صوت الكوفة ll °o.O عضـو فوق العادة O.o° ll
المشـاركـات : 421 تاريخ التسجيل : 14/04/2007 نقاط : 273 السٌّمعَة : 1
| موضوع: متدينون بلا دين ....كتابات - حسين عبد الخضر الأحد أبريل 27, 2008 10:57 pm | |
| ما هي المعايير التي تثبت انتماء الإنسان إلى ديانة ما ؟ اعتقد إننا أكثر إنصافا للأحزاب السياسية منا للأديان في اعتماد معايير الانتماء . فالإنسان ينسب إلى دين ما لأجل انه ولد من أبوين ينتميان إلى ذلك الدين وقد يكون انتمائهما له بنفس الطريقة أي الولادة ، وتبقى هذه الصفة ملازمة له حتى مماته ما لم يعلن العكس ويثبت بالوثائق الرسمية ( انفكاكه ) من الدين الذي ينسب إليه . المسلم بالولادة يبقى مسلما وان سرق وقتل وشرب الخمر ولم يصل في حياته ركعة واحدة لا على طريقة السنة ولا على طريقة الشيعة . انه مسلم بالولادة حتى لو لم يقل لمرة واحدة في حياته انه مسلم أو ينطق الشهادتين حتى . يوجد مسلمين من هذا النوع ، لكن هناك ما هو أدهى وأمر ، فهناك ( مسلمون ) آخرون ينتمون في الواقع إلى صفوف أعداء الإسلام ليس في أسلوب الحياة وطريقة التفكير فقط ، وإنما هم يشرعون أقلامهم للنيل من الإسلام ، ولا يكتفون بالتأييد القلبي أو اللفظي ( للكفار ) بل قد يرفعون السلاح إلى جانبهم ضد المسلمين ، فيقتلون المسلم نصرة للكافر ويسلمون البلدان الإسلامية للكفرة ويسعون لتعزيز سيطرتهم عليها ، أي أنهم ينتمون إلى ( الآخرين ) إلى درجة إباحة دماء المسلمين ، ولن يفعل الكافر أكثر من ذلك ! لكن هؤلاء مسلمين شئنا أم أبينا . ربما لم ينطقوا الشهادتين بعد وقد يكونوا من المصلين الصائمين ، وربما كانت لهم عناوين أخرى اكتسبوها بالوراثة أو بأساليب لا يعرف زيفها إلا الله تعالى والراسخون في العلم . النوع الأخير هو الأخطر إذ ربما امتلك ناصية القرار في الساحة الإسلامية وكان لكلمته مقدار من الثقل يخدم بها مصالح ( الآخرين ) ويجعل من المسلمين مطية لهم ، مقابل أن يحصل هو على ما كان سيحصل عليه لو انه عمل لص مصارف ( شرط أن يكون حاذقا ) أو قاطع طريق ( شرط أن يكون شجاعا ) . المهم انه لا يوجد شيء يبرر ضياع امة من اجل إشباع شهوات رجل ، وهؤلاء لا يمكن أن تخفى حقيقتهم على المسلمين ، لكن تبق العقبة الكبيرة في انه لا يحق لأحد أن يصرح ي أنهم ينتمون إلى الطرف الآخر أكثر من انتمائهم إلى الإسلام . أن هؤلاء لا يعتنقون فكرا متطرفا أو ينكرون فضل واحد من الصحابة أو أهل البيت ( عليهم السلام ) ليختلفوا عن غيرهم في الرأي فقط مما لا يسمح لأحد بإقصائهم من دائرة الإسلام . لا ، أنهم ينتمون عمليا إلى الآخرين ويعملون بجهد إلى جانب الأعداء . شيء مثل هذا لا نجده في الأحزاب لسياسية ، فالسياسي أما أن يكون منتميا ( فكريا وسلوكيا ) إلى حزب ما أو لا ( لا اقصد الأحزاب العراقية بالطبع لأنه لا يوجد ما يميزها عن بعضها ) فالشيوعي لا يمكنه الدخول