمل هذه الصورة، فعشية انضمام الأعضاء السبعة الجدد تبنى البرلمان الأوكراني قراراً يمنح قوات الحلف حق المرور بالأراضي الأوكرانية.

وبالاضافة إلى ماسبق فإن قمة الناتو التي عقدت في باريس في العام 2002 قد أوضحت أن قبول الدول السبع المذكورة قد اعتمد على أساس "معايير نوعية" مخفضة إلى حد كبير، حتى مقارنة بشروط قبول بولندا والتشيك والمجر، فجيوش الأعضاء السبعة الجدد غير قادرة على العمل المشترك مع القوات المسلحة الأمريكية وحلفائها القدماء في أوروبا سواء من حيث تدريبها أو تسليحها.

ولذا ليس من قبيل الصدفة أن جورج روبرتسون أمين عام الناتو السابق قال في إحدى كلماته: "إن الناتو يعير الآن اهتماماً أكبر لا إلى الجوانب النوعية للقوات المسلحة للمرشحين للعضوية، بل لولائهم للقيم الديمقراطية، وحقوق الإنسان، واقتصاد السوق".

من جهة أخرى، إن الحديث عن مزيد من تمدد الناتو نحو الشرق، بحيث يصل جورجيا، قد فرض مناخاً أكثر غموضاً في علاقته بروسيا،ويعتقد بعض المحللين أن الولايات المتحدة رأت ضرورة ضم جورجيا للناتو لأنها بحاجة إلى ضمانات أمنية لخط أنابيب النفط، الذي يربط العاصمة الأذربيجانية باكو بميناء جيهان التركي، والذي يمر عبر العاصمة الجورجية تبليسي ولذا من شأن قدوم الحلف إلى المنطقة أن يعطي الضمانات المطلوبة.

ورغم الشراكة الظاهرة بين الجانبين والتى تتمثل فى برنامج "الشراكة من أجل السلام" الساري منذ 1995 كما تشارك روسيا في عملية الناتو في البحر الأبيض المتوسط، المعروفة باسم Active Endeavor كما يوجد برنامج مشترك بشأن إنقاذ طواقم الغواصات التي تتعرض إلى الكوارث ، إلا أن التنسيق الروسي الأطلسي بدا ينحو إلى الطابع الثاني، لا الجماعي المنظم، كما تفترض المبادئ التي يجسدها مجلس روسيا - الناتو.

لقد أضحت شراكة روسيا والناتو بشكل متزايد ثنائية وليست متعددة الجوانب ، حيث لم يشارك كل أعضاء الناتو ال 26بل 17عضواً فقد كمراقبين في مناورات حماية المنشآت العسكرية النووية "أفاريا - 2004" التي جرت صيف العام 2004في شبه جزيرة كولا.

ومنحت روسيا ألمانيا وفرنسا فقط، وليس كل الدول المشاركة في العملية المناهضة "لطالبان" حق المرور عبر أراضيها وأجوائها إلى فغانستان.

والأكثر من ذلك يرى الروس أن الناتو خلافاً للوعود التي قدمها إبان موجة توسعه الأولى والثانية أخذ اليوم يقرب بنيته العسكرية التحتية باتجاه حدودهم ، ففي إطار السياسة المعلنة لمكافحة الإرهاب الدولي، يقوم الحلف بتحديث مطاراته العسكرية، وينشئ قواعد لتخزين المعدات الحربية، ويعيد تسليح جيوش الدول التي انضمت إليه حديثاً بأسلحة غربية، مزيحاً الأسلحة الروسية من قواتها. كما ينشئ الحلف محطات رادار موجهة إلى كبريات المدن الروسية، والمراكز الصناعية العسكرية الأخرى.

ويتضح مما سبق أن التوتر يتصاعد يوما بعد يوم بين الناتو روسيا وليس بين موسكو وواشنطن فقط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
روسيا و امريكا الى حرب جديدة (تقرير)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الاصلاح الثقافية  :: ::...ll[ اقــســـام السياسة والاخبار ]ll...:: :: منتدى السياسي العام-
انتقل الى: