لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرا

للامام علي بن ابي طالب (ع) في حقوق الانسان وغاية المجتمع اصول وآراء تمتد لها في
الارض جذور وتعلو لها فروع اما العلوم الاجتماعية الحديثة فما كانت الا لتؤيد معظم هذه
الآراء وهذه الاصول ومهما اتخذت العلوم الاجتماعية في صور واشكال ومهما اختلف عليها
من مسميات فان علتها واحدة وهي رفع الغبن والاستبداد عن كاهل الجماعات ثم بناء المجتمع
على اسس اصلح تحفظ للانسان حقوقه في العيش بكرامته كأنسان ومحورها حرية القول والعمل
ضمن يفيد ولا يسيء .وتخضع هذه العلوم لظروف معينة من الزمان والمكان لهل الاثر الاول
في تكوينها على هذا النحو او ذاك .وذا رجعنا الى الماضي ونظرنا في شؤونه على اساس
هذا الواقع تبين لنا في كل زمن مضى كفاحا متقدا بين الاستبداد والحكم المطلق وهدر حقوق
الجماعة وكبت الحريات من جهه,وبين النزوع الى العدالة والحكم المستند الى الشورى والعمل
على حفظ الحقوق العامة واطلاق الحريات من جهة ثانية .وما كانت الثورات القديمة الكثيرة
الآتية من الجانب المظلوم الا انتفاضات يقوم بها المضطهدون والمفكرون للقضاء على
ظلم اجتماعي وانشاء قواعد جديدة تقوم على انقاض هذا الظلم وتتفق بمنطقها وقيمتها مع
الوضع التطوري الذي بلغ اليه المجتمع.
وقد كان لعلي ابن ابي طالب (ع) في تأريخ حقوق الانسان شان أي شان . وآراؤه فيها
تتصل اتصالا كثيرا بالاسلام يوم ذاك . وهي تدور على محور من رفع الاستبداد والقضاء
على التفاوت الطبقي بين الناس ومن عرف علي بن ابي طالب (ع) وموقفه من قضايا المجتمع
ادرك انه السيف المسلط على رقاب المستبدين الطغاة وانه الساعي في تركيز العدالة الاجتماعية
بآرائه وادبه وحكومته وسياسته وبكل موقف له ممن يتجاوزون الحقوق العامة الى امتهان
الجماعة والاستهتار بمصالحها وتأسيس الامجاد على الكواهل المتعبة.
نضجت في الامام القوي , فكرة العدالة الاجتماعية على اساس من حقوق الجماعة التي لابد
لهل ان تنتهي بازالة الفروق الهائلة بين الطبقات التي ينجم ثرياها ومراياها ويضوي فقيرها
وصغيرها فكان صويه في معركة العدالة الاجتماعية مدويا ابدا وسوطه عاملا ابدا ودفاعه عن قيم
الانسان عظيما ابدا شديدا لا هوادة فيه ولا لين .كان في حكومته المثل الاعلى للحاكم الواعي
لحقوق الانسان في تلك الحقبة من تاريخ البشر العامل على تنفيذ منطوقها بكافة مما لديه
من وسائل.ولم يكن في ذهن الامام ما هو واضح ..على وضوح الاشياء جميعا فيه من واقع
المجتمع في زمانه كيف يكون وعلى أي اساس من الغبن الاجتماعي يقوم. ثم كيف يجب ان
يكون والى أي مدى يأن الزمان بتطويره .ولم يكن في ارادة الامام على مافيها من الدوافع الى الخير
مايشغلها اكثر مما يشغلها السعي في هذا التطوير . ولم يكن في المغريات جميعا مايجنح بهذه لارادة عن هذا السعي . ولا في المؤامرات مما يكبت فيها قوة الانطلاق الى العمل والاجادة فيه فليس هنالك ماهو احب على قلب الامام من ان يقيم حقا ويزهق باطلاا على اساس لايتزعزع من رايه في الحق والباطل وموضوعاتها .
