ابراهيم يعلل سبب قساوة الشاب عليه ليس بسبب عدم اتقانه العمل ولكن لأنه سيئ الاخلاق ويدمن على الكحول ويحاول مداعبته!
ويقول ابراهيم: لو كان والدي على قيد الحياة لما كان هذا حالي، والدتي تدفعنا انا واخوتي لكسب المال وهي ايضا تعاملني بقسوة وتتذمر من وجودنا في البيت.
وبين مجموعة من الصبية كانت احلام ذات الثمانية اعوام اكثر شقاوة من الصبية انفسهم فهي تتعارك وتسب وتركض، عندما اردنا ان نسأل عن هذا العنف الذي تتعامل به احلام كانت الاجابة انها ضحية اسرتها التي تمتهن الاستجداء والسرقة ووالدها رجل لاتعرف الرحمة طريقا اليه يعاملهم بالضرب والاهانة وكثيرا ما يقسو على احلام بالركل والضرب المبرح.
تتحدث الدكتورة وفاء صادق استاذة متخصصة بالبحوث النفسية للطفولة قائلة: من الممكن ان نوجز تعريف العنف الاسري او العائلي بما يلي..
هو كل استخدام للقوة بطريقة غير شرعية من قبل شخص بالغ في العائلة ضد افراد آخرين من العائلة، ويمكن لاي كان ان يصبح ضحية للعنف العائلي ولكن الاطفال هم ضحاياه المألوفة وفي البيوت التي تحوي اطفالاً نجد انهم اكثر عرضة للضرب من قبل باقي اطفال الاسرة.
ويعد الاعتداء على الاطفال مشكلة خطيرة ويقدر الخبراء ان اعداد الاطفال المعتدى عليهم تتفاقم بشكل كبير وتندرج تحت اشكال العنف الجسدي والنفسي ما يؤثر هذا على سلوكيتهم في المستقبل بعد ان يكون شابا يافعا ثم يتسبب في بناء اسرة غير صحيحة وتوضح الدكتورة وفاء قضية المعاناة الناتجة عن العنف الاسري الواقع على الاطفال لتقول: هي قضية مزدوجة فبالاضافة الى معاناة الاطفال انفسهم فهناك الآفات الاجتماعية التي تنتج عن الاعتداء فلو اخذنا حالات معينة من سجناء بالغين ومن الأشخاص الذين يمارسون العنف او يعتدون جنسيا على الاطفال نجدهم ممن تعرضوا للاعتداء والاهمال في طفولتهم لذا هو عنف مزدوج ناتج عن عنف مسبوق وباحصائية مدروسة تبين ان من يعتدي على الاطفال 70% من تلك الاعتداءات يرتكبها رجل البيت و50% الى70% من الرجال الذين يعتدون على نسائهم يعتدون على اطفالهم لذا ان ظاهرة العنف الاسري الذي يستهدف الاطفال اصبحت ظاهرة عربية وعالمية في السنوات الاخيرة ويعزى هذا التزايد الى قصور في عملية التوعية بأهمية الطفولة وكيفية التعامل معها على اسس علمية اضافة الى التفكك الاسري وانعكاساته السلبية وآثار الحروب المدمرة على واقع الاسرة والطفولة.