إلى مسجد أو كنيسة ليصلي ويبقى شيوعيا ، ولا يمكن لمن ينتمي إلى حركة الإخوان أن يمد يده لإسرائيل ويبقى اخوانيا أو يترك فرضا من الصلاة كذلك . هناك معايير واضحة تثبت انتماء شخص ما إلى هذا الحزب من عدمه ، فلا يمكن لإنسان أن يقول إنني شيوعي مثلا لأن أبي كان شيوعيا ، والأحزاب تختبر ولاء المنتمين إليها ، فلا يبقى فيها منتم بلا ولاء ، بل هي تسارع إلى فصل كل من تثبت ( خيانته ) أو يقصر في أداء واجباته . ولا توجد مثل هذه الميزة في الأديان ( على المستوى البشري ) إلا حالات نادرة اتخذتها بعض المؤسسات الدينية بحق عدد قليل من الكتاب الذين صرحوا بكفرهم أو شككوا ببعض ثوابت الدين التي يعد منكرها كافرا ، وانتقدت هذه المؤسسات لتلك المواقف ، رغم أن لديها من الأسانيد الشرعية ما يؤيد موقفها وان عملها كان مما يمليه عليها الواجب الشرعي . لقد كان سهلا على هذه المؤسسات أن تصدر حكمها على هؤلاء الكتاب لأنهم صرحوا بأفكارهم أما غيرهم من الناس فلا ينشر أفكاره ، بل هو يمارس أعمالا تنافي الدين الذي ينسب إليه ، ويقع هذا عل مستوى كل الأديان ، ويدعى هؤلاء غير ملتزمين . يمكن أن تطلق هذه الصفة على مرتكبي بعض المعاصي من اجل منفعة شخصية ، أما الآخرين فلا يمكن أن يكونوا غير ملتزمين ، لأنهم ينظمون سلوكهم وفق أفكار تتنافى وتعاليم الدين الذي ينسبون إليه ( وأنا أتحدث عن المسلمين فقط لأنني أعيش بينهم ) بل ويعملون تحت رايات معادية للإسلام أو هم لا يؤمنون بالإسلام مطلقا . ويمتد تواجد هؤلاء من المرأة العجوز التي لا يعرفها احد إلى رئيس الدولة الإسلامية أو السياسي الذي ينسب إلى الإسلام . واعتقد أن هناك من سمع بعض العجائز تردد ( يا هو الطلع من قبره مفشخ ) فهذه العبارة التي تنكر عقيدة البعث تسري كالمثل بين العجائز ، أما الشباب فأنهم ينطقونها بشكل آخر يتناسب ومقدار ثقافتهم ، وهناك من لا يقول شيئا لأنه يدرك خطورة تصريحاته . أن حل مثل هذه المشكلة لا يعد أمرا عسيرا ، فيمكن لعلماء الدين وشيوخه أن يبينوا من خلال المنابر المتوفرة الآن على القنوات الفضائية وغيرها حدود الكفر والإيمان ، ليمنعوا على الأقل أولئك الذين ينزلقون إلى مهاوي اكفر بلا علم منهم . Husaen2000@maktoob.com | |
|
نور الولاية ll °o.O عضـو متواصل O.o° ll
المشـاركـات : 133 تاريخ التسجيل : 21/04/2007 نقاط : 27 السٌّمعَة : 1
| موضوع: رد: متدينون بلا دين ....كتابات - حسين عبد الخضر الإثنين أبريل 28, 2008 4:22 am | |
| شكرا لك ولصاحب المقال الرائع | |
|
الصقر ll °o.O عـــــضــــــو O.o° ll
المشـاركـات : 34 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 02/07/2007 نقاط : 8 السٌّمعَة : 0
| موضوع: رد: متدينون بلا دين ....كتابات - حسين عبد الخضر الأحد أكتوبر 05, 2008 10:21 am | |
| مقالة هادفة ورائعة وجميلة المعاني وصادقة
| |
|