وكان صدقه في التفكير والشعور ثم اخلاصه في تطبيق مايفكر به ويشعر , سببين في الا يعطي فكره غامضة في شان من الشؤون العامة . وفي الا يقف متراجعا امام امتهان الولاة والعمال الاقوياء للجماهير والمستضعفين خصوصا وامام إلا فتاءات على سلطان الحق واقعا ما وقع تدبيره من هوى الاخصام والانصار وذلك تقديرا لحقوق الانسان الطبيعية في العيش الكريم وفي الحياة الخيرة لا تشطر الناس شطرين فترخي عليهم ستارين مختلفين: اسود موجعا وابيض ضاحكا.
وقد ادرك في ضوء عقله الجبار ,ان الطبقة المادية في الناس ان هي الا سبيل لن يؤدي السير فيها الا الى غايات منكرة من الجحود في العقل والخبث بالنفس .والى التعسف والنكاية والفجور في الحكم والمعاملة ثم الى الفساد العريض وسائر الاوضاع الملفقة في هذا الجانب الغاصب المنكب على طلب الجاه والثروة بغير بلاء.كما يؤدي الى السقم في الحال والشعور بهوان الحياة وسوء الظن بالانسان والى التباغض والتحاسد في الجانب الآخر الذي يذهب جهده لسواه وفي الجانبين تستقر العوامل المؤدية في النتيجة الى انهيار المجتمع انهيارا لا شك فيه .حتى لكأن طبقتي المجتمع هاتين ما هما الا فكان طاحنان تنسحق بينهما الكفاءات والحقوق وتتمزق الضحايا.كانت قاعدة الارستقراطيين النبلاء في اواخرخلافة عثمان ولا سيما الامويين منهم .ان يخرج معظمهم عن سنن الاسلام في طلب العدالة المساواة في الحقوق وان يذلوا الجماهير ويستعبدونها ويلقوا في صفوفها الخوف من الحاكم والذعر حتى من المثول بين يديه وان يهدروا دماؤها كما يهدرون حقوقها اذ اوقع ذلك في نفوسهم ارهاصات تنبئ بما هم ساعون فيه او مقبلون عليه من تخضيب راياتهم بدماء الذمم والحقوق العامة وتحويل الخلافة الى ملك.وديمقراطية الاسلام الى عنجهية حكم فردي وبات هؤلاء بين صلابة الامام علي في العدالة الاجتماعية وبين مطامعهم في الرئاسة والولاية والمال يسلكون مسلك المقامرين يترقبون مفاجئات الربح والمغنم بين حين وحين .ولما كانت قاعدة اولئك القوم هذا الفيض من المطمع المخرق وهذا الاسلوب في التربص بالعدالة الاجتماعية للتركيز من جديد على قواعد من الوثنية السياسية والوثنية الاجتماعية كان ابن ابي طالب امام تجربة قاسية غاية في القساوة ,تتشابك عناصرها وتتداخل وتفرض عليه هو من الصعوبة بحيث يتعسر على صاحبه مداراة الازمة والخروج منها والعصر فيه اضطراب وقلق واحداث رهيبة وهو من الخطورة بحيث يترتب عليه الى حد بعيد مصير الخلافة والاسلام وما يستوجبانه في الناس من فضائل خلقية وعدالة اجتماعية وهو من الدقة بحيث يكون في المحك لشخصية صاحبه وحقيقة مواهبه في الوفاء للحقوق العامة ومضاء عزيمته في اشاعة الفضائل الفردية والاجتماعية والطاقة على الصبر والصمود

بارك الله فيك على الموظوع الرائع يسلمووووووووووووووووووووووو

» فضل الله يُحرّم سبّ صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
» نص الحوار مع السيدآية الله العظمى كمال الحيدري حول حقيقة معاوية في حديث رسول الله (ص)
» كلمة الله اكبر على قطعة لحم في احد الفنادق سبحان الله
» ما هي أدلة أفضلية السيدة الزهراء سلام الله عليها على السيدة مريم سلام الله عليها؟
» صور كلمة الله

صفحة 1 من اصل 1