يقول سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله (دام ظله الوارف ) "
إن علينا أن نتحرك في هذه الحياة , فنبدع في كل لحظة , وننتج في كل يوم , ولايجوز أن نتوقف , والإسلام حركة دائمة والتزام دائم بالحياة , أكثر من التزام الأديان الأخرى , والإسلام دين كلي , فهناك كتاب واحد , تمثل في صحف إبراهيم , وفي التوراة , ثم الإنجيل , حتى اكتمل أمره في القرآن , هناك كتاب إلهي , نزل بشكل تدريجي , وكل كتاب يصدق الذي بين يديه و والقرآن يصدق الكتب السابقة جميعا , فهو لم يلغ الإنجيل والتوراة أو صحف إبراهيم , وإنما تعوذ لحاجات جديدة فرضها الزمن بعد نزول التوراة والإنجيل .
القاعدة الإسلامية ألا نفرق بين أحد من الرسل : (تعالوا إلى كلمة سواء) حتى (لا نعبد إلا الله , ولا نشرك به شيئا) , فنحن نلتقي في توحيدين : توحيد الله , وتوحيد الإنسانية .
فالإنسان لا يكون رفضا لإنسان مثله , (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) .
لذلك فإن الإسلام لا يؤطر الإنسان داخل قمقم خاص , بل يدعو إلى اجتهاد لا يتوقف , وإلى عمل مستمر : (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) إن النظرة التاريخية للإسلام لا تحجب الإنسان عن سائر البشر , لأن المضمون الديني واحد , والتعايش الكتابي إذا صح التعبير , أو الإسلامي المسيحي , أو المسيحي اليهودي والإسلامي , كان طبيعيا في تاريخ الإسلام , والعكس شذوذ مرفوض , وهكذا بقي اليهود والنصارى في المجتمعات الإسلامية , ولم يعمل الإسلام على إلغاء الكتابيين.