السفارة الامريكية في بغداد تقترح على حلفائها في الكتل السياسية العمل على منع قبول ترشيح ال

اكدت مصادر نيابية مطلعة في بغداد ، ان موظفين في السفارة الامريكية ، ناقشوا مع سياسيين في بعض الكتل السياسية الحليفة للولايات المتحدة ، السبل الكفيلة للمضي قدما في تطبيق مقترح لمنع التيار الصدري من الاشتراك في انتخابات المجالس المحلية ، وكذلك الانتخابات التشريعية المقبلة .!! وبموجب هذا الاقتراح ، الذي عكف على اعداده ، مستشارون امريكيون يعملون لصالح الحكومة الامريكية في شؤون العراق ، فان ضوابط وشروط يجب العمل على تضمينها في الشروط العامة الواجب انطباقها على المرشحين للانتخابات ، سواء كانوا ،احزابا ومستقلين ، حيث يشترط منع قبول ترشيح من يثبت علاقاتهم بالميليشيات او الاحزاب المتهمة بدعمها او امتلاكها للميليشيات . وحسب مقترح المستشارين الامريكيين هذا ، فان "هذه الشروط وتفعيلها بشكل حازم ، ستوفر فرصة كبيرة لمنع دخول التيار الصدري الى المجالس المحلية او الى مجلس النواب العراقي .".
وعزا دبلوماسيون اوروبيون في مقر الاتحاد لاوروبي هذا التوجه الجديد في المقترحات الامريكية المقدمة للسياسيين العراقين الذين تربطهم صلات وثيقة بالولايات المتحدة ، الى الفشل الذريع الذي منيت به عملية "صولة الفرسان "التي قادها رئيس الوزراء نوري المالكي ضد جيش المهدي والتيار الصدري في البصرة ، وكذلك فشل العمليات العسكرية لتي تقوم بها قوات التحلف وفي مقدمتها القوات الامريكية والبريطانية ، لنزع سلاج جيش المهدي.
وحسب المعلومات التي تحدث عنها اكثر من مصدر اوروبي ، فان هذه المقتراحات الامريكية ستشق طريقها الى التنفيذ كمحاولة مباشرة لاضعاف قوة التيار الصدري ، عن طريق العمل على منعه من المشاركة في العملية السياسية مالم يستجب لدعوات نزع سلاح جيش المهدي ، وفي حالة رفض التيار الصدري هذا المقترح ، سيكون بالامكان القضاء على الوجود السياسي الرسمي للتيار في مجلس النواب وفي مجالس المحافظات ، بحرمانه من الاشتراك في الانتخابات.
وحسب المصادر الاوربية المتابعة للشان العراقي ،فأن هذا الاقتراح الامريكي ، لاقى ترحيبا من الاحزاب الشيعية التي ترى التيار الصدري منافسا لدودا لها ، الانتخابات المحلية والتشريعية العامة ، بما يمتلكه من رصيد شعبي واسع في الاغلبية الشيعية بشكل لم ينجح المجلس الاعلى من امتلاكه برغم ما يبذله من مال ومايستثمره من رصيد مرجعية السيد السيستاني ، اما حزب الدعوة ، فانه لم يستطع ان يحقق رصيدا شعبيا يذكر ، الا بما سعى اليه مؤخرا مستشارو المالكي من استمالة بعض العشائر ، من خلال توزيع الاموال وهو المقترح الذي قدمه اليه السفير رايان كروركر لمواجهة العزلة ، كما كشف كركور عن ذلك بنفسه في مقابلة مع صحيفة امريكية الاسبوع الماضي .
وتعتقد المصادر الاوربية ،ان المجلس الاعلى وحزب الدعوة نجحا في تطبيع علاقاتهما مع واشنطن وتطويرها بشكل مضطرد ولافت للنظر ، وخاصة بعد اشتراكهما في اتفاقات سرية، لم يعلن عنها ولكنها ملموسة عل ارض الواقع حين اشتركوا في اعمال عسكرية ، لتصفية وضرب التيار الصدري في مناطق تمتلك فيها القوات الامريكية قواعد عسكرية تعرض للقصف وبشكل مستمر لقذائف الهاون التي يطلقها افراد جيش المهدي، مثل الكوت والديوانية والحلة ، وكربلاء التي ليس فيها وجود امريكي مباشر ، واخيرا المحاولة الاخيرة في البصرة والتي حظيت بدعم وتاييد قوي وشامل من القوات الامريكية والبريطانية .
ولعل السبب الرئيسي لها الامر ، هو ان هذه الاطراف تعتبر نفسها بانها تمتلك عدوا مشتركا لها في العراق ، وهو التيار الصدري ، ولاحظت هذه المصادر الاوروبية ، ان حزب الدعوة بالغ في حث الخطى للتقارب مع الموقف الامريكي وخطب ود الادارة الامريكية بشكل فاجا الامريكيين انفسهم، لانه يجدونه موقفا ياتي على حساب كثير من ادبيات حزب الدعوة وشعاراته باعتباره حزبا اسلاميا كان يعلن رفضه للنفوذ الغربي في العالم الاسلامي ، فكيف والحال ان العراق خاضع لما هو اكثر بكثير من مجرد النفوذ الغربي ، تبرر الادارة الامريكية هذا السعي لدى قادة حزب الدعوة لكسب ودها ،من قبل المالكي وقيادي الحزب ، بانه ياتي عرفانا للجميل منهم ،على التاييد المتزايد الذي ابدته الادارة الامريكية خلال الشهور الماضية ،لحكومة المالكي وتثبيت بقائها واستمرارها رغم احتجاجات حلفائها الاخرين مثل الدكتور اياد علاوي وجبهة التوافق العراقية ، ورغم اصوات احتجاج على هذا التوجه انطلقت من اعضاء في الكونغرس الامريكي .
ونبهت هذه المصادر الى ان رئيس الوزراء المالكي والنائب والقيادي في حزب الدعوة حيدر العبادي حرصا على توجيه غزل مباشر الى واشنطن اثناء حرب الخطابات والتصريحات التي رافقت تنفيذ عمليات صولة الفرسان ، ، عندما اتهما التيار الصدري بانه، يسعى الى تنفيذ اجندة دول مجاورة في البصرة – ويعنيان بذلك ايران - والعمل على اقتطاع هذه المدينة ، واعطائها الى هذه الدولة ، كما قال العبادي في مقابلة له مع قناة العراقية الاسبوع الماضي دون ان يذكر اسم ايران مباشرة ، ولكن من الواضح انه لم يقصد الكويت ولا السعودية.
والمدهش ان هذه الاتهامات التي اطلقها المالكي وقياديو الدعوة ، لم تمنع رئيس اركان الجيش الامركي الادميرال مايكل مولين من التصريح الاسبوع الماضي في مؤتمر صحفي عقده في البنتاغون ، بانه " لم يثبت للادارة الامريكية تدخل ايران في المعارك الجارية في البصرة ". وبذلك سبب هذا التصريح حرجا كبيرا للمالكي وللنائب العبادي ولبقية اركان حكومة المالكي الذين كانوا يغازلون الا مريكيين ويتقربون لهم بتوجيه الاتهامات للتيارالصدري بانه يعمل على خدمة مشروع ايراني في البصرة .
المصدر : نهرين نت

صفحة 1 من اصل 1